لجنة التحقيق في أحداث السويداء: توثيق أكثر من 800 إفادة وإحالة متورطين للقضاء

منذ 4 ساعات

أكدت لجنة التحقيق في أحداث محافظة السويداء بجنوب شرق سوريا، الأحد، أن أعمالها تسير وفق المعايير الدولية المعتمدة من الأمم المتحدة، مشددة على التزامها بالاستقلالية الكاملة وسعيها لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم أمام القضاء المختص

وخلال مؤتمر صحفي، أوضح رئيس اللجنة الوطنية، القاضي حاتم النعسان، أن الفرق الميدانية وثقت أكثر من 800 إفادة رسمية، وجمعت الأدلة المتعلقة بالأحداث وحفظتها بما يضمن سلامتها القانونية، كما نظمت أكثر من 900 استمارة تخص الضحايا وذويهم، وزارت مواقع الاعتداءات ووثقتها باستخدام أدوات التحليل الجنائي الميداني

وأضاف النعسان أن صلاحيات اللجنة غير محدودة، مؤكداً أن كل من ارتكب انتهاكاً سيُحاسب، مشيراً إلى أن التحقيقات شملت الاستماع لقادة فرق وعسكريين ومسؤولين مرتبطين بالأحداث

وكشف أن عناصر ظهروا في مقاطع مصورة تم توقيفهم وإحالتهم إلى وزارتي الدفاع والداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة

كما حصلت اللجنة على تقارير مهنية وطبية من الأطباء الشرعيين الذين عاينوا الجثث في إطار التحقيقات الجارية

وكان أعضاء اللجنة قد أعلنوا في وقت سابق أنهم أنجزوا التحقيقات الميدانية وزاروا مواقع الاعتداءات، وجمعوا الأدلة وحفظوها بسرية لضمان تقديمها للجهات القضائية، مشددين على الإصرار في تحقيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب

كما طلبت اللجنة تمديد فترة عملها لشهرين إضافيين لاستكمال تقرير شامل، لافتة إلى أن ضيق الوقت حال دون الوصول إلى جميع المناطق المتضررة

وأشارت اللجنة إلى أن عملها يُكمل جهود اللجنة الدولية للتحقيق، معلنة أنها أوقفت خلال الفترة الماضية عدداً من العناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على خلفية الأحداث

يشار إلى أن الاشتباكات في السويداء اندلعت يوم  13 يوليو بين مسلّحين دروز ومقاتلين بدو، قبل أن تتحول إلى مواجهات دامية مع تدخل القوات الحكومية ثم مسلّحين من العشائر

وتخللتها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، «انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية طالت الأقلية الدرزية»

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن أعمال العنف التي اندلعت في محافظة السويداء بجنوب سوريا في يوليو 2025 أسفرت عن مقتل نحو 2000 شخص، بعد التعرّف على عشرات الجثث الجديدة في قرى وبلدات كان يصعب الوصول إليها سابقًا

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، وقتها إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 1990 شخصًا، «بما في ذلك 14 شخصًا قتلوا منذ وقف إطلاق النار» الذي دخل حيّز التنفيذ في 20 يوليو، موضحا أن بعض القتلى الذين جرى التعرّف على هوياتهم كانوا قد أُبلغ عن اختطافهم أو فقدانهم سابقًا

وأشار المرصد إلى أن حصيلة القتلى تضم 725 شخصًا من سكان السويداء ذوي الغالبية الدرزية، بينهم 167 مدنيًا، إضافة إلى 765 مدنيًا درزيًا أُعدموا ميدانيًا «على يد قوات وزارة الدفاع والداخلية»

كما أُحصي مقتل 436 عنصرًا من قوات الحكومة في الاشتباكات، و40 من المقاتلين البدو، بينما أعدم المقاتلون الدروز 3 من البدو بينهم امرأة وطفل، وتشمل الحصيلة أيضًا 21 قتيلًا إضافيًا، بينهم 15 من مقاتلي الحكومة، قضوا في غارات إسرائيلية خلال أعمال العنف

وقال الاحتلال الإسرائيلي إن تدخله جاء «لحماية الأقلية الدرزية ومنع أي وجود عسكري في جنوب سوريا»