سيناريوهات الحرب الإيرانية الإسرائيلية بعد سبعة أيام من القصف (استسلام مشروط أم سقوط محتوم)؟

منذ 10 ساعات

‏دخلت الحرب الإيرانية الإسرائيلية يومها السابع، في ظل تصعيد غير مسبوق من الضربات الجوية المتبادلة التي طالت عمق العاصمتين طهران وتل أبيب وسط حالة من الغموض الدولي والترقب الإقليمي وبينما كانت التوقعات تشير إلى عمليات محدودة تحولت المواجهة إلى صراع مفتوح ينذر بتغييرات استراتيجية كبيرة في الشرق الأوسط

 ‏وفي ظل هذه التطورات تبرز أمام النظام الإيراني سيناريوهات مصيرية إما الاستسلام لشروط أمريكية إسرائيلية قاسية أو مواجهة مصير شبيه بسوريا وليبيا يقود إلى سقوط النظام وانفجار داخلي مدمر

 ‏في حال قررت إيران إيقاف الحرب والخروج من هذه المواجهة بأقل الخسائر الممكنة فإن ذلك سيتطلب استسلام غير مشروط للنظام الإيراني وقبول صارم بالشروط التي وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل والتي تم تسريبها عبر مصادر دبلوماسية إقليمية ودولية:‏أولا: إنهاء البرنامج النووي الإيراني ويشمل ذلك وقف عمليات التخصيب بالكامل وتدمير ما تم إنتاجه من اليورانيوم عالي التخصيب وتفكيك أجهزة الطرد المركزي وهذا سيجعل إيران دولة غير نووية بصورة دائمة تحت رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي

‏ثانيا: تفكيك المنظومة الصاروخية والطائرات المسيرة بما في ذلك تدمير ما تبقى من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة تحت إشراف مباشر من القوى الكبرى والهدف حرمان إيران من أي أدوات ردع أو تهديد عابر للحدود مستقبلا

‏ثالثا: إنهاء التمدد الإقليمي وتفكيك الأذرع وتعني التخلي الكامل عن دعم الميليشيات المسلحة في اليمن (الحوثيين) ولبنان (حزب الله) والعراق مع تفكيك هذه الجماعات بطريقة منظمة تضمن استقرار الأمن الإقليمي

‏لكن في مقابل ذلك ستطلب إيران عبر وسطاء دوليين وإقليميين امتيازات شكلية كالسماح لها بالإعلان الداخلي بأنها خرجت منتصرة لحماية النظام داخل البلاد في محاولة للالتفاف على الشارع الإيراني الغاضب والحفاظ على الحد الأدنى من الهيبة أمام حلفائها الإقليميين ومؤيديها في الداخل

‏هذا السيناريو يبقي على وجود النظام بشكله الطائفي الحالي لكنه يجردة من أهم أدواته وأوراقه مما قد يفضي على المدى المتوسط إلى تحول تدريجي في بنية الحكم أو حتى انهيار ناعم

‏إذا رفضت إيران خيار الاستسلام وظلت متمسكة بمنطق التحدي والصمود والانتصار فإن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبدعم حلفائهم في الإقليم سيرفعون سقف الأهداف العسكرية والسياسية نحو خيار لا رجعة فيه المتمثل في إسقاط النظام الإيراني بالكامل وذلك من خلال: ‏أولا: توسيع العمليات العسكرية داخل إيران وستتحول الضربات الجوية إلى عمليات نوعية دقيقة ضد المراكز القيادية والمواقع الحساسة بدعم أمريكي مباشر مع إدخال عناصر الحرب السيبرانية لشل أنظمة القيادة والسيطرة وإحداث انهيار تدريجي في البنية التحتية الدفاعية

‏ثانيا: دعم انقلاب داخلي بقيادة الإصلاحيين ومن المتوقع أن يتم تفعيل خلايا إصلاحية معارضة وبعض التيارات القومية بدعم استخباراتي ولوجستي غربي لاستنساخ تجربة المعارضة السورية أو الليبية مع إحداث انقسام داخل المؤسسة العسكرية والحرس الثوري

‏ثالثا: استهداف الأذرع الخارجية وستشن إسرائيل وأمريكا ضربات متزامنة على ميليشيات الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق وما تبقى من حزب الله في لبنان في محاولة لقطع أذرع إيران وحرمان النظام من أدوات الرد الإقليمي

‏رابعا: الانفجار الداخلي الإيراني وهذا السيناريو ينذر بدخول إيران في حالة من الفوضى الشاملة وستفتح جبهات صراع داخلي بين القوميات (الأكراد والبلوش والعرب والأذريين) والطوائف وسنشهد بداية مرحلة الصراعات الأهلية والدينية التي قد تستمر لسنوات وتهدد وحدة الدولة الإيرانية بالكامل

 ‏▪ إما أن يحكم العقل ويذهب إلى الاستسلام المدروس لحماية النظام من السقوط، وتفادي دمار شامل للشعب الإيراني لكنه سيخسر مشروعه النووي والتوسعي بالكامل

‏▪ أو يواصل النهج العقائدي المتطرف فيدفع إيران إلى حرب استنزاف وتفكك يكون ثمنها سقوط النظام وانزلاق البلاد إلى فوضى لا تختلف كثيرا عن ما حدث في سوريا والعراق وليبيا

‏ولا شك أن المنطقة تمر بلحظة تاريخية مفصلية ستعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط وستقرر مصير إيران ونظامها ومستقبل الأجيال القادمة فيها وفي النهاية القرار بيد المرشد خامنئي والنظام الإيراني إما إنقاذ ما يمكن إنقاذه أو الذهاب إلى النهاية بلا رجعة