كيف يستخدم صحفيو اليمن الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهامهم؟

منذ 2 سنوات

تعز -نجوى حسن:أحدثت الثورة التكنولوجية وبرامج الذكاء الاصطناعي تغيرات كبيرة في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحافة والإعلام، وأصبح الصحفيون قادرين على إنجاز محتوى جذاب بجودة أعلى ووقت أقل، سواء كان المحتوى مكتوبًا أو مرئيًا أو مسموعًا

في ظل انتشار الإنترنت حول العالم، لا يعد الوصول إلى برامج الذكاء الاصطناعي المتنوعة حكرًا على دول معينة، بل صارت العديد من التطبيقات في متناول العديد من الصحفيين الذين يوظفونها في صناعة المحتوى الذي يرغبون به

خلال سنوات الحرب التي بدأت عام 2015، انحسر حضور الإعلام المستقل في اليمن، وتزايدت الانتهاكات ضد الصحفيين، وسيطرت أطراف الحرب على العديد من المؤسسات الإعلامية

البئية المعادية للصحافة في اليمن لم ترحب بالأداء الصحفي المحايد، ولم تمنح الصحفيين الفرص الكافية لتطوير مهاراتهم المهنية

لكن عددًا من الصحفيين أدركوا أهمية الاستعانة ببرامج الذكاء الاصطناعي أثناء تأدية مهامهم، وتعلموا المزيد عن برامج الذكاء التي تساعدهم على معرفة الأخبار الزائفة، وتمكينهم من تقديم مواد صحفية تحوز على إعجاب وثقة الجمهور

تطوير المهارات وإيجاد الحلولالصحفي اليمني فاروق مقبل الكمالي يقول لـ”المشاهد” إن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي يسهم في تطوير الهمارات المهنية للصحفيين، ويساعدهم في العثور على حلول للصعوبات التي يواجهونها في عملهم

يستطيع الكمالي اليوم توظيف الذكاء الاصطناعي عند البحث عن المعلومات والبيانات عبر الأقمار الاصطناعية، والوصول لحقائق مهمة عن التلوث والتصحر والتعدين، بالإضافة إلى ترجمة المقالات والكتب حسب احتياجه

عدنان المنصوري، صحفي ومدقق معلومات، يتفق مع الكمالي، ويقول إن العديد من برامج الذكاء الاصطناعي تساعده في الكتابة وتحرير المقابلة الصوتية والفيديو، ويستطيع الصحفيون من خلال هذه الأدوات تحقيق الكثير من الفوائد وأداء المهام بجودة أفضل

طه صالح، مراسل ميداني لقناة المهرية، يشير في حديثه لـ”المشاهد” إلى أن عددًا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل “البينج والشات جي بي تي” يمكن استخدامها للتحرير واستلهام الأفكار وتطويرها، والحصول على مرادفات الكلمات بطريقة مبتكرة، وتصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية، ويمكن اعتبار هذه التطبيقات شريكًا مهمًا ومساعدًا شخصيًا للصحفي في العملية الإبداعية الصحفية

يشير صالح إلى أن هناك صعوبات تواجه الصحفيين في استخدام هذه التقنيات، وهذا يتطلب بحثًا مكثفًا عبر الإنترنت لفهم كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحفي

تحدياتيقدم الذكاء الاصطناعي العديد من التطبيقات التي يمكن استخدامها في مجال الصحافة، لكن هذه التطبيقات تخلق تحديات للصحفيين

يقول فهمي الباحث، استشاري الأمن والسلامة الرقمية، إن الصحفيين يواجهون صعوبات كبيرة عند البحث عن الحقيقة، بسبب العدد الهائل من الأدوات التي يمكن استخدامها لتزييف الصوت والصورة، ما يجعل مهمة الصحفي أكثر تعقيدًا في تحري الحقيقة والاعتماد على الأدلة الرقمية

ويضيف الباحث: “يجب على الصحفيين أن يكونوا حذرين وحكماء عند استخدام التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي، لتحسين عملهم، وليس للتدخل في دورهم الأساسي كصحفيين عندما يتعلق الأمر بتأكيد الحقائق ونقل الأحداث والتقارير المهنية”

يشير الكمالي إلى أن الصحفيين قد يحصلون على برامج مقلدة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمونها، مما يجعلهم عرضة للاختراق والاستغلال، وهذا يتطلب الدراية التامة بكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لكي لا يقع الصحفي ضحية المعلومات الخاطئة والبيانات المزيفة

يوضح مهندس البرمجيات، زاهر المكردي، أن الصحفيين قد يواجهون بعض المشاكل في استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل التحيز وعدم الدقة والتلاعب بالمعلومات، ويمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تقديم تقارير غير صحيحة، وهذا قد يشوه صورة الصحافة التقليدية

يستمر العديد من صحفيي اليمن في متابعة برامج الذكاء الاصطناعي، والتعلم منها لتطوير مهاراتهم في ظل الحرب التي فرضت قيودًا على العمل الصحفي، وحولت الصحافة إلى مهنة الموت

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير