فتحي أبو النصر : أحمد الشرع حين يتكلم الحلم وتخرس الأعذار

منذ 13 ساعات

فتحي أبو النصر تخيلوا

قبل أشهر، كان اسمه يظهر فجأة كعاصفة في الأفق، أربك الحسابات، كسر التوقعات، وأجبر العالم على النظر مرتين

اليوم، لم يعد العالم مرتبكا، بل منبهرا، مدهوشا، وكأن شيئا خارقا خرج من صمت العرب وتكاسل النائمين، وقال: أنا هنا

وأحمد الشرع ليس فقط سياسيا شابا ناجحا ولا عبقريا في تخصصه، بل ظاهرة، فكرة تمشي على قدمين، دليل صارخ على أن من يريد يستطيع، وأن من يمتلك الإرادة يمكنه أن يهز أعمدة الركود مهما كانت سميكة

ولذلك حين أنظر إلى إنجازه، أجد نفسي كأنني أنظر إلى مرآة تكشف ضعفنا نحن في اليمن

أي إلى متى سنواصل التسول باسم المظلومية؟ إلى متى سنعلق فشلنا على الحرب، وعلى الظروف، وكأن الإبداع ينتظر صفاء السماء وخلو الأرض من الغبار؟ذلك أن أحمد لم ينتظر، لم يسأل أحدا: هل يمكنني؟ بل قالها للعالم: سأفعل، وفعل

وعليه فإن الفرق بينه وبين قياداتنا في اليمن، هو الفرق بين من يملك رؤية ومن يملك كرسيا

بين من يزرع فكرة، ومن يحرس اطلالا

بين من يحترق ليضيء، ومن يطفئ كل شمعة تخيف عتمته

بل حين أقارن، أشعر بالخجل، وخجلي هذا دليل حياة، أما أولئك، قياداتنا فلا خجل فيهم، لأن الحياء لا يسكن الوجوه الميتة

لذلك في مديح أحمد الشرع، هنا ، لا أبحث عن تمجيد شخص، بل عن تمجيد فكرة، وتذكير لكل يائس بأن القيد ليس في السلاسل، بل في العقول

أي إنه أحمد الشرع، الحلم العربي الذي تنكر له أهله واحتفى به الغريب

صاعد من الصفر، يكتب قصة من نور على جبين عالم لا يرحم الضعفاء، لكنه ينحني احتراما للأقوياء، ولأمثاله

طبعا قد لا يكون نبيا، لكنه بالتأكيد معجزة الإرادة

ولذلك احترمه ولو كره الكارهون