سبتمبر صنعاء .. إرهاب حوثي إسرائيلي مزدوج "1671جريمة ترهب سكان العاصمة"
منذ 2 ساعات
شهدت العاصمة اليمنية المختطَفة صنعاء، خلال شهر سبتمبر، إرهابًا مزدوجًا وانتهاكاتٍ فظيعة ارتُكبت من قِبل كيانين عنصريين مارقين، يختلفان في الادّعاءات والمزاعم، ويتشابهان في الوسائل والأسلحة والضحايا، الذين هم في الغالب من المدنيين الأبرياء
وبحسب تقرير وحدة الرصد والتوثيق بمركز العاصمة الإعلامي، بلغت الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيات عبد الملك الحوثي وبنيامين نتنياهو الإرهابية في مدينة صنعاء خلال شهر سبتمبر الفائت 1671 انتهاكًا وجريمة، تنوّعت بين القتل والإصابة الدائمة والاعتداء والتهديد ونهب الأموال والاستيلاء على دور العبادة وتدميرها والاختطاف والإخفاء القسري
وتعرّضت صنعاء لنحو عشرين غارة جوية نفّذتها طائرات الكيان الإسرائيلي، نتج عنها مقتل 36 شخصًا وإصابة 250 آخرين، من بينهم ثلاث أسر مدنية كانت تقطن في مبنيين بشارع الرقاص، استُشهد منهم 11 شخصًا جلّهم من النساء والأطفال، قضى بعضهم تحت الأنقاض نتيجة تأخر فرق الإنقاذ، إذ اكتفت سلطات الميليشيا في الساعتين الأوليين بإرسال فريقين: الأول إعلامي تابع لقناة المسيرة للتوثيق والمتاجرة لاحقًا بدماء الأبرياء، والثاني أمني طوّق المكان ومنع جهود الإنقاذ التي بادر بها سكان المنطقة
ولم تقتصر انتهاكات الكيان الإسرائيلي على استهداف المدنيين والبنية التحتية، بل طالت غاراته مرافق تاريخية وأجزاء أصيلة من صنعاء القديمة، في اعتداء على التراث اليمني والموروث الحضاري الذي تسعى ميليشيا الحوثي إلى طمسه بوسائل ناعمة
ومن بين المواقع المتضررة المتحف الوطني، الذي أُغلق في أغسطس الماضي بذريعة العجز المالي، قبل أن تلحق به أضرار جرّاء القصف
ووثّق مركز العاصمة الإعلامي نحو 1385 جريمة وانتهاكًا ارتكبتها ميليشيا الحوثي في صنعاء خلال سبتمبر، من بينها تهديد بإغلاق 960 عيادة طوارئ وإسعافات أولية بقوة السلاح، ما تسبّب في حرمان أكثر من ثلاثة آلاف عامل من مصدر رزقهم، إضافة إلى عشرات الأسر من أصحاب الدخل المحدود
وبلغت حالات الاختطاف خلال شهر سبتمبر 31 حالة موثّقة، من بينها اختطاف محامي المظلومين ومناصر الصحفيين عبدالمجيد صبره، والناشط والكاتب ماجد زايد، والشاعر أوراس الإرياني، وآخرين، أحدهم مسؤول صحي سابق موالٍ للميليشيا، وكذلك 17 موظفًا وعاملًا في منظمات الأمم المتحدة، بينهم نائبة مدير مكتب اليونيسف لانا شكري، التي أُفرج عنها لاحقًا ضمن صفقة تبادل نُقلت على إثرها قيادات حوثية إلى صنعاء
ووثّق المركز 32 حالة اقتحام منازل، من بينها محتجزون سابقون في سجن الأمن والمخابرات بمنطقة شملان، الذي تضررت بعض مرافقه جراء الغارات الإسرائيلية، واستغلت الميليشيا ذلك للمتاجرة بمصيرهم ونهب مدخرات عائلاتهم التي لا تزال تتعرض للابتزاز من قِبل مشرفي الجماعة، مقابل وعود وهمية مثل ابنكم بخير، فيما تمكنت بعض الأسر من زيارة ذويهم مقابل مبالغ مالية
الى ذلك لم تتمكن وحدة الرصد من إحصاء عدد الاستدعاءات الأمنية التي نفذتها الميليشيا بحق نشطاء احتفوا بالثورة أو اشتُبه في نيتهم الاحتفاء بها، أو انتقاد انقلاب الجماعة ومزاعمها حول ما تسميه إنجازات ثورة 21 سبتمبر، التي يصفها اليمنيون بيوم النكبة
وعاودت الميليشيا الشهر الماضي اختطاف رئيس نادي المعلمين اليمنيين عبدالقوي الكُميم، وهددت نحو 35 من أعضاء النادي والمعلمين النشطين على مواقع التواصل، على خلفية انتقادهم للميليشيا أو مطالبتهم برواتبهم وحقوقهم المتأخرة منذ سنوات
أما حالات التفتيش الجسدي وترويع النساء والأطفال من قِبل عناصر الميليشيا النسائية المعروفة بـالزينبيات، فقد بلغت 38 حالة، شملت تفتيش هواتف الفتيات والاطلاع على خصوصياتهن بذريعة الأهمية الأمنية
وتوزّعت باقي الانتهاكات بين 26 تهديدًا بالقتل أو الشروع فيه، أو نهب الممتلكات تحت التهديد، و254 حالة فرض جبايات باسم المولد النبوي، وتعطيل العملية التعليمية لثلاثة أيام في مدارس خاصة، وإجبارها على تنظيم فعاليات للمولد والمساهمة في نقل منتسبيها وطلابها للمشاركة الإلزامية في فعاليات الجماعة، إضافة إلى ثلاث حالات اعتداء على دور عبادة وضرب المصلين، وفرض حصار على سكان قرية شعبان بمديرية بني مطر، ومنع دخول الماء والطعام إليهم لأيام، في محاكاة لما يفعله الكيان الصهيوني في غزة
وتواصل الميليشيا منذ سنوات استغلال دور العبادة لبث خطابات عبدالملك الحوثي عبر مكبرات الصوت في المساجد، وهو سلوك عاد إلى الواجهة مؤخرًا بمحاكاة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، الذي بث خطابه لسكان غزة بالطريقة ذاتها، في تشابه صارخ بين الكيانين الإرهابيين العنصريين