علي العمراني : ألف خالد!

منذ 9 ساعات

علي العمراني قبل أيام، كتبتُ هنا متسائلًا: هل نبدو نخبةً سلبيةً في اليمن في هذا الزمن؟والكلام كان وما يزال عن نخبة السياسيين والمثقفين، وليس عن أبطال الميادين، شهداء وجرحى، أو من ينتظر وما بدلوا تبديلا

وقلت إن الأحزاب اليمنية تزخر بأصحاب قدرات وإمكانات لا تقل عن قدرات وإمكانات زعماء ورموز وطنية تاريخيّة مثل النعمان، والزبيري، وباذيب، والموشكي، وغيرهم

 كان الصامتون المنطفئون الآن، نجومًا لامعةً في الداخل وواعدة، لكنهم مالوا إلى التواري والانطفاء في الخارج، ربما كونهم مؤطَّرين في أحزابٍ تُغلّب مصالحها ومصالح أشخاص فيها على مصلحة اليمن، حيث صار الخارج يتحكم ويحكم

لكن، مع ذلك، فإن مثل الأستاذ خالد الرويشان ما يزال مشعلًا يضيء في ليل الظلمة الطويل، ويُلهم، ويبدد اليأس، ويبعث الأمل

وهو لا ينفذ أجندة حزبية أو جهوية، أو يُوجَّه ويخدع الناس بتمويل خارجي

في سبتمبر 2014، كتب أحد من كانوا يُعَدّون كبارًا منشورًا، يندد فيه بالحـ ـوثي وهو يحيط بالعاصمة، وعلقتُ وقلت: لا قلق ما دام رسول حمزاتوف ما يزال يتنفس في المدينة! كنت أظن أن ما كتبه وقتذاك، سيكون له تأثير على قرار الدفاع عن العاصمة، التي يحيط بها الخذلان والخوف والقلق، أو أن ما كُتبَ مستوحٰى من مصدر القرار، وظننت الكاتب قريباً من مصدر القرار

 وقيل إن العبارة أعلاه المنسوبة لسكان عاصمة داغستان، كانت تُردّد في ليل العاصمة الداغستانية، عندما تدلهمّ عليها الخطوب، وتحيط بها الأخطار

ويتساءل أهل العاصمة، إذا كان ما يزال رسول حمزاتوف يتنفس هنا في المدينة، إذن لا قلق!وكان يُضرب المثل بوطنية ذلك الشاعر الشيوعي الداغستاني العظيم، رسول حمزاتوف، وعشقه لبلاده

وهو صاحب “داغستان بلدي”

 ورغم شيوعيته، لكن لا شيء لديه يعدل بلده، وهي مقدمه على كل شيء وكل أحد

نعم

إنه أنت، وليس غيرك يا ابن البيضانية، أيها الأديب القدير، والمناضل المثقف الوطني الكبير، من يستحق أن يكون قلب المدينة المقدسة المفدّاة، صنعاء، وروحها ونبضها، لا غيره

أنت الذي لم تتحول، ولم تتبدل، ولم تتغير

تتغير؟!مستحيل!ولكن، هناك من تغيّروا وبدلوا وحولوا، وخيّبوا الظن!أجل!وصمتوا عمّا يتعرض له وطنهم من كيد، وغدر، ومكر، ومشاريع تجزئة، وتقسيم، وتقزيم

وكان يُظن أن بعضهم كبار! بقدر اليمن!الرائع أن أكثر أنصار خالد هم من شباب اليمن

كل اليمن

وأظننا على وعدٍ أن نرى في اليمن ألف خالد وخالد، بل مليون خالد

ومنهم ذلك الشاب المظلوم، الصابر الصامد، الكاتب المبدع محمد المياحي، القابع في سجن الظالمين، وكل المظلومين القابعين في سجونهم

ولا أجد لنظام الجنون في صنعاء إيجابية، إلا صبرهم على خالد، مع أنهم سلّطوا عليه من يتطاول عليه كثيرًا ومرارًا

وهُوجم داخل منزله

ولكن هيهات؛ فـحيد الطيال” بعيد المنال!ولا غرابة؛ فالسمحُ العظيم جدُّك ، وفي البيضاءِ ، البيضاء، الرجال الذين وصفهم عمك علي بن علي : بيضان الوجيه، أخوالك!