كرة القدم المبتورة في اليمن
منذ 21 أيام
تعز- ماجد الطياركرة القدم المبتورة هي رياضة مخصصة للأشخاص الذين فقدوا أحد أطرافهم
يستخدم اللاعبون العكازات للتنقل واللعب
تُمارس هذه الرياضة في أكثر من 50 دولة حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية
كانت حياة جهاد البريهي تسير بشكل طبيعي حتى تعرض في 2017 لإصابة جراء سقوط قذيفة على الحي الذي يسكن فيه في تعز
بترت القذيفة القدم اليسرى لجهاد وأصابت عينه اليمنى
لكن الألم لم يكن نهاية المسير، بل كان بداية لإلهام جديد
قرر جهاد أن يجعل من إصابته حافزًا لمواصلة الحياة وتحقيق أحلامه
لقد أسس في 2024 فريقا يعد بمثابة الفريق الوطني اليمني لكرة القدم المبتورة
تعتبر كرة القدم المبتورة رياضة مقننة تحت رعاية الاتحاد العالمي لكرة القدم (WAFF)، لمبتوري الأطراف أو الأشخاص ذوي الإعاقة التي تؤثر على الأطراف والذين يتحرك لاعبوهم باستخدام العكازات
يمارسها أكثر من 5000 لاعب في أكثر من 50 دولة في خمس قارات، حسب موقع الفيفا
في الواقع تعطي هذه الرياضة أملا لمبتوري الأطراف على الصمود وتحدي بشاعة الحرب في اليمن
مجتمع مبتوري الأطراف في هذا البلد كبير جدا
نقلت وكالة الأناضول التركية عن الصليب الأحمر في 2022 أن حوالي 150 ألف شخصا في اليمن يحتاجون خدمات الأطراف الصناعية
وقالت إن هناك قرابة 4
5 مليون شخص (ما يعادل 15% من السكان)، يحملون إعاقات بينهم 1
2مليون طفلا
من منزله المتواضع في تعز، بدأ جهاد يجمع شتات أمله ليؤسس فريقًا رياضيًا لمبتوري الأطراف
يتحدث جهاد قائلاً: “بعد فترة من إصابتي، أصبحت مصدر إلهام لي لمواصلة السعي نحو تحقيق طموحاتي
” ويضيف: “اكتشفت الفكرة مصادفة عندما شاهدت مباراة كرة قدم لمبتوري الأطراف على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت أبحث عن تفاصيل اللعبة والقوانين المنظمة لها
” جهاد البريهي: “اكتشفت الفكرة مصادفة عندما شاهدت مباراة كرة قدم لمبتوري الأطراف على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت أبحث عن تفاصيل اللعبة والقوانين المنظمة لها
”لم يكن الأمر سهلاً في البداية، فقد واجه جهاد ورفاقه صعوبات في إقناع الفريق بممارسة كرة القدم كونها فكرة جديدة عليهم
يقول جهاد: “كانت العقبة الأولى هي إقناع الشباب بلعب كرة القدم
عرضت عليهم فيديوهات لمباريات مبتوري الأطراف في بطولات عالمية، وربطتهم بلاعبين من المنتخب المصري عبر الزوم لتحفيزهم وتعليمهم
”يهدف جهاد من تنظيم هذا الفريق إلى دمج مبتوري الأطراف في المجتمع وتعزيز ثقتهم بأنفسهم
كما أنه يهدف إلى تحسين الحالة الصحية والنفسية لمبتوري الأطراف
في ملعب الشهداء، بتعز، يجتمع جهاد ورفاقه لممارسة كرة القدم
يحكي هذا التجمع لمبتوري الأطراف قصة حياة ونضال وانتصار على الظروف
لقد استضاف الملعب نفسه أول مباراة تجمع مبتوري الأطراف في اليمن في ديسمبر 2024
الحسين الحميري، أحد اللاعبين المنضمين للفريق، يقول إن المبادرة جلبت لهم الأمل والتفاؤل ومنحتهم الفرصة لممارسة الرياضة والاندماج في الحياة مجددًا
يواجه الفريق تحديات كبيرة، أبرزها نقص الدعم المالي واللوجستي، وعدم توفر بنية تحتية ملائمة، بالإضافة إلى التحديات النفسية في التأقلم مع الوضع
يقول جهاد: “تحتاج المبادرة إلى دعم مالي ولوجستي، وتوفير الأجهزة التعويضية، وتحسين البنية التحتية والمرافق الرياضية، وتعزيز الوعي المجتمعي والتعاون مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية
”ورغم الصعوبات، استمر جهاد في مسيرته، حتى جاء اليوم الذي تواصل فيه مكتب الشباب والرياضة بتعز مع الفريق وقدم دعمه لهم، مما مكنهم من تدشين أول مباراة رسمية
كانت هذه الخطوة نقطة تحول في مسيرة الفريق
تمكنت المبادرة من جذب عدد من المبتورين لممارسة كرة القدم، مع استعداد المزيد للانضمام للفريق
حققت المبادرة نجاحات بارزة في تعز، حيث نظمت مباريات وفعاليات رياضية لمبتوري الأطراف وزادت من عدد المشاركين إلى حوالي 20 شخصًا
اليوم، يعمل جهاد على توسيع الفريق واستقبال مبتوري الأطراف من مختلف المناطق في اليمن، بهدف تنظيم بطولة محلية والمشاركة في فعاليات دولية، حاملًا معه قصة إلهام وأمل لكل من يواجه تحديات الحياة
تأسس فريق مبتوري الأطراف في تعز عام 2024 ليكون مساحة للعلاج النفسي من الوصم الذي قد يتعرض له ذوو الإعاقة، ولمساعدة من فقدوا أطرافهم جراء الحرب في تخطي محنتهم ومتابعة حياتهم بعزيمة ودمجهم في المجتمع من جديد
يقول الأخصائي النفسي علي القادري، أن ممارسة الرياضة لها دور كبير في تحسين الصحة النفسية والاجتماعية لمبتوري الأطراف
ويقول: “الرياضة تساعد على إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يقلل التوتر والقلق ويزيد من الثقة بالنفس، كما تعزز مهارات الانضباط الذاتي
” الأخصائي النفسي، علي القادري: “الرياضة تساعد على إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يقلل التوتر والقلق ويزيد من الثقة بالنفس، كما تعزز مهارات الانضباط الذاتي
” ويضيف: “من خلال عملي، وجدت أن العديد من الشباب المبتورين يعانون من حالة نفسية سيئة، لكنهم يجتمعون على حب كرة القدم، وتأسيس فريق مبتوري الأطراف فكرة رائعة
”“الأحلام والطموحات لا حدود لها، وقد تمكنا من تجاوز الإعاقة وانطلقنا نحو تحقيق أهدافنا بعزيمة”، هكذا عبر الشاب وليد القدسي من تعز عن مشاعر الرضا والسعادة بالانضمام إلى فريق مبتوري الأطراف
ويضيف وليد، “تحولت من شاب مفعم بالحيوية والنشاط إلى مصاب حرب، فقدت الأمل بالمستقبل، وأُنهكت بالألم والإحباط
”في الحقيقة هذا النوع من الرياضة يمارس على نطاق واسع في مختلف البلدان منذ عقود
في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت كرة القدم لمبتوري الأطراف في ثمانينيات القرن الماضي
وأسس دون بينيت الرابطة الأمريكية لكرة القدم لمبتوري الأطراف
واكتسبت هذه الرياضة زخماً تدريجياً، مع تشكيل أول فريق وطني لكرة القدم لمبتوري الأطراف في أواخر الثمانينيات، ليكون أول منتخب وطني في العالم لكرة القدم المبتورة
وختاما تقف اليوم كرة القدم لمبتوري الأطراف بمثابة شهادة على صمود لاعبيها وتصميمهم، كما تقول الرابطة الأمريكية
إنها تقدم مساحة لمبتوري الأطراف لعرض مواهبهم والتفاعل في الصداقة الحميمة في ممارسة الرياضات الجماعية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير