لطيفة تتحدى الإعاقة والتقاليد المجتمعية

منذ 2 أشهر

لطيفة عبدالله الشعباني شابة يمنية بمحافظة الضالع جنوب اليمن، تتجاوز العشرين عاماً من العمر

قدرها الاعاقة و تقاليد المجتمع لكنها لم تستسلم لها وواجهت نظرة المجتمع إليها بتحدي وبكل إصرار وعزيمة، واصلت تعليمها بإيمان كبير وإرادة

 تقول لطيفة أن الاعاقة الحقيقة هي للعقل والقلب وأصرت على تحقيق حلمها مهما كانت الكلفة والمعاناة

وتوضح أن قساوة الحياة التي مرت بها “كان صعب جداً أن أدرس لأن النظرة المجتمعية بأن المعاقين عيب يدرسوا وكذا المرأة وقوبل الأمر باستهزاء شديد لكني أصريت دون تردد، ولم ألتفت لكلام الناس ونظرة المجتمع، وكانوا يطلقون عليّ في صفوف المدرسة اسم المشاغبة لأني كثيرة الاسئلة”

درست لطيفة الابتدائية وكانت الانطلاق

تجاوزت التنمر من الزميلات والمجتمع حولها بسبب اعاقتها

لم تتأثر من أي كلام سلبي

تقول “لكن واجهتني صعوبات كثيرة وكنت ابكي كثيراً”، لم يثنيها الفشل الكلوي بالرغم من قساوة المرض ونظرة المجتمع التي تضاف الى معاناتها

وتتابع: “ذهبت الى مصر لزراعة المثانة وهي عملية معقدة جداً وبعد اتمام الثانوية، كنت احلم ان البس قبعة التخرج واحصد ثمار جهدي

” دور أم لطيفة كان كبيراً في نجاحها وهي الملهم لها وواجهت كل هجوم يطال ابنتها، “والدتي كانت وراء نجاحي فهي من شجعتني ووقفت الى جانبي وتصدت لكل من يقف في طريقي وجعلتني انطلق منذ البداية الى اللحظة وأكثر ما عانيت منه هو نظرة المجتمع نحوي والتي اوجعتني الا ان والدتي لم تستسلم ومنحتني القوة من الإحباط

”تذكر لطيفة أن أيام دراستها الجامعية كانت صعبة جداً، ” كنت أعاني من الانتظار في الطريق لوسيلة النقل ومن الضغط النفسي المجتمعي وكلماتهم القاسية لأنني معاقة واحياناً باص الدراسة يغادر ويتركني، بالكاد أجد مصاريف المواصلات وطباعة الملازم وتأتي طلبات الرسوم الجامعية وتحاول ان تهزمها، لكني تحديت ولم أترك مكانًا لليأس

تقدمت لطيفة للعمل في عدة مشافي في المديرية وكانت النظرة المجتمعية سبباً في عدم قبولها للعمل، “لأني معاقة وقصيرة وشغل المختبرات بحاجة الى حركة كثير وحاول الناس يحطموني وبعد بحث شاق حصلت على عمل ووافق مستوصف خاص على قبولي، وكانت فرحتي شديدة”، لتبدأ رحلتها في خدمة مجتمعها وتحقيق طموحاتها

قررت لطيفة شراء سيارة وبدأت التحدي الآخر مع أسرتها والمجتمع لخوض الصراع في مجتمع لا توجد امرأة تقود سيارة لكن لطيفة اتخذت قرارها واصرت، وكشفت بأن المجتمع وأسرتها استغربوا كيف لامرأة ومعاقة بأن تقود سيارة، تخالف العادات والتقاليد

“كنت الوحيدة التي أقود سيارة من النساء في المديرية، وحملة استهدافي بأني فاسدة وأحاول إفساد النساء والمجتمع بعد قيادتي للسيارة وكسري النمط الاجتماعي، تشجعن خمس نساء وأصبحن يقدن السيارة في وضح النهار”

اليوم اصبحت لطيفة تمتلك سيارة خاصة ومختبر خاص في قلب مدينة قعطبة، عاصمة محافظة الضالع

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصاديليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير