صادق العتمي : دور تمويلي وإنساني عميق في مشروع الحالات الإنسانية لكفالة مرضى السرطان

منذ شهر

صادق العتمي في عالم تزدحم فيه التحديات وتتعاظم فيه الأزمات الإنسانية، تنبعث من بين الركام إشراقة أمل تتجسد في المشاريع التي تُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة الناس

ومن بين هذه المشاريع، يبرز مشروع الحالات الإنسانية لكفالة مرضى السرطان الذي يعد منارة أمل للمرضى اليمنيين، الذين يعانون من تبعات هذا المرض الفتاك في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة

هذا المشروع، الذي تقوم به مؤسسة اليمن لرعاية مرضى السرطان والأعمال الخيرية بالقاهرة، في شراكة عميقة مع كل من صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، يمثل نموذجًا حيًا للتكافل الإنساني والتعاون الفعّال بين الجهات الداعمة والتنفيذية

إن الدعم السخي الذي قدمه  صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية ولهذا المشروع لم يكن مجرد دعم مالي، بل كان أساسًا لتحقيق أمل طالما انتظره المرضى وأسرهم

فمن خلال تمويلها الكريم، أصبح المشروع قادرًا على توفير العلاج اللازم لآلاف المرضى الذين لم يكن بمقدورهم تغطية تكاليفه

لم تقتصر الجهود على توفير الدعم المادي فقط، بل شملت أيضًا التزامًا إنسانيًا طويل الأمد يتجاوز حدود المساعدة العادية، إذ سعت هذه الجهات لتوفير بيئة علاجية شاملة تبدأ من التشخيص في اليمن، مرورًا بمرحلة النقل إلى مصر، وصولًا إلى توفير كافة وسائل العلاج المتكاملة، من العمليات الجراحية والجرعات الكيماوية إلى العلاج الإشعاعي والدعم النفسي

 فالأهتمام الذي أبداه صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية ولم يقتصر على الجانب المالي فقط، بل امتد إلى مرحلة إشراك المجتمع في هذا العمل الإنساني

فهما يسعيان إلى تعزيز المبادرات التي تساهم في تحسين مستوى الحياة للإنسان، لا سيما في ظل الأزمات التي تضرب الأفراد في مناطق الحروب والكوارث

إن هذا النوع من الدعم يثبت أن العمل الخيري لا يعرف حدودًا، وأن العطاء هو الأساس الذي تقوم عليه الجهود الإنسانية

أما مؤسسة اليمن لرعاية مرضى السرطان التي تعمل بصمت وتفانٍ في خدمة المرضى، فقد كان لها دورٌ لا يقل أهمية عن الجهات الممولة

هذه المؤسسة، التي تحمل على عاتقها هموم الآلاف من مرضى السرطان اليمنيين ، نجحت في توفير بيئة علاجية وإنسانية شاملة لم يستفد منها المرضى فحسب، بل كانت محطة أمل لأسرهم وأصدقائهم أيضًا

فقد قدمت المؤسسة دعمًا متكاملًا للمريض اليمني، بداية من الرحلة العلاجية التي تشمل التنقل بين اليمن ومصر، وصولًا إلى الخدمات الطبية المتنوعة التي تقدمها على مدار الساعة

لقد كانت دار الحياة التابعة للمؤسسة، والتي توفر السكن والتغذية، بمثابة ملاذ آمن للمرضى وأسرهم، حيث لا تقتصر الخدمة على العلاج الجسدي فحسب، بل يتعداها إلى دعم نفسي دائم يساعد المرضى على مواجهة التحديات النفسية التي يفرضها المرض

إن التفاني الذي أبدته المؤسسة في تقديم الدعم للمرضى جعلها ركيزة أساسية في هذا المشروع، إذ كانت بمثابة الرابط الحيوي بين المريض، الجهة الممولة، والأطباء المتخصصين

أما بالنسبة للأثر الذي أحدثه مشروع الحالات الإنسانية لكفالة مرضى السرطان، فقد تجاوز كونه مجرد مشروع علاج موجه لفئات محتاجة

بل أصبح رمزًا حيًا للتكافل الاجتماعي، وأداة حيوية لرفع المعاناة عن الفئات الأكثر هشاشة

فقد قدم المشروع فرصًا حقيقية للمرضى الذين عجزوا عن تحمل تكاليف العلاج في الداخل والخارج، ليمنحهم فرصة للنجاة من براثن المرض، والتمتع بحياة أفضل

إن تقديم الدعم المالي والتطبيقي لهذه الفئة من المرضى يمنحهم فرصة جديدة للحياة، ويعيد لهم الأمل في المستقبل

فبفضل هذا المشروع، تمكّن العديد من المرضى من الحصول على العلاج في الوقت المناسب، مما أسهم في تحسين جودة حياتهم ومساعدتهم على تجاوز المحنة التي أضناهم

قصص النجاح التي سطرها المرضى الذين عايشوا محن المرض وألم العلاج تمثل دافعًا حقيقيًا للمضي قدمًا في مسيرة هذا المشروع

هؤلاء المرضى الذين كانوا في يوم من الأيام على وشك فقدان الأمل، اليوم هم بيننا، يمارسون حياتهم الطبيعية بعد أن تخطوا كل مرحلة صعبة من مراحل علاجهم

ينظر القائمون على المشروع إلى المستقبل بعين التفاؤل، حيث يهدفون إلى توسيع نطاق الخدمات التي يقدمها المشروع لتشمل المزيد من المرضى، إلى جانب تطوير خدمات توعوية وإعلامية تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن السرطان

كما يتطلعون إلى تعزيز الشراكات مع مؤسسات أخرى لتمويل المشروع وتوسيع قاعدة الدعم المجتمعي له

إن هذا المشروع هو نداء للجميع، سواء الأفراد أو المؤسسات، للانضمام إلى هذه المسيرة الإنسانية عبر التبرعات المالية، التطوع، أو نشر الوعي حول أهمية تقديم الدعم للأشخاص الذين يواجهون تحديات صحية كبيرة

فنجاح هذا المشروع لا يعتمد فقط على الجهود التي تبذلها الجهات الممولة والمنفذة، بل يتطلب تضافر الجهود من كافة شرائح المجتمع

مشروع الحالات الإنسانية لكفالة مرضى السرطان هو مثال حي على أن الأمل لا يضيع أبدًا، وأن التضامن الإنساني قادر على تغيير حياة الأفراد بشكل عميق

بفضل الدعم السخي من  صندوق قطر للتنميةوقطر الخيرية ، وعمل مؤسسة اليمن لرعاية مرضى السرطان الدؤوب، أصبح الأمل حقيقة لمئات المرضى الذين تخطوا تحديات السرطان، ليعيشوا حياة جديدة مليئة بالأمل والفرص