على رصيف البصرة تباع كرامة اليمن
منذ 2 سنوات
* يخرج اللاعب عمر الداحي مستبدلا، يخلع واقي الساق (كسارات) و يرتديها زميله البديل على عجل بنفس منكسرة و أنف ذليل
* لقطة مأساوية لا يمكن أن تشاهدها في ملاعب كرة القدم بما فيها ملاعب الحارات لخصت المشهد الفوضوي الذي يعصف بالمنتخب اليمني في زمن تباع فيه كرامة اليمن على رصيف البصرة
* مشهد حزين أدمى عيون و قلوب أهل الدار و ما وراء الجار، لكنه بالنسبة لمنتخب اليمن مألوف و مباح و عادي و لا يحرك شعرة في شنبي شيخ (الكبة) و وزير (النكبة)
* لقطة تراجيدية مؤسفة تختصر الحال الذي بلغته الكرة اليمنية تحت قيادة (المهجنين) السياسيين و المجانين بهوس (مشيخة) الكرة اليمنية
* كان بودي أن أقف أمام ضعف التكنيك للاعب اليمني و عدم مقدرته على فرض نفسه أمام منتخب سعودي يمثل الرديف الثالث، لكن لقطة عمر الداحي مع بديله غيرت بوصلة مقالتي إلى الجهة الأخرى
* حتى إذا كان اللاعبون الغلابى قد تعاهدوا من زمان على الصيام تهديفيا، و دخول السنة الثالثة عشرة بدون هدف يمني يتيم الأبوين، إلا أنهم في الواقع يعكسون للعالم الحالة المزرية التي بلغتها الكرة اليمنية تحت قيادة مجلس شؤون القبائل لصاحبه أحمد العيسي
* عفوا يا أخي أحمد أو شيخ أحمد أو حاج أحمد
لا يهم اللقب الذي يسبق اسمك، لكنني أقولها لك بصراحة من الوجه للوجه:لو كنت رئيسا لاتحاد الكرة و شاهدت لقطة الداحي المؤلمة التي مثلث بوطن الثلاثة آلاف حضارة على مرأى و مسمع من حاضرة بابل و معلقاتها، لكتبت استقالتي في المنصة فورا، و لأصدرت بيان اعتذار للجماهير اليمنية أعلن فيه خروجي من المشهد الكروي إلى الأبد
* و عفوا يا نائف البكري مهما بلغ سيل نحسك الزبى و صرت شؤما و مدبرا أكثر من (دبارة) المتنوبلة توكل كرمان، إلا أنني كنت سأحترم فيك نخوتك الوطنية و غيرتك اليمنية لو أن اللقطة استفزت مشاعرك كمواطن يمني و غادرت منصة (الحيص و البيص) احتجاجا على مسرحية اتحاد الكرة
* حسنا
يلقون باللائمة على المهاجم أحمد ماهر لأنه انقبض أمام المرمى السعودي مهدرا فرصتين سانحتين، إلا أن السادة (الأغبياء) لم يسألوا أنفسهم: لماذا تراءى المرمى السعودي للمهاجم أحمد ماهر في حجم سم الخياط أو خرم الإبرة؟* كيف يسجل ماهر و ذهنه مشغول بجيب فارغ، لا راتب و لا مصروف جيب، فيما بلغت صرفيات نائف البكري على شلته المسافرة من صندوق الرياضيين ما يوازي خمسين ألف دولار على حد زعم (العصفورة)؟* كيف يرى أحمد ماهر المرمى السعودي بوضوح و اتحاد العيسي يذلهم و يجوعهم و يمتهن كرامتهم و يجبرهم على مشاهدة النجوم في عز الظهر؟كيف تريدونه يخدش الشباك و يركض فرحا، و هو يعلم أن اتحاد العيسي صرف كل مستحقات البطولة لفرقة (حسب الله)، من شيوخ جهلة و سياسيين مارقين و ذوي قربى مقرفين لا يفرقون بين الكفتة و النكتة؟* كيف نطلب من أحمد ماهر رسم البسمة على محيا أكثر من ثلاثين مليون يمني، و اللاعبون حالتهم تصعب على الكافر، من ملابس مضروبة، إلى (كسارات) تايوانية، إلى غياب الحافز المادي الثابت؟* كيف لماهر أن يضع الكرة في الشباك الخالية و الذين يراقبونه من المنصة دخلاء لا علاقة لهم بكرة القدم، فيما أساطير الكرة اليمنية محرومون و ممنوعون من حضور خليجي البصرة بفرمان من عدو الرياضيين رقم واحد؟ * عذرا يا جمهور منتخب اليمن: المشكلة ليست في مدافع يرتبك، و لا في لاعب وسط لا يعرف يمرر، و لا في مهاجم يضل طريق المرمى، و لا في تكتيك مدرب
* رأس المشكلة و جذعها و أطرافها بيئة رياضية طاردة للكفاءات، نافرة للمبدعين، جاذبة لفيروسات شيوخ الغفلة و فطريات أطفال المهرج (كيري)
* نعذرك يا عمر الداحي على تصرفك، فأنت بهذا التصرف فضحت منسوب الرياء و كشفت كل عورات اتحاد يسخر كل شيء لصالح مشروع (مشيخة) الكرة اليمنية و اختزالها في (تكتوك) المتنفذين
* نعذرك يا أحمد ماهر، لأنك مثل هذا الشعب الغلبان بلا راتب
بلا حافز
بلا دافع
بلا كلمة تجبر الخاطر
بلا بصر
وبلا بصيرة، فيما آلاف الدولارات تصرف على (تكتوك) نائف و (مرسيدس) العيسي
* أحمد ماهر قالها بقدم مرتعشة، و عماد الجديمة قالها بتهور نفسي، و يجب على الجميع التقاط الرسالة:إذا غابت الرؤية غاب الهدف و توارى عن الأنظار، فنصبح مثل اللاعبين غرباء لا ندري لماذا نشاهد كل هذا المسلسل الاتحادي العبثي الممل؟ و لا لماذا يلعب اللاعبون الكرة من أساسه؟* لو أن لهذا البلد المنكوب بفعل الألعاب الدراكولية للفرقاء السياسيين، قيادة وطنية مخلصة تحس بمعاناة الناس و تتألم بطونهم مثل بطون هذا الشعب المترب لقرر مجلسها محاكمة وزير الشباب و الرياضة و رئيس اتحاد الكرة علنا في ساحة العروض، على أساس أن لقطة الداحي كافية لتصحيح مسار الوزارة و الاتحاد، و إنقاذ ما تبقى من حكاية المال السائب
* ستبقى المشكلة المستعصية على الفهم تكمن في أن الأخ أحمد العيسي يرى في الاتحاد (تكتوك) خاص به لا يستوعب إلا من مارس بعضا من ألعاب الحواة في سيرك الجهل و الأمية
* و لا يمكن لكرة القدم اليمنية مغادرة هذا (التكتوك) إلا بثورة تصحيح شاملة يفترض أن تنطلق شرارتها من لقطة عمر الداحي المؤسفة التي تعد من وجهة نظري أكثر مرارة و ألما من حرق (بسطة) البوعزيزي التي غيرت نظاما كاملا في تونس
* لم يعد السؤال الآن:متى يفطر منتخبنا عن الصيام التهديفي؟و لم تعد المسألة مسألة استفهامية :متى يفوز منتخبنا و قد وصلت مشاركاته الخليجية إلى السنة العشرين؟السؤال الأهم الذي احتار في إجابته كل أساطين الرياضيات و الفيزياء:متى تتحرر كرة القدم اليمنية من عقليات الاحتكار التجاري (المرسديسي) و النفوذ المشيخي (التكتوكي) النرجسي و العبثي؟و متى يخلف علينا الله بقيادي رياضي محترف يعرف الفرق بين ضربة الجزاء و ضربة الشمس؟!