عبدالعزيز الويز : الحلم يرتطم بالعرب في المونديال

منذ سنة

   روضونا على انتصارات بالغة القيمة، وحلقوا بِنَا في فضاءات عالية الحُلم، ثم لما حانت اللحظة التي وهبناها مهجنا فلتوا لنا، فكنا كمن ارتطم على ارض صلبة، حتى ارتجَّ دماغه، وتطايرت مشاعره اشلاء

ما الذي فعله بِنَا منتخب المغرب في مونديال قطر؟

ليلة امس افتقد المكان الذي اعتاد تجمعنا وصيحاتنا فيه فرحةً كان يشاركنا بها منذ اول نصر مغربي عربي، وبقيتُ مع شقاة اليومية من سائقي الدراجات، وباعة القات، وحمَّالين التعب، ورياضيو الجيل وغيرهم نَصِيح، ولكنه صياح ضياع الفرص، وعطش التوق الى هدف يلج مرمى الفرنسيين، حتى جاء الهدف الفرنسي الثاني ليسكت صيحاتنا، ويسكت معه الحلم الذي كان منحنا الوقوف بأقدام ثابتة امام فراعنة أوروبا بعد قرون من الانبطاح

كان على الحظ أن يواصل وقوفه مع ضراعة الأمهات، ومع وجنات الاطفال التي تلونت بلون العلم المغربي، ومع ملايين المشاهدين امام الشاشات التواقين للفرح، ومع الارض التي نشأت عليها، وتصدرت منها اقدم الحضارات

كنا بحاجة الى مشاهدة ابطال المغرب، وهم يهدّون اخر الحصون المنيعة للقارة الأوربية بأقدامهم في ملعب البيت القطري، ويعيدون الاعتبار للبيت العربي، ويعيدون ايمانويل ماكرون الى قصر الإليزيه بلا وجه

كان بالإمكان فعل ذلك كله، ومنحنا الفرح المجنون، وقد كان متاح ذلك لولا التراخي الذي ظهر به الدفاع المغربي في بداية المباراة، وتراخي اللاعب عبدالرزاق حمدالله (٩)، الذي أهدر اكثر من فرصة ثمينة عند مرمى الديوك, وفقدان لمسة الهداف الماهر

 قدر منتخب المغرب انه واجه قارة باكملها، هي القارة الأكثر فوزاً بالكأس، واحتكاراً لنصيب الأسد في البطولة الأكثر جماهيرية في العالم، وقد تمكن من دحر أشدها تقدماً وتاريخاً بابهار لافت

 لم يكن الظفر بالكأس أقصى امانينا، بقدر ما كان لحظة رؤية أوروبا غائبة في النهائي الأمنية الاولى والاخيرة

#بو_رب