للإيجار وإحياء الحفلات.. كيف "أهانت" مليشيا الحوثي ما بقي من الفرقة الموسيقية العسكرية في صنعاء؟

منذ سنة

أوصلت مليشيا الحوثي منتسبي الفرقة الموسيقية العسكرية، إلى الاشتغال بالإيجار لإحياء الحفلات العامة والخاصة، في سابقة تعد الأولى من نوعها في العالم

 ويتداول ناشطون منذ أيام صوراً لما بقي من الفرقة الموسيقية العسكرية، أكدوا أنها أثناء إحيائها حفلة تخرج لطلاب مدرسة خاصة في العاصمة صنعاء

 تفسيرات كثيرة، وردت في تعليقات الناشطين، إلى أن أغلبها تشير إلى أن المليشيا ماضية في إهانة الدولة ومؤسساتها في اليمن، ومنها المؤسسة العسكرية، التي تنفذ فيها سياسة تجويع مذلة ومصادرة للمرتبات التي يعتمد عليها الجندي

 وعلى الرغم بأن المليشيا قد سيطرت على وزارة الدفاع في صنعاء، إبان انقلابها المشؤوم والمدعوم إيرانياً بكل دوائرها وهيئاتها، إلا أن الحالة التي ظهرت فيها مؤخراً الفرقة الموسيقية، أظهرت مجدداً مدى الحقد التي تكنه المليشيا للجيش والذي حولته إلى باحث عن قوت يومه بأية طريقة كانت بحسب يمنيين تفاعلوا مع القصة

 أوضاع مالية مزرية يعيشها منتسبو الفرقة، هكذا يقول بعض الناشطين، فألجأتهم مجبرين إلى إحياء الحفلات المدرسية سواء الحكومية أو الخاصة، بينما يرى آخرون أن المليشيا سمحت بذلك في تعمد لإهانة العسكرية اليمنية، وفي توجه منها لإنهاء التقاليد المعروفة للفرقة الموسيقية التي يعتمد عملها على مراسم معروفة لأي جيش دولة

 الناشطون وبعضهم موالون للجماعة ساءهم وضع الفرقة وحملوا المليشيا أسباب تدهور وضعهم المالي الذي دفعهم إلى تغيير نشاطهم، بل وصلت اتهامات الناشطين للمليشيا وقياداتها وعلى رأسهم المدعو المشاط، من وجهت منتسبي الفرقة، بإحياء تلك الحفلات

 تعليقات ساخرة، ذهبت إلى السخرية من الحفلات نفسها، والتي أصبحت تقام لجميع الصفوف، متسائلين عن سر إقامتها في ظل الأزمة المالية، فهناك مواطنون لا يستطيعون توفير قيمة دفتر، بينما آخرون، تستأجر الفرقة الموسيقية لإحياء حفلات تخرج أبنائها، معتبرين ذلك مفارقة كبيرة

 في الإطار أسف معلقون من أوضاع الفرقة، التي قالوا إن عملها كان يتمحور ضمن أعمال حرس الشرف لاستقبال رؤساء دول العالم في مطارات الدولة وذلك لعزف النشيد الوطني، كما أنها التي كانت تدشن الاحتفالات الوطنية وتقيم المارشات العسكرية في ساحات العروض المختلفة، أثناء الاحتفال بأعياد سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو

 إلى ذلك دعا ناشطون القائمون على وزارة التربية والتعليم في صنعاء إلى منع الاحتفالات، كما أوضحوا أن الطلاب لا يتحملون وزر الفرقة الموسيقية العسكرية التي يجب محاسبة القائمين عليها

 في السياق عبر آخرون عن تضامنهم مع الفرقة، والتي وجدت هجوما ممزوجاً بالسخرية في وسائل التواصل والتي حملتهم جزءاً من وصلت إليه أوضاعهم بأن يتخلوا عن تقاليدهم العسكرية الصارمة

 المتضامنون أوضحوا أن الظروف القاهرة هي من جعلت من بقي من منتسبي الفرقة الموسيقية إلى أن يستجيبوا لإحياء الحفلات، وذلك من أجل إطعام أسرهم، التي عانت من مهنتهم، التي كانت في السابق واجباً وطنياً وعملاً شريفاً، إلا أن المليشيا قضت على ذلك وفقاً للناشطين

 ونظراً إلى المطالبة الواسعة بمحاسبة القائمين على الفرقة، سارعت مليشيا الحوثي حسب مصادر مؤكدة إلى إيقاف مدير معهد الموسيقى والمشاركون في الحفلة المدرسية