عدن تحتضر ؟!
منذ 2 سنوات
لن يستوعب الانتقالي ماذا يعني موافقة العالم على اعادة تشغيل ميناء الحديدة ، واعادة استئناف الحركة الملاحية والنشاط التجاري له
ولن يستوعب بان هذا الميناء الحديث التكوين خلق عملاقا على حساب ميناء عدن الذي خنقه الرفاق لدرجة الاحتضار وهو يمثل واحدا من المؤاني العالمية الشهيرة ، دونما استيعابهم للاثار الكارثية التي حلت بمدينة عدن المرتبطة حياتها وازدهارها اصلا بالميناء ولاوجود لها اساسا بدون هذه الهبة الربانية البحرية لها لارتباطهما بصيرورة واحدة ، ومصير واحد في الوجود
وجرى قتل الميناء والمدينة بضربة وعقلية اشتراكية جاهلة وواحدة ، ومغادرة المدينة على اثر ذلك لمظاهر حياتها المدنية والحضارية ، وحرمانها من صفة واحتلال المرتبة الاولى في سلم المدن الحضرية على مستوى المنطقة والخليج
وتحولت المدينة على ايادي الرفاق لاطلال من الماضي ، وان ظلت رهينه ووفية لذكرياته الجميلة ، وتحول مينائها العالمي لميناء بحري عادي بلا ذكر ولا ذاكرة لتصدير الملح والاسماك
وعادت المدينة لازدهارها الحضاري والمدني في عهد الوحدة المباركة ، وعودتها مرة اخرى وعلى عجل الى دائرة الاحتضار الحضاري من جديد بعد استيلاء الانتقالي عليها ، وادراتها بعقلية قروية متخلفة تمثل امتداد للعقلية العقيمة والمسيرة والمؤممة لاسلافهم ، وتنامي ظهور عجزه المبكر والواضح في فرض هيبة الدولة في المدينة او ايجاد معالجات مناسبة لمعاناتها في مختلف المجالات بعد الحرب ، وقصوره في السيطرة والتحكم بمواردها المالية الضخمة ، ورفضه المقيت لاي شكل من اشكال بقاء الدولة ومحاربة وجودها على الارض لدرجة خلقه لبيئة جهوية معادية لكيان الدولة ، وطاردة لمحاولات توطين مظاهرة الحياة الاقتصادية الواعدة في المدينة وتحطيم طموحاتها الاستثمارية على صخرة جهل وغباء الانتقالي الذي يقاس دوليا بغباء وجهل الاشتراكي
مما استدعاء العالم الى التفكير الصائب في اعادة تشغيل ميناء الحديدة ، و التفكير ربما في اعادة ميناء عدن لتصدير الملح ان تمكن الرفاق الجدد من الحفاظ على احواضه المائية من عملية السطو المنظم و استيلائهم الجنوني والمحموم والمخيف على كل شبر في المدينة المخنوقة بتكالبهم الفطري عليها ، وتصرفاتهم القاتلة لها