كمال البعداني : يوم 19 نوفمبر 636 م كان له ما بعده
منذ 2 ساعات
كمال البعداني تعد معركة القادسية من المعارك الفاصلة في التاريخ العربي الاسلامي ، ومنحت المسلمين نصرا استراتيجيا حاسما في العراق ، ففي مثل هذه الايام من شهر نوفمبر من العام 636م ، التقى في منطقة القادسية من ارض العراق ، الجيشان
العربي الاسلامي بقيادة الصحابي سعد بن ابي وقاص ، والجيش الفارسي بقيادة ( رُستم )اعظم قادة الفُرس
كان عدد جيش المسلمين ستة وثلاثين الف , منهم ما يقرب من تسعة الاف من ابناء اليمن ، وفيهم ثلاثمائة من الصحابة ، منهم بضعة وسبعون من البدريين ، بينما كان الجيش الفارسي اكثر من مئة وعشرين الف مقاتل ، استمرت معركة القادسية اربعة ايام ، وهي اول معركة يستمر فيها القتال ليلاً ونهارا
وقد كانت الغلبة فيها باليوم الأول للفرس والذين فاجئوا المسلمين بسلاح الفيلة ( ثلاثة وثلاثين فيل ) تحمل فوقها مقاتلين داخل صناديق يرشقون المسلمين بالسهام ، فكانت الخيل تفر من الفيلة ، وقد كان تركيز الفرس وكتيبة الفيلة في اليوم الاول على قبيلة بجيلة اليمانية ، التي كان على رأسهم الصحابي جرير بن عبد الله البجلي، وكانوا على ميمنة الجيش ، بينما كان يقود الميسرة (قيس بن مكشوح البجلي المرادي ) ، كانت الميمنة والميسرة في معركة القادسية من مهمة فرسان اليمن وفيهم الكثير من قبيلة ( النخع) ( ابين والبيضاء ) ، وقد استشهد منهم الكثير في اليوم الاول ، وكان المنادي ينادي : الثبات الثبات يا فرسان اليمن ، الثبات الثبات يا جُند الاسلام ، الله الله لا يؤتى الاسلام من قِبلكم في هذا اليوم وانتم انصار الله ورسوله ، فثبتت الميمنة والميسرة ، رغم الهجوم الكاسح والقوي من الفُرس وخاصة على بجيلة في الميمنة ،وقد قال الطبري : ان بأس الناس ( قوة الجيش ) كان في الجانب الذي فيه بجيلة
( اليوم الثاني من المعركة )مع صمود المسلمين وتضحياتهم في اليوم الاول ، وثبات فرسان اليمن وتضحياتهم في في الميمنة والميسرة ، في وجه الهجوم الفارسي الكاسح والذي اراد اسقاط احد الجناحين للجيش الاسلامي ، جاء اليوم الثاني فتعادلت الكفة مع الفرس ، خاصة بعد وصول المدد بقيادة الفارس الشهير ( القعقاع بن عمرو التميمي ) وكذلك بعد ان تم معرفة نقاط الضعف عند الفيلة ، فتم تحييدها بعد ذلك ، ومع اشراقة صباح اليوم الرابع بدأت الكفة تميل لصالح المسلمين ، وفي منتصف نهار ذلك اليوم المجيد السادس عشر من شهر شعبان من السنة الخامسة عشر للهجرة ، الموافق التاسع عشر من شهر نوفمبر ( مثل هذا اليوم ) سنة 636م قُتل القائد ( رستم ) قائد الجيش الفارسي ، فانهار الجيش الفارسي وعبر النهر متراجعا ، فتبعه المسلمون وقتلوا منهم الكثير وغرق منهم الكثير في النهر
وعند غروب شمس ذلك اليوم الخالد كانت البداية الفعلية لغروب الإمبراطورية الساسانية التي حكمت لمدة ( 416) سنة ، وكذلك الامبراطورية الفارسية التي تأسست عام 559 قبل الميلاد ، ، كان غروبها على يد اصحاب سيدنا محمد ،وابناء اصحاب سيدنا محمد ، واتباع سيدنا محمد عليه وعلى آله واصحابه افضل الصلاة والسلام ، وفي شهر صفر من السنة السادسة عشر للهجرة ، كان فتح المدائن عاصمة الفرس ومسكن ملوكهم في ارض العراق ، فارسل سعد ابن ابي وقاص الغنائم الى الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، والذي اخذ يتفقدها ومعه علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، اخذ الخليفة يقلبها وينظر الى الأشياء الصغيرة فيها ثم يلتفت الى على بن ابي طالب قائلًا: يا ابا الحسن : قوم حفظوا مثل هذه الأشياء وارسلوها الى هنا لا شك انهم أمناء ، فيجيبه صاحبه علي بن ابي طالب قائلاً : يا أمير المؤمنين عَفَفْتَ فَعَفُّوا ولو رَتَعْتَ لَرَتَعُوا
استشهد من المسلمين في معركة القادسية ما يقرب من تسعة ألف شهيد وقتل من الفرس ما يقرب من اربعين الف قتيل
رحم الله تلك الأرواح التي ترقد في ارض القادسية منذ اكثر من الف واربعمائة سنة
سلام الله عليكم يوم جاهدتم ويوم استشهدتم ويوم تبعثون
سلام الله عليكم نبعثها من ارض اليمن حيث يرقد معكم في ارض القادسية الآلاف من اجدادنا ، سلام الله عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته