علي هيثم الميسري : حوار جنوبي جنوبي بنكهة مناطقية
منذ 2 سنوات
إنعقدت في صبيحة يوم الخميس 4 مايو الجلسة الإفتتاحية لحوار جنوبي جنوبي دعا إليه المجلس الإنتقالي ، وكان غالبية الحاضرين والمشاركين فيه يتبعون المجلس الإنتقالي الذين جـُلهم من مثلث لحج ( الضالع ويافع وردفان ) بالإضافة إلى بعض المشاركين من باقي محافظات الجنوب وهم قلة قليلة ذات تحصيل حاصل ، فيما قاطع الحوار الكثير من المكونات والشخصيات الجنوبية التي لها ثـُقل مميز في محافظات الجنوب الغنية بالثروة والتاريخ الناصع الممتد لآلاف السنين ، والمضحك في هذا الحدث أن قيادات الصف الأول في المجلس الإنتقالي الداعي لهذا الحوار لديهم مناصب قيادية وريادية في حكومة الجمهورية اليمنية ، فهم في الصباح وحدويون ويجلسون تحت راية الجمهورية اليمنية وفي المساء إنفصاليون ويحملون علم الجنوب التشطيري
أتذكر من سابق أن دعا المجلس الإنتقالي إلى حوار جنوبي جنوبي وأيضاً رفضت غالبية تلك المكونات والشخصيات الجنوبية ذلك الحوار وفشل الداعي في تلك الدعوة ولم ينعقد الحوار حينها ، أما هذه المرة يبدو أن ثمة قوى خارجية تريد ان ينعقد هذا الحوار وحتى لو كان شكلياً أو تحصيل حاصل ، وقد يكون هذا الحوار مشهد من مشاهد السيناريو المـُعـَد من قـِبـَل تلك القوى حتى تكتمل فصول المسرحية التي نشاهدها منذُ إندلاع الأزمة اليمنية ، والذي فيها المجلس الإنتقالي أحد أبطالها وله دور يقوم به منذُ تأسيسه أو بالأصح منذُ صناعته
أما إذا كان الحوار جاد وحقيقي وليس فيه إملاءات خارجية فكان ينبغي أولاً من الراعي الرسمي لهذا الحوار وهو المجلس الإنتقالي أن يغير من شكل المجلس المناطقي ، ويعمل على هيكلته بمشاركة كل أبناء محافظات الجنوب بالنسبة والتناسب ، فمحافظة حضرموت وأبين وعدن وسقطرى والمهرة مغيبة تماماً من قيادات الصف الأول ، حتى قوات الإنتقالي أفراده جـُلهم من المثلث ويكاد يخلو تماماً من هذه المحافظات ، لذلك نرى أن هذا الحوار ينتظره فشل مخزي سيسخر منه كل المراقبين والرافضين لهذا الحوار ، ومن المسلمات أن يفشل أي حوار شكله عنصري ونكهته مناطقية