كيف أثر انسحاب المنظمات على مستشفى الجمهوري بصعدة؟
منذ 11 ساعات
صعدة – موسى المليكيرغم أن المستشفى الجمهوري في محافظة صعدة، شمال اليمن، هيئة صحية مستقلة ماليًا وإداريًا، ويمتلك إيراداته المالية الخاصة به
إلا أن موظفي المستشفى وأطبائه يعانون من عدم انتظام رواتبهم
يقدم المستشفى خدمات صحية لمواطني محافظة صعدة، والتي تقع في أقصى شمال البلاد، وتخضع لسيطرة جماعة الحوثي (أنصار الله)
وتدهورت أوضاع المستشفى خلال فترة الحرب المستمرة منذ عام 2015 باليمن، كغيره من المستشفيات الحكومية في عموم البلاد
«المشاهد» تابع الوضع الصحي والخدمي في المستشفى
بهدف التعرف على أسباب وعوامل تأخر رواتب موظفي وأطباء المستشفى
يعمل محمد، اسم مستعار- يعمل ضمن الكادر الطبي في المستشفى
ويقول في حديثه لـ«المشاهد»: رغم أننا نعمل لأكثر من 12 ساعة يوميًا؛ إلا أننا نجد أنفسنا بلا مرتبات نهاية الشهر
”وأشار محمد إلى أن موظفي المستشفى وممرضيه وأطبائه تقدموا بطلب لمدير المستشفى الدكتور إسماعيل يحيى الورفي بخصوص تأخر صرف المرتبات
وأوضح أن إدارة المستشفى، ممثلةً بمديريها، لا تقدم لهم سوى الوعود التي لا تتحقق ولا يتم الإيفاء بها
وأضاف محمد أن منتسبي المستشفى الجمهوري لا يتسلموا سوى راتب واحد كل شهرين؛ مما فاقم الأوضاع المعيشية للموظفين والممرضين والأطباء
لافتًا إلى أن هؤلاء الموظفين يعولون أسرًا وأطفالًا، وسط الارتفاع الكبير بالأسعار والإيجارات؛ ما ينذر بـ (كارثة معيشية)، حد وصفه
وزاد: أغلب العاملين بالقطاع الصحي، بمن فيهم منتسبي المستشفى، بالكاد يجدون قوت يومهم، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تكابدها البلاد
مشيرًا إلى أن ثمة موظفين وممرضين وأطباء لديهم أسر كبيرة تحتاج لمتطلبات أساسية، غير أن الوضع المعيشي الصعب لا يسعفهم
محمد، اسم مستعار لعامل صحي في مستشفى الجمهوري بصعدة: أغلب العاملين بالقطاع الصحي، بمن فيهم منتسبي المستشفى، بالكاد يجدون قوت يومهم، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تكابدها البلاد
هناك موظفين وممرضين وأطباء لديهم أسر كبيرة تحتاج لمتطلبات أساسية، غير أن الوضع المعيشي الصعب لا يسعفهم
”يقول الطبيب الباطني، سعيد أحمد الوائلي، والذي يعمل في المستشفى الجمهوري بصعدة منذ 15 عامًا أن المستشفى يحقق إيرادات كبيرة
ويضيف الوائلي لـ«المشاهد»: رغم هذه الإيرادات إلا أن معاناتنا تتضاعف شهرًا بعد آخر
وأرجع الوائلي تلك المعاناة إلى ما أسماه بـ “الفساد المالي والإداري” المتفشي داخل المستشفى بدون حسيب أو رقيب عليهم، بحسب تعبيره
ويضيف الوائلي أن كل من يطالب بحقوقه المشروعة من منتسبي المستشفى يتعرض لتعسفات إدارية تصل إلى التهديد بالفصل من العمل
وتابع: هذه التهديدات دفعت الكثيرين من موظفي المستشفى ومنتسبيه إلى التراجع عن تقديم الشكاوى خوفًا من فقدان وظائفهم
لكن مدير مستشفى الجمهوري، الدكتور إسماعيل يحي الورفي نفى ذلك
وقال في حديث مع المشاهد أن من يتم فصلهم بسبب الغياب أو سوء المعاملة مع المرضى
وقال الوائلي: نطالب الجهات المعنية بالمحافظة، وفي مكتب الصحة والسكان والجهات الإشرافية والرقابية بالنزول الميداني للاطلاع على الأوضاع
واختتم: على الجهات المسئولة مناقشة قضايا العاملين في القطاع الصحي بشكل عاجل، كونهم غير قادرين على تحمل المزيد من المعاناة
في المقابل، يتحدث مدير هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة، الدكتور إسماعيل يحيى الورفي عن كل تلك المشكلات المتعلقة بتأخر مرتبات الموظفين
وقال الورفي لـ«المشاهد»: بالنسبة لتأخر المرتبات عدة أشهر فهذا غير صحيح
وأضاف: أكثر فترة تأخر مرتبات لم تتجاوز شهرين، ورغم ذلك نعالج هذه المشكلة من خلال صرف “سلف للمتضررين
”وأرجع مدير المستشفى أسباب تأخير صرف المرتبات إلى العجز الحاصل في الإيرادات؛ نتيجة زيادة الحالات المجانية التي تصل لـ50 %، ما أدى إلى تراجع الإيرادات
بالإضافة إلى انسحاب منظمات كانت تدعم موظفي الهيئة بحوافز تصل لـ86 مليون ريال شهريًا؛ وتقلصت لـ9 ملايين ريال، بحسب الورفي
مدير مستشفى الجمهور بصعدة، الدكتور إسماعيل يحي الورفي: تأخير صرف المرتبات يأتي بسبب العجز الحاصل في الإيرادات؛ نتيجة زيادة الحالات المجانية التي تصل لـ50 %، إضافة لانسحاب المنظمات التي كانت تدعم موظفي الهيئة بحوافز تصل لـ86 مليون ريال شهريًا؛ وتقلصت لـ9 ملايين ريال،،وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مطلع فبراير الحالي تعليق عملها في محافظة صعدة، إثر احتجاز جماعة الحوثي موظفين أممين، من بينهن ستة يعملون في صعدة
ويقول الورفي: أما موضوع حجم الإيرادات، فهناك نفقات تشغيلية كبيرة ينفقها المستشفى مقارنة ببقية المستشفيات في المحافظات الأخرى
موضحًا أن تلك النفقات أغلبها تصرف لاستقدام أخصائيين يشترطون مرتبات لا تقل عن 3 – 4 آلاف دولار
كما يشترط الأخصائيون المستقدمون بالحصول على نسبة مالية من الكشوفات، وإلا فإن أحدًا لن يأتي إلى صعدة، يقول مدير المستشفى
ونفى الورفي أن يكون المستشفى يقوم بفصل كل من يطالب بحقوقه، واصفًا ذلك بأنه (محض افتراء وكذب) وتجييرًا لمشاكل أخرى
معتبرًا أن أي فصل إداري يعود إلى أسباب الغياب عن الدوام لفترة طويلة أو عدم التعامل الجيد مع المرضى
وزاد: أي خطوة إدارية تتم بإجراءات قانونية، ومن الطبيعي أن يتهم المفصول المستشفى بأن السبب هو المطالبة بالحقوق، وليس تقصيره
وقال الورفي إن شكاوى الموظفين بعدم صرف المرتبات لم يحصل أصلًا؛ لأنهم يدركون مشاكل المستشفى وحرص الإدارة على توفير حقوقهم
مختتمًا: نقدر الوضع الاقتصادي القائم بسبب الصراعات، ونوجه رسالتنا للجهات المعنية بإعادة تقييم الوضع المالي لهيئة المستشفى الجمهوري بصعدة
من جهته، يقول مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة صعدة، يحي شايم، إن مستشفى الجمهوري بمدينة صعدة هيئة مستقلة ماليًا وإداريًا
مشيرًا إلى أن هيئة المستشفى الجمهوري لا يخضع لإدارة أو سلطات مكتب الصحة
وأضاف الدكتور شايم لـ«المشاهد» أن التعاون مع المستشفى يتم وفق الإمكانيات المتوفرة لدى مكتب الصحة العامة
داعيًا الجهات المعنية بوزارة الصحة والمنظمات المانحة للاهتمام بالقطاع الصحي بصعدة، ومنحها أولوية المساعدات
موضحًا أن الجميع يعاني من غياب الحوافز، سواءً بالمستشفى الجمهوري أو والمرافق الصحية الأخرى؛ بسبب انسحاب الجهات الداعمة
يذكر أن المستشفى الجمهوري يقدم أغلب الخدمات الطبية التي يحتاجها المرضى المترددين عليها من مختلف مديريات محافظة صعدة
ومن بين تلك الخدمات، مناظير الجهاز الهضمي، جهاز التفتيت، القسطرة القلبية، وجهاز الرنين المغناطيسي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير