علي حمادة : إيران تنتقل إلى الهجوم من اليمن

منذ 4 أشهر

لم يعد بالإمكان القول إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب متصلة حصراً بالمصالح الإسرائيلية ومساندة حماس في غزة

لقد تحولت إلى هجمات تهدد أمن البحار والممرات المائية والتجارة العالمية

أكثر من ذلك، هي تهدد مصالح عشرات الدول المتقاطعة في ملكية السفن، أو الحمولات، أو الشحن

إنها قضية معقدة لا يمكن استهدافها بالبساطة التي يعتمدها الحوثيون

وبالتالي فإن الاستهداف سرعان ما تحوّل من مواجهة مصالح إسرائيل إلى قضية دولية، لأن تحكم ميليشيات الحوثي بشريان استراتيجي مثل باب المندب والبحر الحمر الذي ينتهي شمالاً بقناة السويس، شأن خطير للغاية

 ولو افترضنا أن حرب غزة انتهت، فكيف يمكن ترك هذه المنطقة الشديدة الأهمية للاقتصاد العالمي (14 في المئة من التجارة الدولية، و7 في المئة من إمدادات النفط) لمزاجية طرف مثل الحوثيين ومصالحه، إذ يمكنه أن يعطل الحركة بقرار منفرد أو موحى به من إيران؟  إذاً المشكلة كبيرة مع استمرار حرب غزة، وستظل كبيرة بعد انتهاء حرب غزة

فالطرف المعني أي الحوثيون، طرف غير مسؤول ومتهور، ولا يمكن المراهنة عليه ليتصرف بمسؤولية في منطقة حساسة

 لكن هنا يجب أن نذكر أنه عندما قام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة الفاعلة، كان الغرب عموماً، وأميركا وبريطانيا خصوصاً، يميل إلى عرقلة حملة تحرير اليمن من الحوثيين، واستطراداً من النفوذ الإيراني

وكذلك مسارعة إدارة الرئيس جو بايدن غداة تسلمها السلطة في البيت الأبيض إلى رفع الحوثيين عن لوائح الإرهاب الأميركية ومحاصرة المجهود العسكري للتحالف العربي في اليمن، والضغط على السعودية سياسياً من أجل إفشال حملة التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن

والحقيقة أن سياسة واشنطن في اليمن هي التي مكّنت ميليشيا الحوثي من التحكم بمناطق واسعة من البلاد، ومنعت سقوط ميناء الحديدة وربما وصول قوات التحالف إلى مشارف صنعاء

 اليوم تكتشف إدارة الرئيس بايدن حجم الخطأ الذي ارتُكب قبل ثلاثة أعوام، وأتى تتمة لسياسات الرئيس الأسبق باراك أوباما تجاه إيران التي فتحت أمامها خزائن المال بالمليارات، وجرى تعبيد طريقها لكي تمد نفوذها إلى أربع دول عربية

  اليوم تنتقل إيران إلى الهجوم من الأراضي اليمنية

فالحوثيون لا يملكون هوامش تمكنهم من اتخاذ قرار بخطورة استهداف الممرات البحرية الاستراتيجية مثل باب المندب

هذا قرار كبير تتخذه قوة إقليمية بحجم إيران

أما الفكرة التي يتم الترويج لها ومفادها أن الحوثيين تجرأوا منفردين على اتخاذ قرار خطير إلى هذا الحد، فمن الصعب تقبلها

من هنا سيكون من المهم بمكان مراقبة الرد الأميركي مع الحلفاء على عمليات الحوثيين ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن

فكيف ستتصرف القوة البحرية المتعددة الجنسية التي أعلن عن تشكيلها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن؟  إنه تحد كبير للولايات المتحدة

فالصين تراقب عن كثب سلوكها، وعينها على جزيرة تايوان، والممر البحري الذي يفصلها عنها، وعلى تعهدات واشنطن لتايبيه بحمايتها من غزو عسكري صيني

كما أن دول منطقة الخليج وشرق أفريقيا تراقب بدقة ما ستفعله أميركا لمواجهة ميليشيا الحوثي ومن خلفها إيران

إنها ساعة الحقيقة للولايات المتحدة

           نقلا عن النهار اللبنانية لم يعد بالإمكان القول إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب متصلة حصراً بالمصالح الإسرائيلية ومساندة حماس في غزة

لقد تحولت إلى هجمات تهدد أمن البحار والممرات المائية والتجارة العالمية

أكثر من ذلك، هي تهدد مصالح عشرات الدول المتقاطعة في ملكية السفن، أو الحمولات، أو الشحن

إنها قضية معقدة لا يمكن استهدافها بالبساطة التي يعتمدها الحوثيون

وبالتالي فإن الاستهداف سرعان ما تحوّل من مواجهة مصالح إسرائيل إلى قضية دولية، لأن تحكم ميليشيات الحوثي بشريان استراتيجي مثل باب المندب والبحر الحمر الذي ينتهي شمالاً بقناة السويس، شأن خطير للغاية

 ولو افترضنا أن حرب غزة انتهت، فكيف يمكن ترك هذه المنطقة الشديدة الأهمية للاقتصاد العالمي (14 في المئة من التجارة الدولية، و7 في المئة من إمدادات النفط) لمزاجية طرف مثل الحوثيين ومصالحه، إذ يمكنه أن يعطل الحركة بقرار منفرد أو موحى به من إيران؟  إذاً المشكلة كبيرة مع استمرار حرب غزة، وستظل كبيرة بعد انتهاء حرب غزة

فالطرف المعني أي الحوثيون، طرف غير مسؤول ومتهور، ولا يمكن المراهنة عليه ليتصرف بمسؤولية في منطقة حساسة

 لكن هنا يجب أن نذكر أنه عندما قام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة الفاعلة، كان الغرب عموماً، وأميركا وبريطانيا خصوصاً، يميل إلى عرقلة حملة تحرير اليمن من الحوثيين، واستطراداً من النفوذ الإيراني

وكذلك مسارعة إدارة الرئيس جو بايدن غداة تسلمها السلطة في البيت الأبيض إلى رفع الحوثيين عن لوائح الإرهاب الأميركية ومحاصرة المجهود العسكري للتحالف العربي في اليمن، والضغط على السعودية سياسياً من أجل إفشال حملة التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن

والحقيقة أن سياسة واشنطن في اليمن هي التي مكّنت ميليشيا الحوثي من التحكم بمناطق واسعة من البلاد، ومنعت سقوط ميناء الحديدة وربما وصول قوات التحالف إلى مشارف صنعاء

 اليوم تكتشف إدارة الرئيس بايدن حجم الخطأ الذي ارتُكب قبل ثلاثة أعوام، وأتى تتمة لسياسات الرئيس الأسبق باراك أوباما تجاه إيران التي فتحت أمامها خزائن المال بالمليارات، وجرى تعبيد طريقها لكي تمد نفوذها إلى أربع دول عربية

  اليوم تنتقل إيران إلى الهجوم من الأراضي اليمنية

فالحوثيون لا يملكون هوامش تمكنهم من اتخاذ قرار بخطورة استهداف الممرات البحرية الاستراتيجية مثل باب المندب

هذا قرار كبير تتخذه قوة إقليمية بحجم إيران

أما الفكرة التي يتم الترويج لها ومفادها أن الحوثيين تجرأوا منفردين على اتخاذ قرار خطير إلى هذا الحد، فمن الصعب تقبلها

من هنا سيكون من المهم بمكان مراقبة الرد الأميركي مع الحلفاء على عمليات الحوثيين ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن

فكيف ستتصرف القوة البحرية المتعددة الجنسية التي أعلن عن تشكيلها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن؟  إنه تحد كبير للولايات المتحدة

فالصين تراقب عن كثب سلوكها، وعينها على جزيرة تايوان، والممر البحري الذي يفصلها عنها، وعلى تعهدات واشنطن لتايبيه بحمايتها من غزو عسكري صيني

كما أن دول منطقة الخليج وشرق أفريقيا تراقب بدقة ما ستفعله أميركا لمواجهة ميليشيا الحوثي ومن خلفها إيران

إنها ساعة الحقيقة للولايات المتحدة

           نقلا عن النهار اللبنانية