فقد زوجته أثناء طريقها لزيارته.. (ناجي البشري).. أكثر من عامين على خروجه من مختطف الحوثي والأوجاع باقية

منذ سنة

على الرغم من مرور أكثر من عامين على خروجه من سجون الحوثي، إلا أن آثار السجن ما تزال حاضرة على جسده ونفسيته المنهكة جراء الأحداث التي صاحبته منذ اختطافه حتى خروجه

 (ناجي قائد البشري) واحد من الشباب اليمني الذين طالهم بطش جماعة الحوثي، إذ قضى أكثر من 3 أعوام من عمره في سجونها، تعرض خلالها للتعذيب النفسي والجسدي، وفقد زوجته وهي في طريق زيارتها إليه، أثناء فترة اختطافه بلغم أرضي زرعه الحوثيون في جسر وادي ظمي خارج منطقة حيس جنوبي مدينة الحديدة

 اختطاف وتعذيب يقول ناجي البشري، إنه في صباح 28 يونيو/ 2017 تلقى اتصالاً من رقم مجهول لم يعرف صاحبه، طلب منه الحضور إلى مدينة حيس، وأبلغه أن هناك تجارا تبرعوا بـ 90 سلة غذائية لنازحي منطقتي المخا والخوخة

 وكان البشري يعمل متطوعاً في توزيع إغاثات للنازحين، الذين خرجوا من مدينة المخأ، بسبب المعارك، التي دارت بين الحكومة الشرعية والحوثيين، وتم تحديد المكان من المتصل في مدينة حيس، وحينما وصل المكان المحدد تفاجأ بوجود عناصر من مليشيات الحوثي على متن سيارة قامت بالقبض عليه وأخذت هاتفه وأبلغته أنهم يتبعون الأمن السياسي، ومكلفين بالقبض عليه، ثم اقتادوه إلى مدينة الحديدة وبعدها إلى سجن الأمن السياسي في العاصمة صنعاء

 وأضاف: أنه خلال فتره اختطافه تعرض في سجن الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء إلى التعذيب الجسدي أثناء التحقيقات، حيث كان تقوم عناصر من مليشيات الحوثي بركله وضربه على بطنه وصفعه على الوجه ويداه مكبلتان إلى الخلف، بعد أن وضعوا على عينيه رباطاً قماشياً، لا يرى من خلاله شيئاً مع توجيه السب والشتائم له

 تهم ومحاكمات بعد عامين على اختطافه أجرت النيابة الجزائية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية أولى جلسات المحاكمة للبشري مع آخرين، متهمة إياه بالتواصل مع الشيخ حسن الدوبلة – أحد مشائخ الخوخة – لتشكيل جماعات مسلحة لمقاومة عناصر الحوثيين في حيس والمخا وهي تهم باطلة لا أساس لها من الصحة، حسب تأكيده

 ست جلسات محاكمة مجموع ما عقدته المليشيا للبشري، ولم يصدر أي حكم بحقه حتى خرج من السجن في صفقة تبادل برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة والحوثيين في تاريخ 16 أكتوبر 2022 عبر طيران الصليب الأحمر الذي تولى نقله مع آخرين من مطار صنعاء إلى مطار مدينة عدن

 وفاة زوجته رباب يصف ناجي البشري نبأ وفاة زوجته رباب قائد متأثرة بإصابتها جراء انفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون بقوله: تحت وطأة السجن وظلماته حل نبأ وفاة زوجتي ليزيد الوضع سوءاً وتأزماً بالنسبة لي، حيث تراكمت المعاناة بعضها فوق بعض حين عرفت النبأ، الذي وردني عبر اتصال هاتفي كان هو الاتصال الثالث بالنسبة لي سمح به الحوثيون، وجاء ذلك الاتصال بعد اتصال سابق أجريته بزوجتي رباب حيث سألتني عن السماح بالزيارات، وهل إدارة السجن سمحت بذلك، وكان الرد مني لها بأن الزيارات مسموح بها في تلك الأيام لكنني كنت أحاول أثنيها عن زيارتي نظراً لبعد المسافة وعدم قدرتها على توفير تكاليف السفر من قريتي إلى صنعاء بالرغم من أن قلبي يكاد يتقطع شوقاً لرؤيتها ولكنها أصرت على الزيارة واستدانت المال من الجيران

 وفي صباح يوم 22يوليو 2018 انطلقت رباب تسابق الزمن والطريق والمسافات لرؤيتي بعد أن أعدت الكعك وبعضاً من الحلويات مع فتيات قريتنا، وهي لا تدري أن بين شوقها وبين حلم رويتي ولقائي لغم زرعة تجار الحرب وأدوات القتل

 وكان يرافقها في تلك الرحلة ابن أخيها معين البشري 14عاماً ومعهم ابن عمها زوج اختها محمد حنبلة 30عاماً، حيث استقلوا سيارة أجرة وعلى بعد سبعة كيلو مترات من القرية التي غادروها انفجر بهم لغم أرضي حوثي، زرع باتجاه مدينة حيس في جسر وادي ظمي على بعد خمسة كيلومترات من مدينة حيس جنوبي مدينة الحديدة

 أصيبت رباب بإصابات بالغة وسيطر الحوثيون على مكان الانفجار وأثناء مرور أحد جيران أسرة رباب تمكن من معرفة رباب وهي خارجة عن الوعي ولم يسمح الحوثيون بإسعافها الى مدينة حيس أو الخوخة أو المخا الأقرب إلى مكان الانفجار بحجة سيطرة الشرعية على تلك المدن فاضطر المسعفون لنقلها عبر طريق وعرة إلى مدينة القاعدة جنوب مدينة إب بعد أن فارق حنبلة فور الانفجار بينما ظل معين ينزف حتى فارق الحياة

 وصل المسعفون برباب الى مدينة القاعدة عصرا، حيث كانت حالتها حرجة جدا لكن الأطباء عجزوا عن إنقاذها ووجهوا بنقلها إلى صنعاء لتفارق الحياة بعد خمس أيام من الحادث بمستشفى الثورة 2018-7-27

 أمراض مستمرة من السجن  وحول الوضع الصحي الذي يعانيه يكشف ناجي البشري أنه يعاني حتى اللحظة منذ سنوات السجن حتى اللحظة من أمراض والألآم في الجهاز البولي والبروستاتا ولم يتلق العلاج المناسب في السجن ولا عقب خروجه نظرا لانعدام التكاليف التي تمكنه من زيارة أطباء مختصين وعدم قدرته على دفع تكاليف الدواء

 معاناة ما بعد السجن يعبر ناجي عن الوضع بعد خروجه من السجن بأنه أقل سوءا من السجن، اذ صادرت ميليشيات الحوثي بعد اختطافه قوارب الصيد التي كان يقتات منها ويعول عائلته ولم ترجعها له وخرج من السجن والمستقبل المجهول ينتظره في ظل وضع معيشي وضائقة مالية حلت عليه في حين أن أزمة فقدان زوجته مع السجن شكل له أزمات ضاعف المعاناة ولم يستطع تجاوزها حتى اللحظة، بعد أن خرج من سجون الحوثي إلى في صفقة تبادل بين الحكومة الشرعية والحوثيين رعتها الأمم المتحدة منتصف أكتوبر 2020