فتحي أبو النصر : الموت في المنفى: اغتيالات ناعمة تطال قيادات المؤتمر الشعبي العام

منذ 13 ساعات

فتحي أبو النصر في الآونة الأخيرة، تكررت حوادث وفاة قيادات بارزة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واعلاميا وقبليا في المؤتمر الشعبي العام المقيمين في الخارج، تحديداً في القاهرة، الرياض، إسطنبول وأبو ظبي

معظم هذه الوفيات حدثت أثناء النوم، ما يثير تساؤلات مقلقة حول احتمال وجود اغتيالات ناعمة تُنفذ بأساليب خفية، يُرجح أنها تسميمات ممنهجة تقف خلفها أجهزة استخبارات مرتبطة بجماعة الحوثيين، مثل جهاز الأمن الوقائي والاستخبارات الخارجية التابعين لهم

فيما تشير حالات مثل محاولة تسميم مبخوت المشرقي ونجاته، وكذلك الحالة الغامضة التي تعرض لها يحيى غوبر في الداخل، إلى نمط متكرر يصعب تجاهله

المؤشرات تتجه أيضا نحو عمليات تصفية صامتة تستهدف إفراغ المؤتمر الشعبي العام من قياداته القادرة على إعادة تنظيم الحزب أو التنسيق لمواجهة عسكرية أو سياسية ضد الحوثيين

وال

حوثي، بصفته سلطة أمر واقع في صنعاء، يدرك أن المؤتمر الشعبي العام هو القوة الوحيدة التي تملك إرثا عسكريا وأمنيا وقبليا يؤهلها لإعادة التوازن في المشهد اليمني

هذا الإدراك هو ما يدفع الجماعة إلى العمل على تفكيك الحزب بصمت، وإسكات أي صوت قادر على التحرك من خارج الحدود

ورغم محاولة بعض عناصر المؤتمر بالتنسيق مع شخصيات من عائلة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح تمويل محاولات انقلابية من الداخل، إلا أن هذه المحاولات فشلت، وأفضت إلى اعتقال الآلاف من مناصري الحزب والزج بهم في سجون الجماعة، ما أضعف موقف الحزب أكثر

على ان المعضلة الحقيقية تكمن في غياب الدعم الإقليمي والدولي الفعال لحزب تاريخي كان يوما ما العمود الفقري للدولة اليمنية

ومع استمرار عمليات التصفية، وتشتت القيادات، وتعقيد المشهد الداخلي، تتضاءل فرص إعادة بعث المؤتمر الشعبي العام كلاعب مركزي، ما يمنح الحوثيين مساحة أكبر للتمدد وترسيخ سلطتهم

أي إن ما يحدث ليس مجرد وفاة قيادات في المنفى، بل هو عملية منظمة لضرب البنية السياسية والاجتماعية لأهم خصوم الحوثيين

لكن مع كل وفاة ناعمة، يُقوَّض حجر جديد من جسد الجمهورية اليمنية

!فهمتم ما فهمتم مش مشكلتي