صحيفة: اليمن لم يعد أزمة إنسانية فحسب بل نموذج لانهيار عالمي متعمد
منذ 6 ساعات
وصفت صحيفة ديلي تايمز الباكستانية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الخميس، الأزمة اليمنية بأنها تجاوزت حدود الكارثة الإنسانية لتتحول إلى نموذج لانهيار بنيوي طويل الأمد، ناتج عن التقاء الحرب، وانهيار الجهود الدبلوماسية، والتجاهل الدولي المتعمد
وفي افتتاحيتها المعنونة المجاعة في اليمن، أكدت الصحيفة أن ما يجري في البلد ليس مأساة عشوائية أو نتيجة سوء حظ، بل انعكاس مباشر لـخيارات سياسية مستمرة على المستويين المحلي والدولي، أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني
وذكرت الصحيفة أن نحو نصف سكان اليمن يواجهون مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، مع اقتراب ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص من حافة المجاعة
وأشارت إلى أن اعتماد البلاد شبه الكامل على الواردات—بأكثر من 90% من احتياجاتها من الغذاء والوقود—يجعلها شديدة الهشاشة أمام أي اضطراب في سلاسل الإمداد العالمية
وأضافت ديلي تايمز أن تعطيل الممرات البحرية في البحر الأحمر، إلى جانب تدخلات الحوثيين في عمليات إيصال المساعدات، خلق ما وصفته بـالعاصفة المثالية التي أبطأت جهود الإغاثة وسرّعت من استنزاف المخزونات الغذائية والطبية
وفي سياق متصل، حذّرت الصحيفة من أزمة متفاقمة في الحصول على المياه، مشيرة إلى أن اليمن يعد من بين الدول الأدنى عالميًا في معدلات توفر المياه العذبة
وأشارت إلى أن سنوات الحرب دمّرت البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات التوزيع ومحطات المعالجة، ما ساهم في تفشي أمراض قاتلة مثل الكوليرا والدفتيريا، التي باتت متوطنة في بعض المناطق
كما سلّطت الافتتاحية الضوء على انهيار النظام الصحي، مؤكدة أن القليل فقط من المرافق الطبية لا يزال يعمل، وسط نقص حاد في المعدات والأدوية والكوادر الصحية، ووسط ضغط متزايد جراء النزوح الواسع، خاصة بين النساء والأطفال
وتحدثت أيضًا عن تآكل أنظمة الحماية وارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل فراغ مؤسسي شبه كامل
وفي نقد واضح للمجتمع الدولي، اعتبرت الصحيفة أن المساعدات الإنسانية نفسها أصبحت رهينة للتمويل المتقطع والرؤية الدبلوماسية الراكدة، والتي تتعامل مع اليمن كـصراع مجمّد بدلًا من أزمة طارئة تتطلب استجابة فورية
وفي مقارنة مؤلمة، رأت ديلي تايمز أن ما يحدث في اليمن يُعاد إنتاجه في كل من غزة والسودان، من خلال سياسات التجويع كسلاح، وتعطيل الإغاثة، وتدمير البنى التحتية المدنية، معتبرة أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الأنماط لا يمكن تبريره
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتحذير من أن استخدام التجويع كسلاح، رغم حظره بموجب القانون الدولي، يُقابل بصمت وعجز من المؤسسات المعنية، قائلة: إذا كانت اليمن هي البروفة، فإن غزة هي البث الحي
وكل يوم يمر دون تحرك دولي حاسم، يؤكد أن هذا النموذج من الإجرام
ينجح