فتحي بن لزرق : سيطرة لا إدارة

منذ 7 ساعات

فتحي بن لزرق من بين آلاف المقالات والتصريحات السياسية التي قرأتها في حياتي، لم أُصادف نصًا أغرب، ولا اعترافًا أكثر إثارة للذهول، من ذلك الذي خطه الوزير عبدالناصر الوالي، أحد قيادات المجلس الانتقالي

قرأته مرة، ثم عدت إليه ثانية وثالثة،وفي كل مرة كنت أزداد يقينًا بأن قناعتي القديمة ما تزال صلبة: هؤلاء لن يقيموا دولة، ولو امتد بهم الزمن ألف عام

كتب الوزير، وبكل بساطة، بعد عقدٍ كاملٍ من السيطرة المطلقة على عدن، بأنهم غير قادرين على العمل! قال إن دولة عميقة لا تُرى ولا تُلمس تعيقهم

قال إنهم فشلوا في تشغيل المصافي، وعجزوا عن حماية حصة عدن من الغاز، وعجزوا عن تشغيل خمسمئة ميجا من الكهرباء، رغم أنها في قبضتهم

والسبب؟ دولة عميقة تعيقهم؟!حسنًا، لو سألتهم: من المسيطر والمتحكم؟ لقالوا لك: نحن! قال الكثير

دعوني أُجري استعراضًا مؤلمًا لبعض ما قاله: قال إن هناك من يتلاعب بالعملة، لكنهم لا يستطيعون ردعه

قال إنهم بلا اتصالات، لأنهم أخفقوا في إدارة شركة عدن نت

قال وتابع وكرر

لكن كل ما قاله يمكن تلخيصه بجملة واحدة تقطر عجزًا وانهزامًا: نحن نُمسك بزمام المدينة، بل الجنوب كله، لكن لا نقدر على فعل شيء

عذرًا، سعادة الوزير

لو صدر مثل هذا الحديث بعد عام أو عامين من تحرير عدن، لوجد له الناس عذرًا، ولتمسكوا بأمل أنكم قد تتعلمون، قد تتطورون، قد تُحسنون الفعل

لكن بعد عشر سنوات كاملة من الهيمنة والسيطرة والقوة

فكل ما تقوله لا يفضي إلا إلى نتيجة واحدة: نعم، سيطرتم بالسلاح، لكنكم فشلتم في إدارة الدولة

وهكذا تنتهي الحكاية

بلا بطولات، ولا إنجازات، فقط عذرٌ يتكرر، وفشلٌ يتجدد، ودولة تذوي في قبضة من لا يجيد إلا الخطاب

عذرًا على صراحتي

لكن هذه هي الحقيقة