طه العامري : توضيح عن موقف أثار التساؤلات..؟!

منذ سنة

   يقال بأن السياسة هي فن الممكن، وفي السياسة ليس هناك صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ولكنها مصالح دائمة، والمصالح هناء ليست ذات عوائد خاصة بل منافع عامة والا كانت فعل انتهازي، وفي السياق التفاعلي والاجتماعي والفكري والثقافي، فأن ثمة قاعدة تقول أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وثمة قاعدة أخرى تؤكد أن مهما اختلفت معك في الرأي فأني مستعد أن ادفع حياتي ثمنا لكي تقول رائك، وفي العمل السياسي والفكري هناك (ناقد) لأي فعل قد يراه سلبيا، لكن لا يمكن أن يتحول (الناقد) إلى (حاقد)

!! و مشكلتنا في اليمن أن هناك نخب سياسية وفكرية، تقدس حريتها ( الذاتية ) ولا تؤمن بحرية الأخر في سلوك ديكتاتوري لا يخلوا من ( النرجسية)

! بيد أن موضوع سبق أن نشرته تحت عنوان (تحية إجلال وتقدير لهذه السيدة) اشدت فيه بمواقف السيدة (تؤكل كرمان) الإنسانية وتلمسها لهموم بعض الرموز الإبداعية الوطنية، وايضا مواقفها في تلمس بعض الهموم الاجتماعية فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية ومساعيها في تقديم الدعم لبعض الشرائح الاجتماعية الأكثر تضررا من الأوضاع التي تعيشها البلاد والعباد

وفي موضوعي المشار إليه تحدثت عن هذا الجانب الإنساني الذي تميزة به السيد تؤكل بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي معها سياسيا مع اني قد اختلف مع من اختلف معهم، وهذا الخلاف أن وجد يتعلق بممارساتهم وليس في اشخاصهم

نعم اختلف مع الممارسات وليس مع الأفراد، بمعنى اني أكره ممارسات هذا الشخص ولكن لا أكره الشخص نفسه

! في 2011 م نعم وقفت ضد ما أطلق عليه ب (ثورة الشباب) ولكن لم احقد مطلقا على أولئك الشباب بل حاولت وسعيت لتوضيح أخطائهم ولم أكن بمواقفي تلك من مؤيدي النظام ولا جزءا منه بل كان دافعي وطنيا وكنت وكما أكدت مرارا أرى اننا نسير بالوطن نحو الفتنة ونحو هاوية سحيقة، بل لم يجانبني الصواب لو قلت ان في ذاك العام كنت أرى بوضوح ما نحن فيه اليوم

 مع إيماني المطلق بأن من خرج ضد النظام في حينه لم يكونوا ( شياطين) خرجوا ضد (الملائكة) ولا (ملائكة) خرجوا لاستهداف (الشياطين) وكثيرا ما سألت عن مواقفي وقلت بصريح العبارة أن الوطن هو دافعي وأمنه واستقراره، حتى مع إيماني بأن كل من كانوا في الحكم وكانوا في المعارضة و من كانوا في الساحات جميعهم لو سألتموني عنهم _حينها _لقلت أن جميعهم ( شياطين) وجميعهم يبحثون عن مصالحهم الذاتية حزبية كانت أو قبلية أو طائفية أو مذهبية أو فئوية أو ذاتية _مع اعتذاري لأصحاب النوايا الطيبة الذين تم استغلالهم من الشباب في ذاك المعترك العبثي _، ومع كل ذلك فقد أثبتت الأحداث المتلاحقة وتداعياتها صحة ما كنت أخشاه وسلامة رؤية استشرفت ملامحها مسبقا، وهذا ليس لأني ( قارئ فنجان) ولا (ضارب رمل) ولا (منجم) بل مجرد قارئ للواقع وتداعياته

 ولهذا ليس هناك مخطيء واخر مصيب بل الكل ممن خاض في معترك التداعيات كان خاطئا وربما أكثر من أخطاء كان (النظام الحاكم) الذي تعامل مع المشهد على طريقة (شمشون الجبار) الذي هدم المعبد عليه وعلى أعدائه

وكنا نأمل أن يتراجع احد الأطراف حرصا على وطن ولكن للأسف الكل تمترس عند آرائه حتى وقعت الكارثة التي نجني تبعاتها اليوم و قد تظل الا ما شاء الله؟! إذا وفق ما سلف فإن أي بادرة قد تصدر من أيا كان تحمل قدرا من مشاعر إنسانية بعض النظر عن غاية صاحبها أجدني احترمها واشيد فيها، وحين تأتي بعض هذه المبادرات الإنسانية من أفراد ولم تأتي من رموز سيادية نصبتها الأقدار مسؤولة على هذا الشعب فأن من الواجب الإشادة بمثل هذه المبادرات وان جاءات من رموز سيادية سيكون الترحيب بها قطعا

أن (الأحقاد) لا يحملها من يخوض بالشأن العام، والخصومة لا تعني الحقد والكراهية والقطيعة، وعلينا أن ندرك أن أي خلاف سياسي حول الشأن الوطني لا يجب أن يؤسس القطيعة والحقد والكراهية والا من المستحيل أن نتفق ونقبل بالعيش المشترك والتعايش فوق الرقعة الجغرافية الوطنية

 لقد قابل موضوعي عن السيدة تؤكل الترحيب من البعض والنقد من البعض الآخر، وهذا فعل مقبول لكن ثمة نقد جارح طالني لم يتردد اصحابه من استخدام مفردات (مبتذلة) بحقي ولست زعلان أو متأثر على نفسي بل زعلان ومتأثر على أصحاب مثل هذا الخطاب (الحاقد) الذين يعكسون بخطابهم رؤى ومفاهيم قاصرة وضيفة لا تخدم المصلحة الوطنية ولا تنم عن رؤى وثقافة تساعد على العيش المشترك كحال الأخوة في (مجلس القيادة الرئاسي) الذين أعلنوا في بيان نقل السلطة إليهم من الرئيس السابق ( بأن يتولوا مهمة الحوار مع سلطة الامر الواقع في صنعاء) وصولا إلى إنهاء الأزمة ثم فجأة يصدرون قرارا يعتبرون فيها (سلطة صنعاء) بأنها منظومة (إرهابية) ويطالبون من المجتمع العربي والدولي تصنيفها في هذا الإطار

؟! وتخيلوا معي كيف سيكون (الحوار) الذي أغلق قرار المجلس الرئاسي كل أبوابه ونوافذه والطرق المؤدية إليه ؟! وكيف إذا سيكون حل الأزمة اليمنية؟ وبأي طريقة؟ وهل بمقدور الرئاسي حل الأزمة عسكريا أن كان هذا الحل قد فشل طيلة السنوات الماضية

؟! أن الحقد لا يبني أوطانا وكذا الحاقدين

أما القول إن السيدة توكل أنفقت على بعض الرموز من أموال منحت لها على حساب دماء الشعب، أقول إن كثيرون تكسبوا من دماء الشعب ولم يلتفتوا لمحتاج ولم تمتد أيديهم لمساعدة مبدع؟ وحين نرى حكومة (الشرعية) بكل رموزها غارقين في الفضائح والنهب والسرقة وتمارس الفساد بأبشع واقبح صوره، ونرى (سلطة أمر واقع) منهمكة بدورها في تجفيف جيوب المواطن ونهبه وتجويعه بذريعة مواجهة (العدوان) في وقت تنشط فيه حركة البناء والتنمية وطبقة رأسمالية جديدة تنموء وتتسع وتنشط وتعيش حالة ترف وبذخ فيما 95٪ من مواطنيها يعيشون ليس تحت خط الفقر بل يعيشون حالة عوز وفاقه لا يقدرون حتى عن الأنين أو التعبير عن حالهم ومحرومين من أبسط الحقوق الإنسانية

 ابعد كل هذا لا تستحق توكل كرمان الشكر على مواقفها الإنسانية بغض النظر عن كل توجهاتها وقناعتها السياسية

 ارجو في الختام أن أكون أوضحت موقفي لمن يريد أن يفهم ولا يعنينا ما سيقول الآخر عني

فقد علمتني الأحداث أن أقول رأي وأمضى طالما وراي مجرد من كل الشوائب والنوايا والدوافع ولا ارجو مقابل من أحد أو مكرمة من أحد، ولا ارجو الا رضاء الله عني ورضاء ضميري وحسب

 [email protected]