علي العمراني : ملاحظات في ضوء المتغيرات الجديدة… وعن وحدة الصومال واليمن!

منذ 4 ساعات

علي العمراني ٠ كان يجب إخراج الإمارات من التحالف ومن اليمن فور أن وقفت من الشرعية موقفًا معاديًا ومهينًا، بدءًا بمنع طائرة الرئيس هادي من الهبوط في عدن في فبراير 2017، ومرورًا بدعم الانقلاب على حكومته في عدن، وإخراج حرسه الرئاسي من عدن بالقوة

وخلال ما تلا ذلك من تطورات في سقطرى وعدن وشبوة، قُتل فيها عشرات اليمنيين من قوات الشرعية

 ٠ كان دمج الانفصاليين في الحكومة والرئاسة، وتقديمهم للعالم قبل تخليهم عن مشروع الانفصال، خطأً استراتيجياً فادحًا؛ وهو غير مسبوق في حالات الحركات الانفصالية في العالم

وقد لوحظ كيف كانت مواقف أعضاء الانتقالي في الحكومة، وفي الرئاسة، عند غزو المنطقة الشرقية

٠كان هادي نفسه قد مكَّن أشخاصًا في مناصب متعددة ومتنوعة، وقد يعلم أنهم من متقلبي الولاءات

وعلى الرغم من وحدوية هادي، إلا أنه ربما قد فكّر أحياناً أن يناور ضمنًا أو صراحة بموضوع الجنوب، الذي قال إنه أعطاه ما لم تعطه اتفاقية الوحدة أو وثيقة العهد والاتفاق، وكان محقًا

أمّا العليمي فقد مكَّن الانفصاليين من مفاصل في الجيش والقضاء والمحافظات الشرقية، وقد كان أول عمل لمحافظ سقطرى، المعيَّن من قبل العليمي، إنزال علم اليمن ورفع علم التشطير، دون مؤاخذة من أي نوع

٠كان ملفتًا، وحتى غريبًا، موقف كلٍّ من محافظ حضرموت وشبوة،مبخوت بن ماضي وعوض الوزير؛ وكانا مقرّبين من الرئيس صالح كثيرًا، وأظنهما كانا وحدويين كثيرًا

وقد يقول قائل: وهل كانا أقرب من طارق لصالح، الذي كانت الوحدة إنجاز عمّه الوحيد، وهو إنجاز تاريخي عظيم، على الرغم مما شاب إدارته وأداءه من بعد؟٠خلا بيان وزارة الخارجية السعودية من الإشارة إلى دعم وحدة اليمن؛ ولذلك تبقى الثقة في موقف المملكة محل تساؤل ما لم تحدد موقفًا ثابتًا ودائمًا تجاه وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه

وفي المقابل تؤكد المملكة على وحدة الصومال والسودان وليبيا وسوريا مثلًا

٠بعد أن سلّم اليمنيون الأمر لقيادة من الجنوب في 2011، رئيس جمهورية ورئيس حكومة، يُفترض ألّا يبقى شك في حسن النوايا تجاه إنصاف جنوبنا العزيز وأهله الكرام

•أمّا انقلاب الحوثي على هادي، فأكثر مسؤول عن اجتياح صنعاء هو الرئيس عبد ربه منصور هادي نفسه؛ ونعرف من التفاصيل ما لم نعلنه حتى الآن

ولا يوجد ما يمنع أن يلتفّ اليمنيون من جديد حول زعامة وطنية مقتدرة من الجنوب، تحقق العدل والإنصاف للجميع، ولكن مع إغلاق أي مجال للانتهازية والتقلّب والاستغلال، والتلويح بمسألة الانفصال في حال لم يعجب بعضنا العجب

٠ وفي ضوء كل ذلك، وبعد ملابسات غزو صنعاء من قبل الحوثيين وما ترتب عليه، بقيت قضية اليمن هي القضية، فوق كل ما عداها وسواها

ولا مجال للحديث الممجوج عن قضية جنوبية عادلة، إلا لمن يتخذ ذلك ذريعة عدوانية للتدخل في شؤون اليمن، وتبنّي تجزئة اليمن وتقسيمه؛ ويجب أن يكون دون ذلك خرط القتاد

٠ وإذا جاز أن يُوضَع تقسيم اليمن محل أخذٍ وردّ؛ فمن الذي يجب أن يظل وطنه ودولته بمنجى عن ذلك؟!والتشابه كبير بين حالة اليمن وكثيرٍ غيرها