عبدالله شروح : أمن مأرب.. الإنجاز الجمهوري الفريد

منذ 5 ساعات

عبدالله شروح منذ بداية الزحف الإمامي الهمجي، تداعت الجمهورية في أغلب جغرافيا البلاد وبقيت مأرب، بلاد الحقيقة والشمس، تستقبل جيش اليمانيين من كل المحافظات، يسطرون مع أبنائها ملحمة الدفاع عن أمل اليمنيين بدولة لا سادة فيها ولا عبيد وإنما يمنيين متساويي الحقوق والواجبات

كانت هجمة الإمامة ساحقة، لكنها انسحقت على أسوار مأرب

سنوات والإمامة تهوي على هذه الأسوار بأعتى المطارق، وتعود يدها مبتورة في كل مرة

وأسوار مأرب ليست سوى أكتاف الجمهوريين وقد تراصّت للهجوم على الإمامة والدفاع عن قلعة الجمهورية الأكثر تحصيناً والأقدر على إعادة التاريخ اليمني إلى صوابه

وداخل هذه الأسوار شعب يرفد بسيل من الأكتاف الجديدة كلما ظنت الإمامة أن بوسعها الاختراق وهوت بمطارقها من جديد

وفي داخل هذا الشعب، الكريم باستعداده للتضحية، توزّعت عيون لا تنام، تحرس الحلم وممكناته من كيد الإمامة ومحاولاتها الحثيثة للاختراق

هذه العيون لا تقل شأناً في أهميتها عن الأكتاف التي سدّت وحَمَت

من أجل أن ترى معادلة الصمود الجمهوري في مأرب بتمامها، عليك أن تستحضر دوماً عبدالغني شعلان كلما فكرت بالشدادي

حين كان الثاني يوسع رقعة الجمهورية ويكسّر مطارق الإمامة، كان الأول يحرس المكسب من دسائس العدو ومكره، وبكليهما حلّق الإنجاز المأربي الفريد بالقياس إلى باقي الجغرافيا

البطولة التي حققتها أجهزة الأمن داخل مأرب توازي تلك التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على أسوارها

والحديث عن الأمن في مأرب هو حديث عن مؤسسات ولدت من رحم الحرب، على ركام الخراب الشامل الذي منيت به الجمهورية بامتداد البلاد

مؤسسات ما كان لها أن تولد لولا أنها جاءت من صدق الانتماء الجمهوري، ومضت تبرهن على هذا الصدق طوال زمن الحرب

هذا الصرح المتين الذي بناه عبدالغني شعلان ورفاقه سيبقى واحداً من أهم بواعث الفخر الجمهوري في هذه المرحلة القاحلة

هو صرح بهي وشامخ بالنظر إلى ظروف تشكيله وإلى المنجز الذي حققه، وهذه الحقيقة ساطعة أمام كل عين جمهورية، ولا عزاء ولا احترام ولا عيون لمن ظن أن بوسع بصقة أن تنال من بهائه أو حتى أن تقترب منه

المصير المحتوم لبصقة كهذه هو أن ترتد من فورها على وجه صاحبها