لطفي فؤاد نعمان : مَنْ ينسى اليمن؟
منذ 11 ساعات
لم ينسَ اليمنيون التفاعل مع نيران يونيو (حزيران) المشتعلة بين إسرائيل وإيران، إذ على وقع كل حدث يتفاعلون سلباً وإيجاباً
يصطفون مع هذا ضد ذاك
يلعنون هذا وذاك
يشكون من هذا، ولا يشكرون ذاك
انتقاماً وثأراً، تشفياً وشماتة، تعريضاً ونكاية
نتيجة إحساسهم بلهيب أزمة اليمن المستمرة: «اليمننة»
إذا «أشعلوا النار حولنا» في المنطقة، هل نُسيَت النيران اليمنية؟لم تُنسَ مطلقاً؛ المساعي الدؤوبة لإطفائها، أممياً (نيويورك) وإقليمياً (الرياض ومسقط)، ما زالت تحض على التهدئة وفق موجبات #السلام_لليمن فيما يتحفز البعض بتهورٍ لمواصلة التصعيد بموجب ضرورات الحرب؛ وطالما المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الذي زار عدن مطلع يوليو (تموز) 2025 «وسط انتقادات حادة» يواصل الرحلات والإحاطات بغية تشجيع «اتخاذ قرارات حاسمة لكسر الجمود السياسي»، سيبقى اليمن على جدول الاهتمام الدولي ما دام القلق من عمليات تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر
والحشود العسكرية في بعض المناطق، بناءً على وهم الحل العسكري حسب إحاطة غروندبرغ الأخيرة 9 يوليو (تموز) الحالي
حتماً لا يُنسى اليمن، ما دامت حكومته الشرعية تجتهد في درء الضرر، والميليشيات تجِدُّ في جلبه لكي تبقى محور الخبر
ناهيك عن أن الحكومة تجابه «خطر انتشار المخدرات» داخل مناطق سيطرتها، حسب تصريح رئيس الحكومة سالم بن بريك، متزامناً مع ما تجابه من خطر تخدير فكري وسياسي خارج مناطق سيطرتها
اليمن لن يُنسى البتة؛ لأن أوضاعه تستوجب التصحيح والحسم، فالميليشيات تدَّعي الانفراد بتمثيل البلد متوهمةً امتلاك الحق والصواب والرشاد والقرار، متماديةً في توجيه المجتمع الدولي إلى حيث ينبغي أن يقف «معها» ويمتثل «لها»!أحواله العجيبة لا تُنسى، لا سيما حال مطالعة منشورات نشطاء التواصل و«التوتر» الاجتماعي تحت تأثير القات ووهم المعرفة، تغمر الصفحات بانتقادات فجَّة وهجمات شرسة وتعليقات حادة على ما يُدير الكرة الأرضية ويدور فيها من ألاسكا حتى أستراليا! ولا ترضيهم نماذج التنمية والإعمار داخل مدينتي مأرب والمخا
أنى يُنسى مصيره، وهو يكابد تمزق نسيجه الوطني مع تشويه الروح الإنسانية، بشكلٍ يهدد مستقبل الأجيال المقبلة
على واقع مظلم
كيف سيُنسى بتناقضاته، حيث تُقترَف جرائم علنية آخرها قتل معلم تحفيظ القرآن بيد ميليشيا تدعي السير بالقرآن؟!هل يُنسى الموطن الغني بارتفاع معدلات الفقر، وتدهور الخدمات وتعاظم الديون، والمستقر أدنى مؤشرات السلام العالمي؟!مَن سينسى تحذير المنظمات الدولية من تحول «اليمن إلى أفقر بلد في العالم»، حيث يعيش «4 ملايين شخص في ظروف غذائية مأسوية تحت سيطرة الجماعة الحوثية»
اليمن الشقي بمآسيه وبعض بنيه لن ينساه العالم قط
لماذا؟ لأنه معني بتذكير مَن نسي واجبه تجاه البلد السعيد بماضيه
لعلهم يتذكرون
العالمُ يترقب من اليمنيين واليمنيات من مختلف الفئات والمناطق والأطياف معاودة التفكير في اليمن كله، والإيمان حقاً بأن «اليمن للجميع» ليواصل أصدقاؤه وأشقاؤه تخفيف معاناته
هل يتذكر اليمنيون؟ ومتى؟