قحطان.. الرجل الذي أعلى من قيمة السياسة والحوار في اليمن

منذ سنة

في صيف 2007م بمدينة عدن دعيت لحضور محاضرة للأستاذ المناضل محمد قحطان فك الله أسره، وذلك في مقر الحزب الاشتراكي، ضمن فعاليات (صيفنا نضال) التي أقرتها أحزاب اللقاء المشترك، تحدث قحطان حينها عن همّ الوطن شماله وجنوبه، ووجه التحية لعلي سالم البيض باعتباره الوحدوي الأول في اليمن، وأبدى تفهماً مبكراً للقضية الجنوبية والأسباب التي أدت إليها

 بعد ذلك التاريخ بعامين تبنت الدورة الثانية للمؤتمر الرابع للتجمع اليمني للإصلاح الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية بامتياز، وكان قحطان أيضاً عراب ذلك الموقف التاريخي

 وفي سبيل الوطن أعلى قحطان من قيمة السياسة والحوار والالتقاء عند القواسم المشتركة واعلاء المصلحة العامة وغيرها من القيم الوطنية المثلى، وبسببها اختطفته المليشيات الحوثية فهي النقيض الكامل لتلك القيم التي حملها قحطان، فلغة السلاح لا تعترف بالسياسة وعقلية الاصطفاء والسلالية لا تؤمن بالحوار، وسلوك الإقصاء لا يعترف بالمواطنة المتساوية، وعقلية الخرافة لا تعرف إلا مصالحها الطائفية

 أثبت المناضل الوطني محمد قحطان جسارة كبيرة عند دخول المليشيات إلى صنعاء في سبتمبر 2014م، وعرى خططهم في كل المجامع، وعند احتجاز المليشيات للرئيس الأسبق (هادي) كان قحطان الصوت الجسور المطالب برفع الإقامة الجبرية عنه، وعند وصول الرئيس هادي الى عدن هنأه قحطان بسلامة الوصول

 مواقف قحطان الوطنية المؤمنة بزوال انتفاشة المليشيات، لم يطيقها القادمون من الكهوف، بل أخافت دعاة الخرافة، ذلك أن قحطان الضارب في جذور القيم الوطنية لم يكن لأن يقدم خطابا مسالما، ولم يكن لمثله أن يهادن، قحطان مهندس الإجماعات الوطنية أخاف اللاعبين على وتر الانقسامات والتشظي، فاختطفوه

 حاليا تشكل مواقف قحطان مصدر إلهام وصمود لأبطال الجيش الوطني والمقاومة وكل حر في مواجهة المشروع الإمامي، وكفاح لا يكل ولا يمل حتى استعادة الدولة واسقاط الانقلاب

 تمر علينا في الخامس من إبريل الذكرى الثامنة لاختطاف المناضل محمد قحطان، بالرغم من أن مطلب إطلاق قحطان مشمول بقرار أممي

إن أي انتقاص أو انتقائية في تطبيق تلك القرارات الأممية، قد يهدد مسارات السلام في اليمن، وتعرقل الدعوات الدولية للتهدئة وتفشل الهدن المتوالية التي لم تصب الا في صالح المليشيات الإرهابية في ظل تواطؤ الأمم المتحدة ومبعوثها