علي أحمد التويتي : لا يوجد فساد أكبر من هذا إطلاقًا..!

منذ 16 ساعات

علي أحمد التويتي  كل التجار يتحدثون عن خسائر كبيرة تكبدوها وما زالوا يتكبدونها في المنافذ البرية والبحرية

عشرات الملايين من الدولارات تخسرها اليمن عبثًا للأسف، وكان بالإمكان معالجة الموضوع بكل بساطة ويسر

 لم يكفنا أن النقل إلى اليمن مرتفع عن العالم أصلًا بسبب التأمين المرتفع على الملاحة إلى اليمن

لو تحسب مسار الشاحنات وكم تستغرق من الوقت لكي تصل إلى وجهتها، ستكره التجارة وتكره الحياة في هذه البلاد

 تأتي القاطرة من الشرق عبر منفذ شحن، فيتم احتجازها شهرًا وأكثر للتجمرك، وتدفع كل الرسوم والغرامات

 بعدها تمر في طريق مكسرة وطويلة وملتوية فيها عشرات نقاط الجبايات، وتدفع في كل نقطة تمر منها

تصل مناطق حكومة صنعاء، وتدخل الجمارك وتدفع كل الجبايات والضرائب مقدمًا، ولا يُسمح لك بالمرور إلا بعد دفع ضمان للجودة والمقاييس، والذي يستغرق شهرًا خاصة في ذمار

وممنوع بيع البضاعة قبل الفحص الذي ياخذ اشهر، بعدها تتحرك لتصل أطراف المدن، فيقال لك ممنوع الدخول بالنهار، انتظر إلى الليل وهكذا

الأهم أن السلع تسافر في الشاحنات أشهرًا طويلة ولا تصل مخازن التاجر إلا وقد شاب رأسُه

والسلعة قد ارتفع سعرها 50% وراح من عمرها قرابة عام وجزء منها تلف بالمنافذ والتفتيش

 تخيل معي أن التاجر دفع قيمة السلع قبل شهور، وأمواله مجمدة من ذلك التاريخ، ويزيد يدفع ضمانًا للجودة والمقاييس، فتجلس أشهرًا عندهم، وممنوع بيع السلع قبل الفحص

يعني تكتمل السنة منذ دفعك قيمة السلعة حتى تبدأ ببيعها

وبعدها تواجه سوقًا راكدًا تبيعها آجلًا، وأنك جمدت فلوسك قرابة عام مقدمًا، والآن تحتاج سيولة لتقديمها كقيمة للسلع التي بعتها آجلًا

يعني تحتاج رأس مال أربعة أضعاف ما يحتاجه أي تاجر آخر في أي بلد غير اليمن

ومن يتحمل كل هذا؟ أنا وأنت، المواطن، نتحمل كل هذه التكاليف

والمشكلة أننا ندفع جبايات أضعافًا مضاعفة، وأنت بلا راتب ولا خدمات

تخيل معي، القاطرة تدفع رسوم تحسين تتراوح بين 200 إلى 350 ألف ريال على الحملة الواحدة، وتمشي بطريق مكسرة وقد تنقلب  في النقيل المكسر وتتلف البضاعة كاملة، والقاطرة والسائق غالبًا ما يموت

والتي تسلم من الانقلاب تستهلك الإطارات وقطع الغيار بسبب الطريق المكسرة

 قدها بتدفع رسوم تحسين لماذا ما تحسنوا الطرق لا يوجد فساد أكبر من هذا إطلاقًا