رمضان مختلف في تعز

منذ 2 أشهر

تعز – أسامة الفقيه يقضي الطالب بجامعة صنعاء، محمد مصطفى (24 عامًا)، رمضانًا مختلفًا هذا العام

فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يعيش الشهر وسط عائلته بمدينة تعز، جنوب غرب اليمن

ويقول محمد لـ«المشاهد»: خلال ثلاثة أعوام من الدراسة، كنتُ أفضّل البقاء في صنعاء بعيدًا عن الأهل؛ بسبب مشقة وتكاليف السفر

ويشير إلى أنه كان يكتفي بالاتصال لتهنئة عائلته بحلول رمضان، ويبقى في (العزبة) مع زملائه الذين لم يستطيعوا زيارة أقاربهم

لافتًا إلى أنه وزملائه كانوا يبحثون عن عمل في رمضان، ونادرًا ما يسافرون بالعيد، أو ينتظرون عيد الأضحى للاجتماع بأقاربهم

محمد ومثله الآلاف، استطاعوا هذا العام قضاء شهر رمضان جوار عائلاتهم وبالقرب ممن يحبون في تعز

متخطين بذلك عقدًا كاملًا من الحرب والحصار على المدينة، التي تصنف بأنها أعلى مدينة كثافةً بالسكان في اليمن

يمر رمضان في مدينة تعز، هذا العام بإيقاع مغاير وفرحة مختلفة تنبض في أزقة وحواري المدينة

حيث أضحت المدينة تتنفس الصعداء بعد فتح الطريق الرئيسي جزئيا

والذي يصل مدينة تعز الخاضع للقوات الحكومية، بالجزء الشرقي “الحوبان” الواقع تحت سيطرة جماعة الحوثي

إيقاع مغاير لشهر رمضان المبارك في مدينة تعز هذا العام، حيث أضحت المدينة تتنفس الصعداء بعد فتح طريق (الحوبان – جولة القصر) وتوافد المواطنين، ما منح شهر رمضان طابعًا ونكهة مختلفةيظهر ذلك جليًا من احتفالات السكان عند استقبال شهر رمضان، والطقوس الرمضانية والمظاهر الروحانية المتنوعة التي يقيمونها في هذه الليالي

والتي بدورها تعزز الترابط الاجتماعي وتحيي روح الإخاء والمحبة بين فئات المجتمع التعزي

إضافة إلى الازدحام السكاني الذي بلغ ذروته في شوارع وأسواق المدينة خلال الأيام الماضية

منذ افتتاح طريق (جولة القصر – الحوبان) جزئيًا منتصف العام الماضي؛ شهدت مدينة تعز أجواءً مغايرة

وأدى ذلك إلى توافد المئات من المواطنين واكتظاظ واسع للسكان القادمين إلى المدينة من مختلف مناطق المحافظة وخارجها

كما أدى إلى ازدحام مروري بلغ ذروته في شوارع وأسواق المدينة

وفي هذا السياق، يستعرض المواطن، مطيع حسن، لـ«المشاهد»، الأجواء والمتغيرات التي رصدها في مدينة تعز، بعد فتح طريق الحوبان

ويقول: ما إن تمر خلال السوق المركزي، وسط مدينة تعز، إلا وتنتقل إلى مسامعك نداءات مكبرات الصوت من فرزة الحافلات

أتيحت لكثير من المواطنين هذا العام فرصة زيارة أقاربهم بعد سنوات من الحصار والحرب، الذي كانت تعز تضخع له لقرابة عقد كاملوباتت أصوات “الحوبان، إب، ذمار، صنعاء باب اليمن” لها إيقاعات خاصة في نفوس المواطنين

وأتيحت للكثيرين فرصة زيارة أقاربهم بعد سنوات من الحصار

من جانبه، يقول السائق فؤاد سعيد، إن مطلع رمضان شهد توافدًا كبيرًا من المواطنين إلى المدينة، بسياراتهم أو عبر المواصلات

وذلك لقضاء أيام وليالي الشهر مع عائلاتهم أو لغرض التسوق والعودة مجددًا إلى مناطقهم، بحسب حديثه لـ«المشاهد»

سعيد اعتبر أن شهر رمضان هذا العام بتعز مميز؛ نظرًا لاجتماع الأسر ببعضها البعض، وتخفيف معاناة التنقل من وإلى المدينة

كما أن ذلك يحدث بمبلغ زهيد لا يتجاوز 1500 ريال يمني من العملة الجديدة (أقل من دولار واحد) لأجرة التنقل

بعد أن كانت تتجاوز 20 ألف ريال، وتتم خلال ست ساعات من السفر الشاق

مع إعلان جماعة الحوثي في صنعاء بفتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان

نشر ناشطون من تعز على منصات التواصل الإجتماعي تدوينات تضمنت استياءً من الزحام الشديد الحاصل بالمدينة

فيما استبشر كثيرون بهذه المبادرة ودورها بالتخفيف من معاناة المواطنين خلال أيام الشهر الكريم

السائق فؤاد سعيد: يعتبر شهر رمضان هذا العام بتعز مميزًا؛ نظرًا لاجتماع الأسر ببعضها البعض، بعد فتح الطريق وتخفيف معاناة التنقل من وإلى المدينة“الشارع الذي نسلكه في عشر دقائق أصبح يتطلب الآن ساعة؛ بسبب الازدحام”

بهذه الكلمات عبّر سائق حافلة الأجرة، لؤي العديني، عن حال شوارع المدينة في الليالي الأولى من شهر رمضان

ويزيد العديني لـ«المشاهد» أن الزحام ناتج عن دخول المواطنين من الحوبان

كما شكّل توافد سكان الحوبان إلى المدينة عائقًا كبيرًا، خاصةً وأن شوارع المدينة ضيقة وصغيرة

بالإضافة إلى تكدس البسطات العشوائية في الشوارع، التي زادت الطين بلة، حد وصف العديني

ويتابع مازحًا: أصحاب الحوبان دخلوا خربوا علينا الدنيا، حتى الشوارع الفرعية التي كنا نسلكها هروبًا من الزحام أصبحت مزدحمة للغاية

السائق لؤي العديني مازحًا: أصحاب الحوبان دخلوا خربوا علينا الدنيا، حتى الشوارع الفرعية التي كنا نسلكها هروبًا من الزحام أصبحت مزدحمة للغايةمن جهته، يقول المساعد بشرطة تعز، أمين الشجاع، إن الاختناقات المرورية تزيد في رمضان؛ بسبب انتشار الدراجات النارية، والوقوف العشوائي والمزدوج

لكن هذا العام تزايدت بشكل لافت؛ بسبب فتح المنافذ، وبالذات المنفذ الشرقي المؤدي إلى الحوبان، منذ منتصف العام الماضي

وبالتالي أدى إلى هذه الإشكالية الكبيرة في إعاقة الحركة وتكدس السيارات، بحسب حديث الشجاع مع «المشاهد»

وكشف شجاع عن أن 24 معرضًا للدراجات تم افتتاحها منذ بداية العام الحالي في تعز

وأوضح: لا ندري من المسؤول عن ذلك، الدراجات تملأ شوارع تعز، فهناك حوالي 30 ألف دراجة نارية

داعيًا الجهات الرسمية إلى ضرورة الاهتمام بشوارع تعز، خصوصًا شارع جمال؛ والقيام بواجبها في رفع المخالفات وإزالة العشوائيات والبسطات

وذلك بوضع حلول وأسواق جديدة للبسطات؛ بهدف التخفيف من الاختناقات المرورية، معتبرًا أن رجل المرور هو من يتحمل نتائج هذا الإهمال

تمثل أسواق تعز الشعبية خلال رمضان وجهةً مثالية للتسوق لسكان المدينة، توفر لهم كل ما يحتاجونه من مستلزمات الشهر الكريم

إلا أنهم يَشكون من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية

يقول المواطن علي غالب (50 عامًا): استقبلنا رمضان هذا العام بمزيد من المعاناة، أزمة في الغاز وارتفاع بالأسعار

ويضيف: وضعٌ جعلنا عاجزين عن توفير متطلباتنا الرمضانية اليومية

ويزيد: (الدنيا غلاء نار) الواحد الزبادي بـ800 ريال، وتحتاج أكثر من واحدة لعمل (الشفوت)، الوجبة الرئيسية برمضان

واختتم حديثه: غياب الرقابة على أسعار السلع من السلطة المحلية، أتاح للتجار فرصة استغلال هذا الموسم برفع الأسعار

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير