علي العقبي : سور الصين العظيم أعجوبة تاريخية وجسر يربط العالم
منذ 6 ساعات
علي العقبي إن الزائر لجمهورية الصين الشعبية لا يأتي إلى مجرد دولة ذات قوة اقتصادية أو تجارية بل يدخل متحفًا حضاريًا مفتوحًا لا تزال جدرانه تنبض بالحياة
وفي قلب هذا المتحف يقف سور الصين العظيم شامخًا كرمز حي لقوة الإرادة البشرية وقدرتها على تطويع الجغرافيا وصناعة التاريخ
في صباح العاشر من أكتوبر/تشرين الثاني 2025 وجدت نفسي أقف على قمة أحد جبال هذا الجسر التاريخي الذي طالما قرأت عنه في كتب التاريخ ضمن مناهجنا الدراسية في اليمن
في تلك اللحظة، تجاوز الأمر كونه مجرد حلم شخصي، لأقرأه كوثيقة تاريخية حية
فهذا السور الذي يمتد عبر الجبال الشاهقة حول بكين لم يكن مجرد خط دفاعي إنما كان شريان اقتصادي وثقافي ونقطة التقاء وفصل بين عوالم مختلفة
ضخامة البناء التي تدهش كل زائر هي انعكاس مباشر لفلسفة دولة أمة منذ القدم أهمية الأمن والاستقرار كركيزة أساسية للنهضة
كل حجر في هذا السور يروي قصة تضحية وعمل جماعي منظم، وهي ذات الروح التي نراها اليوم في المشاريع التنموية العملاقة، والنهضة الاقتصادية الصينية التي تذهل العالم
والمثير للتأمل كيف تحول هذا الحاجز الدفاعي التاريخي إلى جسر للتواصل العالمي في الحاضر والذي يستقبل ملايين الزوار من كل بقاع الأرض، ليمثل منصة للحوار الثقافي، ونقطة جذب تعكس سياسة الانفتاح الصينية
لقد تحولت وظيفته من حماية الحدود إلى فتح الأبواب أمام العالم لاكتشاف الصين
أدهشني هذا الصباح تدفق الوفود والزوار، رأيت الدهشة أيضًا في عيونهم وهم يتأملون هذا البناء الضخم
التقيت بأشخاص من كل مكان: عرب، هنود، روس، وأوروبيون، جميعهم جاؤوا ليشهدوا عظمة هذا المنجز الأعجوبة
فهنا لا ترى فقط عظمة الإمبراطوريات القديمة للصين بل تستشرف ملامح قوة صاعدة استلهمت من صلابة أجدادها القدرة على بناء مستقبل مشرق
لقد أثبت الصينيون، قديمًا وحديثًا أن بناء المشاريع العظيمة لا يقتصر على الحجارة، إنما يمتد ليشمل بناء اقتصاد قوي، ومجتمع متماسك، ونموذج تنموي ملهم وسياسة منفتحو على العالم
زيارة سور الصين العظيم هي أكثر من مجرد رحلة سياحية، هي حوار صامت مع عظمة التاريخ ودهشة متجددة أمام الحاضر واستشراف واثق للمستقبل
إجمالاً، تمثل الصين قصة نجاح ممتدة من عظمة الماضي إلى إشراقة الحاضر، وهو ما تشعر به وأنت تتأمل هذا المشروع التاريخي الفريد