صحيفة إماراتية: الكابلات البحرية في البحر الأحمر تتحول إلى ساحة توتر جديدة تهدد أمن الإنترنت العالمي
منذ 11 ساعات
حذّرت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية من أن أعمال التخريب التي طالت كابلات الإنترنت البحرية في البحر الأحمر قد تكشف عن بروز جبهة جديدة في أمن الملاحة الدولية، وسط تزايد الهجمات على البنى التحتية الرقمية الحيوية في مناطق النزاع والممرات التجارية الحساسة
وأوضح الصحيفة في تقرير نشرته في عددها الصادر اليوم، أن أكثر من 95% من حركة الإنترنت العالمية تمر عبر كابلات تمتد لمسافة تقارب 1
5 مليون كيلومتر في أعماق البحار، ما يجعلها بمثابة الشرايين الخفية التي تغذي الاقتصاد العالمي الحديث
وأشار التقرير إلى أن انقطاع عدة كابلات في البحر الأحمر خلال العام الحالي تسبب في اضطرابات واسعة في خدمات الإنترنت وتأخير حركة البيانات بين القارات، الأمر الذي أظهر مدى هشاشة شبكات الاتصال أمام أي عمليات تخريب أو أعطال بحرية
ووفقاً للتقرير، يُعد مضيق باب المندب من أكثر النقاط حساسية في شبكة الاتصالات العالمية، إذ يربط بين أوروبا وآسيا، ما يجعله هدفاً محتملاً لأي أطراف غير تقليدية تسعى لاستخدام البنية التحتية الرقمية كوسيلة ضغط سياسية أو عسكرية
ونبّه خبراء إلى أن تعطّل عدد محدود من الكابلات في وقت واحد كفيل بإحداث تباطؤ عالمي في الإنترنت، وتأخير المعاملات البنكية، وتعطيل الخدمات السحابية، لافتين إلى أن عمليات الإصلاح تحت الماء معقدة ومكلفة وتستغرق أسابيع أو حتى شهوراً
ودعا التقرير إلى إدراج حماية الكابلات البحرية ضمن أولويات الأمن البحري الدولي، مع تعزيز أنظمة المراقبة والإنذار المبكر، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد الأنشطة المشبوهة، إلى جانب تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص في هذا المجال
كما أشار إلى أن تنفيذ مشاريع كابلات جديدة يكلّف ما بين 200 و250 مليون دولار ويستغرق نحو ثلاث سنوات، ما يجعل تأمينها مسألة استراتيجية لا تقل أهمية عن حماية خطوط الملاحة أو الطاقة
واختتم التقرير بالتأكيد على أن الكابلات البحرية أصبحت اليوم أصولاً جيوسياسية حيوية، داعياً إلى بناء شبكات أكثر مرونة وتنسيق إقليمي فعّال لتفادي أزمات اتصالية كبرى في المستقبل