ريمة… استمرار تزايد حالات الكوليرا 

منذ شهر

ريمة- موسى المليكي:ينتشر وباء الكوليرا في مديريات محافظة ريمة، ويجد المواطن في تلك المحافظة الجبلية صعوبة كبيرة في الوصول إلى المراكز الصحية للحصول على الرعاية اللازمة

قد تستطيع بعض المحاليل الطبية والأدوية البسيطة إنقاذ العديد من المرضى، لكن صعوبة السفر في تلك المناطق الوعرة، والحالة الاقتصادية البائسة، تجبر المواطن على الاستسلام للمرض، والبقاء في البيت دون رعاية صحية، ما يعرض حياته للخطر

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عبدالله ناجي، مواطن من منطقة وادي المياسي بعزلة بكال بمديرية مزهر في محافظة ريمة، إن المنطقة تشهد انتشارًا مخيفًا لمرض الكوليرا، حيث أُصيبت أسرته، والعديد من الأسر المجاورة، وتعيش تلك الأسر في منطقة جبلية، دون مرافق صحية

خلال أسبوع واحد، بلغ عدد الحالات المصابة في منطقة وادي  المياسي في مديرية مزهر 30 حالة وفاة حالة، وفقًا للمواطن عبد الله، مشيرًا إلى أن تزايد عدد الوفيات كان بسبب افتقار المناطق الريفية في المديرية إلى المرافق الصحية

وفي 13 مايو/أيار الجاري، أعرب مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن قلقه العميق إزاء “تفشي وباء الكوليرا الذي يتفاقم بسرعة في اليمن”

وقال في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أنه “يتم الإبلاغ عن مئات الحالات الجديدة يوميا، ووصل العدد الإجمالي إلى حوالي 40 ألفا، بما في ذلك 160 حالة وفاة منذ مطلع العام الجاري 2024”

انتشار مخيفالمواطن غالب محمد الجعفري، من منطقة بني العامري، عزلة اليمانية بمديرية الجعفرية، يقول لـ “المشاهد” إن وباء الكوليرا انتشر بشكل مخيف خلال الأيام الماضية في منطقته، حيث ظهرت العشرات من الحالات الجديدة المصابة، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن اليمني

يضيف غالب: “في منطقة العامري التابعة لعزلة اليمانية في مديرية الجعفرية بريمة، بلغ عدد الحالات المصابة بالكوليرا خلال يومين 15 حالة، وهذا الأمر مخيف جدًا”

 يؤكد مواطنون في ريمة أن الوضع الصحي بحاجة إلى المزيد من الجهود، إذ تتطلب المحافظة الكثير من الخدمات الصحية حتى لا يضطر المرضى إلى السفر إلى مناطق أخرى للحصول على الرعاية الصحية

يقول أحد الأطباء في أحد المراكز الصحية بمديرية السلفية في محافظة ريمة لـ “المشاهد” إن أسباب انتشار مرض الكوليرا متعددة، منها غياب الوعي الصحي حول سلامة الغذاء، وعدم الاهتمام بالنظافة، وغياب مفاهيم الطهي الجيد للطعام، وعدم قدرة المواطن على الذهاب إلى المراكز الصحية بسبب الأوضاع المادية

ويوضح أن عدد الحالات التي وصلت إلى المركز الذي يعمل فيه بلغت أكثر من 15 حالة خلال يومين فقط، ولا يجد المرضى الخدمات الطبية التي يحتاجون إليها، نظرًا لافتقارها للمستلزمات الطبية والأدوية والمعدات التي قد تسهم في التصدي لانتشار مثل هذا الوباء

الطبيب محمد الأشول، من مديرية بلاد الطعام في محافظة ريمة، يعمل في مركز صحي بالمديرية، ويوضح لـ “المشاهد” أن هناك عدة عوامل تقود إلى انتشار الإسهالات المائية، وأهمها تزايد حالات سوء التغدية في الأطفال والنساء التي تسهم في إضعاف المناعة لدى السكان

 يضيف الأشول أن مصادر المياه المكشوفة والملوثة، مثل البرك والغيول والآبار، وعدم اهتمام المجتمع بالنظافة بسبب قلة الوعي، كغسل الأيدي بالماء والصابون، وتناول الفواكه الخضروات دون غسلها، تسهم أيضًا في انتشار الكوليرا في العديد من المناطق

يؤكد الأشول أن المرفق الصحي الذي يعمل فيه استقبل خلال أسبوعين 50 حالة إسهال، وأغلبها حالات إصابة بوباء الكوليرا

تحديات القطاع الصحي بريمةتعاني المرافق الصحية في محافظة ريمة الكثير من التحديات، منها نقص الأدوية والمعدات الطبية، وعدم توفر المحاليل الوريدية والمعقمات، بالإضافة إلى عدم صرف حوافز للعاملين في المرافق الصحية

ويوضح الأشول بعض الصعوبات التي تواجها المرافق الصحية في ريمة، ومنها شح الأدوية، والسوائل الوريدية والفموية لمعالجة الكوليرا، ووعورة الطرق في الجبال، ما يعيق إسعاف مثل الحالات المرضية الحرجة

 يقول الدكتور محمد مثنى العدني، مدير فرع مكتب الصحة بمديرية الجبين في محافظة ريمة لـ “المشاهد” إن هناك أسباب عدة أدت إلى انتشار مرض الكوليرا في محافظة ريمة التي تعد من المحافظات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية المتكاملة بسبب الطبيعة الجغرافية والبيئة الجبلية وصعوبة الوصول إليها نتيجة وعورة الطرقات

يشير العدني إلى أن مصادر المياه في أغلب العزل ملوثة، وغير آمنة ومكشوفة، بالإضافة إلى تدني الوعي لدى السكان

في ظل انتشار الكوليرا في ريمة، يؤكد العدني أن هناك خطة استجابة طارئة تستهدف المناطق التي يتفشى فيها الكوليرا، حيث تشمل الخطة الزيارات الميدانية التي يقول بها المختصين، وتجهيز أكثر من ١٢ زاوية إرواء في مراكز الرعاية الصحية الأولية بمديرية الجبين بريمة، بالإضافة إلى قسم عزل ورقود في مستشفى الثلاياء العام

يضيف: “عملنا على تكثيف برامج التوعية والتثقيف الصحي بالتعاون مع السلطات المحلية ومتطوعي صحة المجتمع، وقمنا بتوزيع مادة الكلور لتعقيم المياه بصورة عاجلة، والرفع إلى مكتب المياه للنزول وكلورة المياه”

ويوكد العدني أن من أبرز الصعوبات التي يواجهها المواطن في ريمة هي بعد المراكز الصحية من القرى الجبلية، حيث تحتاج العديد من الأسر المشي على الأقدام لأكثر من ساعتين لكي تصل إلى أقرب مرفق صحي

وبالنسبة لعدد حالات الكوليرا في مديرية الجبين بريمة، يشير العدني إلى أنه تم توثيق أكثر من ٦٠٠ حاله اشتباه بالكوليرا منذ شهر إبريل هذا العام، وهناك أكثر من ٢٠ حالة إيجابية، وحدوث حالة وفاة فقط بسبب الكوليرا

يدعو الأشول الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية الصحية في المحافظة إلى توفير الأدوية للمراكز الصحية، بخاصة السوائل الوريدية الخاصة بمعالجة الكوليرا، وتوفير مستحقات الكادر الصحي الذي يعمل في هذا المجال دون توقف

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير