سوريا.. قوات العشائر تسيطر على معظم أحياء السويداء وسط استمرار المعارك ونداءات إنسانية لفتح ممرات آمنة

منذ 12 ساعات

سيطرت قوات العشائر السورية، اليوم السبت، على غالبية أحياء مدينة السويداء جنوبي البلاد، في تصعيد ميداني أعقب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية حكومية

ويأتي ذلك بعد رفض فصائل محلية تنفيذ بنود الاتفاق القاضي بانتشار قوات الأمن العام داخل المدينة، وفق مصادر قبلية

وقال مصدر في مجلس القبائل والعشائر السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د

ب

أ)، إن قوات العشائر تخوض حالياً معارك في قلب المدينة للسيطرة على أحياء المساكن، وعين الزمان، والثورة، وحسي المسلخ، ودار الجرة، مع استمرار التقدم باتجاه مساكن القلعة وحي النهضة ومحيط المشفى الوطني

وأضاف المصدر: نحن ملتزمون باتفاق الحكومة السورية، لكننا لن ننسحب من مواقعنا قبل أن يتم انتشار قوات الأمن العام في كامل محافظة السويداء

من جهته، أفاد قائد ميداني في قوات العشائر بأن انهيار الفصائل المحلية يعود إلى انسحاب أعداد كبيرة من مقاتليها، زاعماً أن الشيخ حكمت الهجري رفض الهدنة وأصر على القتال، وسط تقارير غير مؤكدة عن مغادرته مدينة السويداء باتجاه بلدة قنوات شرقي المحافظة

في غضون ذلك، ناشد مدنيون من أبناء السويداء الحكومة السورية فتح معابر إنسانية، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء، نتيجة حظر التجول والحصار المفروض على المدينة

وكانت الحكومة السورية قد توصلت، فجر اليوم، إلى اتفاق مع مشايخ العقل وقادة الفصائل المحلية، ينص على دخول مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية إلى محافظة السويداء، وحل جميع الفصائل، وتسليم السلاح الثقيل، ودمج عناصر تلك الفصائل في مؤسسات وزارتي الداخلية والدفاع

ويأتي التصعيد في السويداء بالتزامن مع إعلان المبعوث الأمريكي إلى سوريا وسفير واشنطن لدى أنقرة، توماس باراك، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، دون الكشف عن تفاصيل إضافية

وفي السياق، دعت فرنسا، السبت، جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية: فرنسا ترحب بإعلان وقف لإطلاق النار في منطقة السويداء، وتحث جميع الأطراف على الالتزام التام به وتجنب أي خطوات أحادية الجانب

يجب وقف القتال وأعمال العنف فوراً

من جانبه، انتقد وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، في مؤتمر صحفي عقد بدمشق، ما وصفه بـخطاب التحريض الصادر عن الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، قائلاً إن البيان تضمّن دعوات تؤدي إلى التهجير، وهو أمر يرقى إلى الجريمة، حسب تعبيره

وأكد المصطفى بدء المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق الحكومي بانتشار قوات الأمن الداخلي في غرب السويداء، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية تتضمن فتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين

وأضاف: المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون استخدمت أساليب متعددة لاستهداف أبناء العشائر، والدولة مسؤولة عن حماية جميع مواطنيها، وتسعى لحلول سياسية شاملة تدمج كافة المكونات

وعلى الصعيد الدبلوماسي، عقد وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، وسوريا أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي توماس باراك، اجتماعاً ثلاثياً في عمّان، لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية أن الاجتماع تناول سبل دعم تنفيذ الاتفاق السوري بما يضمن بسط سيادة الدولة وحماية المدنيين، مشيراً إلى التوافق على خطوات عملية تشمل نشر قوات الأمن السورية، وإطلاق سراح المحتجزين لدى جميع الأطراف، وتعزيز المصالحة المجتمعية، وإدخال المساعدات الإنسانية