صحفي بارز يكشف وجهة الحوثي الجديدة بعد أن حسم المواجهة (خطير للغاية)
منذ 2 سنوات
لامجال لغض النظر وتبريد حساسية المتابعة، وعدم الإستشعار بالخطر الح وثي بما يتجاوز اليابسة إلى البحار والخلجان والممرات الدولية ، فماهو خارج رادار الرصد اليوم يصبح في المدى القريب المنظور خطر داهم وحقيقي غير قابل للإحتواء
الحوثي بعد أن حسم المواجهة في عموم المحافظات اليمنية بإستثناء الجنوب وبعض جيوب الشمال ، يتجه بكامل ثقله التسليحي نحو الجزر والمياه الإقليمية ،لإغلاق آخذ منافذ التسوية المتوازنة ،ووضع شروطه لحل يكون فيه هو سيد الإقتراحات وچوكر من يملي الشروط
====================================التمدد نحو البحر ليس مصلحة حوثية فحسب ، بل هو مصلحة إيرانية أيضاً ومجال بسط نفوذ خارج مجالها التقليدي ،وبالتالي إكتساب ورقة مساومة جديدة في ملفها النووي وسائر ملفات المنطقة
من هنا يبرز الدعم الإيراني السخي للحوثي ،ومده بكل سُبل القوة البحرية من صواريخ مضادة للسفن والغام بحرية، وشبكة سفن مموهة تقوم بدور إستخباري في رصد الأهداف وكيفية تدميرها، والأخطر من كل هذا توطين الصناعات الحربية البحرية ، وإعداد الإختصاصات الح وثية المتعددة في هذا الشأن
تقرير ل“مركز أوزيكس الدولي للدراسات العسكرية” في ترجمة لموقع “نيوز يمن” بعد سرد نوعية الأسلحة التي منحتها طهران لصنعاء، يوصل إلى إستخلاص يكثفه في عنوان الدراسة بأن البحرية الح وثية خطر داهم
التقرير يكشف وجود سفن إستخبارية إيرانية في إرتيريا وأماكن أُخرى ، تم ضرب إحداها السفينة سافيز بلغم إسرائيلي، وإنشاء منصات صواريخ سهلة الإخفاء، تقديم اللوجستيات الإستخبارية، تحويل الزوارق العادية إلى زوارق إنتحارية ،كما حدث في ضرب الفرقاطة السعودية “المدينة المنورة” في ٢٠١٧ ،وتصميمات محدثة لتلك الزوارق ومنهاTawfan-1 و2 و3، وكذا 15 نوع من الألغام
تصعيد لغة الخطاب الح وثي مؤخراً بالحديث عن المياه الإقليمية ،وتقديم صوراً حية لقوته البحرية في منصاته المرئية ، والقول بحقه الحصري في حماية مياه السيادة ،والمجاهرة برغبته بالبسط على الجزر والمضائق، ينبئ عن الشوط المتقدم الذي وصل اليه ،وأنه بات جاهزاً لمواجهة قادمة يتخطى إستهداف موانئ تصدير النفط والغاز ، إلى خطوط التجارة الدولية وممرات إبحار السفن العملاقة
نحن أمام فصل جديد من حرب تختلف عن سابقاتها ،مجالها الحيوي البحار ومخاطرها تتخطى الرقعة المحلية، ولاعبوها الح وثي بمعيّة ايران ، وان لاشيء في حساباتهما يوقف هذا الخطر الداهم ، سوى بالخضوع لمطالب الطرفين طهران بشأن ملفها النووي وإنهاء العقوبات ،وصنعاء بالإستفراد في حكم كل اليمن ،مع هامش جزئي لشراكة شكلية ضئيلة متفق عليها وغير فاعلة
إثنان لا يمكن فصلهما عن بعض ،ملالي الحكم في إيران وح وثي صنعاء حيث مصالحهما تتخطى السياسية إلى الإرتباط العقائدي المذهبي ، وأن فصم عرى هذه الصلات الوثقى ،بمناورات إستمالة أحدهما وتأليبه ضد الآخر ،وهم وضياع وقت وتصورات ربما هي مبهرة وممكنة في تنظيرات الورق، ولكنها مستحيلة في واقع تصبح مثل إستمرارية هكذا علاقات في حكم الواجب الديني العقدي المقدس، وأكبر من التحالفات المشروطة بإنجاز أهداف سياسية محددة
إجمالاً ماهو ليس خطراً ملموساً اليوم في تعزيز الحوثي عبر إيران لقوته البحرية ، سيصبح غداً الخطر الذي يحتل إهتمامات صناع الإستراتيجيات الدولية ،ويقض مضاجع العالم
إذا كان لإيران جيب في لبنان وثلث معطل، فلطهران في اليمن في حال إستمرار هذا العجز والإختلال ، دولة تهيمن على منافذ التجارة العالمية ، وتمسك بمفاتيح رسم السياسات الدولية
وهنا مكمن الخطر
خالد سلمان