زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء.. هل تحيي عملية السلام باليمن؟
منذ 4 ساعات
عدن – شذى سعيد غادر المبعوث الأممي صنعاء أمس الخميس كما جاء إليها، رغم لقاءه بكبار المسؤولين الحوثيين خلال زيارته، التي جاءت بعد عامين من آخر زيارة له العاصمة اليمنية الواقعة تحت قبضة جماعة الحوثي منذ نحو عشر سنوات
زيارة اعتبرها محللون أنها تأتي ضمن محاولات دولية لإدارة الأزمة اعتادت الأمم المتحدة اجراءها خلال العشر سنوات الماضية، فيما يراها آخرون طوق نجاة لجماعة الحوثي للعودة مجددًا إلى مسار السلام
لم يعلن المبعوث عن أي تقدم في عملية السلام خلال زيارته هذه؛ ما دفع بمحللين سياسيين إلى اعتبار الزيارة مجرد محاولات فاشلة لإحياء عملية السلام في اليمن
تقييم الزيارة ويرى الباحث بمركز جامعة كولومبيا العالمي للدراسات الشرق أوسطية الدكتور عادل دشيلة، أن هدف زيارة المبعوث الأممي لصنعاء هو بحث قضايا موظفي الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الذين احتجزتهم جماعة الحوثي بصنعاء مؤخرًا
ويضيف دشيلة لـ«المشاهد» أن الزيارة أتت في ظل تصعيد إقليمي وقبيل تسلم الرئيس ترامب السلطة في البيت الأبيض ببضعة أيام؛ وذلك لحث الحوثيين على الانخراط بشكل إيجابي في عملية السلام
زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء تأتي في ظل تصعيد إقليمي وقبيل تسلم “ترامب” السلطة في البيت الأبيض، وتسعى لدفع الحوثيين على تقديم المزيد من التنازلات لاستكمال ما تم البناء عليه في عملية السلامكما تسعى الزيارة إلى دفع الحوثيين لتقديم المزيد من التنازلات؛ وذلك لاستكمال ما تم البناء عليه خلال المرحلة الماضية من وقف إطلاق النار وإن كان بشكل غير رسمي، والدخول في حوار سياسي، بحسب قوله
مستدركًا: لا أعتقد أن هذه الزيارة ستحدث فارقًا كبيرًا في مجرى العملية السياسية، أو حتى المشهد على الأرض -عسكريًا- بحيث توقف الهجمات التي تقوم بها جماعة الحوثي ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر
ورجّح دشيلة بأن تكون مثل هذه الزيارات مشجعة بالنسبة لجماعة الحوثي، على أن المجتمع الدولي ما يزال في محاولات لإقناعها بالخطوط الحمراء، وبالتالي لا مانع من تنفيذ خارطة الطريق التي جاءت بناء على رغبة جماعة الحوثي على حساب الأطراف اليمنية الأخرى
دشيلة: لا أعتقد أن هذه الزيارة ستحدث فارقًا في عملية السلام سياسيًا وعسكريًا، وأرجح أن تعمل على تشجيع الحوثيين وإقناعه بالخطوط الحمراء، وتنفيذ خارطة الطريق التي جاءت برغبة الحوثيين على حساب بقية الأطرافولا يتوقع دشيلة بأن تأتي هذه الزيارة بنتائج مثمرة فيما يخص الجانب السياسي، فلن تخدم مصالح اليمنيين العليا بشكل عام ولكنها في إطار المحاولات الدولية لإدارة الأزمة، فلنا تجارب كثيرة مع الأمم المتحدة على مدار عشر سنوات ماضية
طوق نجاة للحوثيين ويوضح رئيس مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية الدكتور فارس البيل أن هذه الزيارة تأتي في إطار الجهود الروتينية للمبعوث الأممي، وذلك بعد حالة من الغياب وانحسار الدور الأممي في القضية اليمنية
وقال البيل لـ«المشاهد»: أعتقد أنها زيارة صحيحة في وقت حرج بالنسبة لجماعة الحوثي، لافتًا إلى أن الزيارة جاءت لتحذير الجماعة والإنقاذ بذات الوقت، واصفًا إياها بأنها “تقدم طوق النجاة للجماعة”
معتبرًا الدور الأممي في اليمن بأنه لم يقدم الحلول الحقيقية، ولم يقدم أثرً يمكن أن يعول عليه اليمنيون
وأضاف: التطورات في الملف اليمني دفعت المبعوث الأممي إلى القول إن الأزمة اليمنية انتقلت إلى مرحلة أخرى ومحاطة بتطورات كثيرة، خصوصًا مع نتائج الصراع الموجودة في المنطقة وعمليات الحوثي في البحر الأحمر، وتدخل الغرب لمواجهته
مواصلًا: كل هذه التطورات جعلت المبعوث الأممي يحاول في مسعى يبدو أنه الأخير لمحاولة إعادة جماعة الحوثي إلى طاولة التفاوض، وزيارة صنعاء لمحاولة التفاهم حول إطلاق السجناء والمختطفين الذين اختطفتهم جماعة الحوثي من موظفي الأمم المتحدة والبرامج التابعة لها وغيرها
البيل: الزيارة مثلت تحذيرًا وإنقاذًا للحوثيين في نفس الوقت، لكنها في الأساس “طوق نجاة” ومسعى أممي يبدو أنه الأخير لإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات، لكن لا أتوقع من الحوثي اتخاذ قرارات إيجابية، ولهذا فهي زيارة أشبه بالهدية للحوثيين لا يتوقع البيل من جماعة الحوثي اتخاذ قرارات إيجابية تخدم مصالحها ولا مصالح اليمنيين، ويقول: هذه الزيارة أشبه بتقديم هدايا لجماعة الحوثي وإغراءات من أجل أن تعود إلى خارطة الطريق المجمدة، ولن تعود!ووصف البيل الزيارة بأنها محاولة للمبعوث الأممي في احياء خارطة الطريق من جديد، متوقعًا بأنها لن تنتج الكثير لا على مستوى عودة الجماعة إلى طاولة التفاوض، ولا على مستوى إطلاق السجناء والمختطفين، حد قوله
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير