شغف لعبة الشطرنج في زمن الحرب

منذ 2 سنوات

يحتفل العالم في 20 يوليو من كل عام، بيوم لعبة الشطرنج، وتقام فعاليات متعددة في العديد من الدول، ابتهاجًا باليوم العالمي لهذه اللعبة

في اليمن، لا يبدو أن هناك اهتمامًا رسميًا ومجتمعيًأ واسعًا بالشطرنج، ولم تكن هناك أية فعاليات أو أنشطة خاصة بهذه المناسبة

برغم الدمار الكبير الذي تعرض له قطاع الرياضة في اليمن منذ بداية الحرب، مازالت لعبة الشطرنج حاضرة، ويعتبرها العديد من الشباب اليمنيين لعبتهم المفضلة، ولم تستطع الحرب طمس شغفهم بهذه الرياضة الذهنية المثيرة

كوثر السباعي، 20 عامًا، مثال واحد للشباب اليمنيين الذين لم يفقدوا ولعهم بالشطرنج طوال سنوات الصراع المسلح الذي بدأ عام 2015

لعبة الشطرنج مزيج من الرياضة والفكر العلمي والعناصر الفنية، وهي نشاط شامل للجميع وميسور الكلفة، ويستطيع أن يمارسه الجميع في أي مكان، دون اعتبار لحواجز اللغة أو العمر أو القدرة البدنية أو المركز الاجتماعي

ولدت كوثر لأسرة تعشق لعبة الشطرنج، ولاحظت في سنواتها الأولى كيف كان والدها وإخوانها وأصدقاؤهم يلعبون في الحي الذي سكنت فيه بتعز، الأمر الذي جعلها تتعلق باللعبة كثيرًا

مع مرور الوقت، لم تكن كوثر تلعب من أجل التسلية، بل بهدف الاحتراف والمشاركة في مسابقات

وبعد دخولها مرحلة التعليم الثانوي، كانت تلعب الشطرنج بشكل شبه يومي مع العائلة، وبدأت بتعلم الشطرنج عبر الإنترنت، بالإضافة لحضورها في محاضرات تحليلية حول اللعبة

أثناء دراستها في تعز برفقة أختيها، أفنان وآية، قررن الاشتراك في فعالية تابعة لمركز المرأة في لعبة الشطرنج بتعز، وتأهلت الأخوات الثلاث، وفزن بالمراكز الأولى لثلاث فئات

في 2020، رشح الاتحاد اليمني للشطرنج كوثر وآية وأفنان للعب باسم تعز على مستوى الجمهورية اليمنية

حصدت كوثر المركز الأول في فئة 20 سنة، وحصلت أفنان على المركز الأول في فئة 19 سنة، وحصدت آية المركز الأول لفئة 10 سنوات

فازت كوثر أيضًا ببطولة جامعة تعز للشطرنج عام 2022

تعتقد كوثر أن الوعي الرياضي اليمني بالشطرنج مازال محدودًا، وتقول لـ”المشاهد”: “بسبب الوضع الراهن في اليمن، لم تعد الرياضة أولوية، وهناك موضوعات أخرى مهمة كالسياسة، والحرب، وهذا خطأ كبير، لأن للرياضة، خصوصًا رياضة الشطرنج، أهمية كبيرة في المجتمعات التي يوجد فيها صراعات وحروب”

وتضيف: “للرياضة في أوقات الحروب، لا سيما الشطرنج، دور كبير في الصحة النفسية، فهي تسهم في تنشط الدماغ، وتعزز القيم الإنسانية من خلال الحوار والتفاهم، لأن لعبة الشطرنج لعبة تعتمد على المنطق والتحليل والتخطيط الاستراتيجي، وتعمل على تغيير الروتين اليومي الممل”

تدعو كوثر المؤسسات الرياضية الحكومية والأندية والاتحادات، إلى أن تعمل أكثر على تعزير الوعي برياضة الشطرنج، وأن تقيم دورات خاصة بهذه اللعبة، وتأهيل اللاعبين والاهتمام بالمواهب، ودعم انتشار هذه اللعبة من خلال إقامة المسابقات والبطولات المنتظمة

حاضرًا، كوثر على وشك التخرج في كلية الإعلام بجامعة تعز، وتعمل في مجالات عدة، منها التصوير والمبادرات المجتمعية، لكن شغفها بلعبة الشطرنج لم يتلاشَ، وتسعى لتعزيز دور المرأة في هذه اللعبةليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير