شبوة: «الوعل» يواجه خطر الإنقراض

منذ شهر

شبوة- صلاح الواسعي تشهد محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، اعتداءات مستمرة على الحيوانات النادرة والمهددة بالإنقراض، منها «الوعل»، الذي يُصنف ضمن الحيوانات النادرة، المهددة بالانقراض

ويتواجد حيوان الوعل في عدد من المديريات بمحافظة شبوة، خاصة في الروضة، عرماء، دهر، والصعيد

تتميز المناطق الشرقية من محافظة شبوة بالتنوع الطبوغرافي، ولهذا السبب، توجد العديد من الحيوانات النادرة، كالوعول والغزلان والوشق والزباد

وحتى اليوم، يظل عدد وأنواع الحيوانات النادرة والمتواجدة في تلك المناطق أمرغير معلوم

 علي البعسي، ناشط بيئي من شبوة، يتحدث عن الصيد المستمر للوعول، ويقول: “في السابق، كان يتواجد حيوان الوعل في عديد مديريات محافظة شبوة”

ويضيف لـ«المشاهد» لكن بسبب القنص المستمر الذي يتعرض له هذا الحيوان، انقرض في بعض المديريات، وأصبح يتواجد في مناطق محدودة

ويوضح البعسي أن استمرار الصيد الجائر للوعل بنفس الوتيرة سيؤدي ذلك إلى انقراض الحيوان كليًا، حيث تتعرض الوعول للصيد في موسم التكاثر، ولا يمكن التميز بين الذكر والأنثى

 وعن السبب وراء استمرار الصيد لجائر للوعول، يوضح البعسي: “يقوم فئة من الشباب بالاصطياد بدافع التفاخر، والمنافسة فيما بينهم، وهذا يشير إلى وجود خطأ في فهم الشباب للتراث الشبواني”

يرى بعض شباب محافظة شبوة أن الصيد عادة متوارثة منذ الأجيال السابقة، لكن البعسي يُبيّن أن الأجيال السابقة كانت حريصة على الحفاظ على التوازن البيئي، وتتجنب اصطياد الحيوانات المهددة بالانقراض

 البعسي يشير إلى وجود وثيقة عمرها 100 عام، موقعة من قبائل بني عبيدة في شرق شبوة، وتنص على منع أصطياد الوعول الصغيرة والإناث، وكذلك الاصطياد في مناطق شرب الماء

تحديات متعددة الدكتور طه باكر، مدير مكتب حماية البيئة في شبوة، يوضح أحد أسباب أستمرار ظاهرة صيد الوعول في بعض مديريات محافظة شبوة

ويقول لـ«المشاهد»: “ينظر بعض الناس للصيد على أنه حلال، وأنه لا يجب منع ما أحل الله”

بالمقابل، هناك قوانين تمنع الصيد، خاصة الإناث والوعول الصغيرة، وهكذا يبقى الجدل مستمر، ويحتاج لوقفة جادة من الأمن ومحافظ شبوة

ويشدد باكر على دور الدولة لعمل محميات طبيعية، بالإضافة إلى تشكيل فريق متخصص في البيولوجيا لعمل دراسات واسعة في جانب التنوع البيئي

لافتًا إلى وجود معوقات عدة تواجه المهتمين بحماية الوعول من الانقراض

يواصل: من هذه المعوقات وعورة الطريق، وصعوبة الوصول إلى أماكن تواجد الحيوانات، وانتشار السلاح، وغياب الوعي المجتمعي، وبالذات عند الآباء الذين يشجعون أبناءهم على عملية القنص والاصطياد

 ولا يعتقد باكر أن هناك ارتباطًا بين الوضع الاقتصادي للأهالي وتزايد اصطياد الوعول، قائلًا: “كل ما في الأمر أن الاصطياد هواية يمارسها الشباب”

 جهود التوعيةباكر يوضح أن جهود التوعية بالحفاظ على الحيوانات النادرة، ومنها الوعول، تحقق نجاحًا ملحوظًا على الرغم من التحديات

ويضيف: “هناك تجاوب من المديريات، ويمكن القول إننا قطعنا 40% من جهود الحماية والحفاظ على التوازن البيئي”

حيث اختفت ظاهرة بيع الوعول، على سبيل المثال، لم يعد بيع هذا الحيوان مستمرًا، كما كان يحدث في السابق، بحسب باكر

في 29 يونيو 2024، تمكنت شرطة مديرية الروضة بمحافظة شبوة، من القبض على شخصين متهمين بمخالفة قانون حماية الحيوانات البرية

وتمت عملية القبض أثناء قيام المتهمين بصيد حيوانات نادرة في إحدى الشعاب بمديرية الروضة، بمحافظة شبوة

وقال مسؤول في شرطة محافظة شبوة إن عملية القبض تمت بعد تلقي معلومات من الأهالي حول وجود أشخاص يقومون بالصيد في مديرية الروضة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة

موقف القانون القانون اليمني رقم (26) لسنة 1995 ينص على منع الأعمال والأنشطة والتصرفات التي من شأنها إتلاف أو تدمير أو تدهور البيئة الطبيعية أو الإضرار بالحياة البرية أو البحرية أو المساس بقيمتها الجمالية

كما يمنع القانون على وجه الخصوص صيد أو نقل أو قتل أو إزعاج الكائنات البرية أو البحرية غير الضارة أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها

لكن القرارات والقوانين، وفق ناشطين، لا يتم تنفيذها؛ لأن اصطياد الحيوانات النادرة يحدث في الأماكن البعيدة عن رقابة الجهات المعنية

 وخلال الأربعة الأشهر الأولى من عام 2024، رصدت منظمة شباب شبوة -منظمة غير حكومية تهدف لتنمية قدرات الشباب- 18 حالة قنص للحيوانات النادرة في شبوة، ومن ضمنها الوشق والزباد

 ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير