مايو شهر الوحدة
منذ 2 سنوات
كان هتاف الشارع العربي: شعب عربي واحد، و منه كان الشارع اليمني يهتف بهذا الهتاف، و يهتف أيضا: شعب يمني واحد، و لم يكن هذا الهتاف أو ذاك؛ هتاف قطر دون قطر، و لا منطقة دون أخرى
لا أحد يجهل أن الاستعمار البريطاني عمل على تجذير التشطير، بل سعى عمليا إلى تفكيك الشطر الجنوبي و تمزيقه، و هذه مسألة معروفة، حيث اختلق كيانات و كنتونات مزقها بين : ولاية، و سلطنة، و مشيخة، بلغت في مجموعها ثلاثة و عشرون كيانا مبعثرا
كان الاستعمار حريصا على ذلك التمزيق جريا على قاعدته الاستعمارية: فرق تسد
يحسب للجبهة القومية أنها أنهت كل تلك الكيانات الممزقة،اقرأ أيضاًدرجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنيةشاهد
البرّد المصاحب للأمطار يضرب المحاصيل الزراعية بأكثر من محافظة يمنية (صور)هاني بن بريك يرد على الجنرال علي محسن الأحمر بعد تهنئة الأخير بعيد الوحدة اليمنية: وثيقة تاريخيةبينها المؤتمر والإصلاح والاشتراكي
الأحزاب السياسية تصدر بيانًا مشتركًا بشأن الوحدة اليمنيةأول رد من مسؤول سعودي على رفض الحوثي لتأكيد إعلان جدة بشأن مرجعيات الحل باليمنالكشف عن نشر عناصر حوثية مسلحة في الأراضي القريبة من حي المطار جنوب صنعاءقادة مجموعة السبع يدعون الأطراف اليمنية إلى وقف دائم لإطلاق النارقيادي مؤتمر بارز يوجه رسالة قوية للعميد طارق صالح بشأن الوحدة اليمنية: ”التاريخ لا يرحم”رئيس أركان الجيش: الوحدة اليمنية الخالدة وحدة شعب وليست للسياسيين وأصحاب المصالحخلال الأسبوع الجاري
تحذير عاجل من تقلبات جوية وأمطار غزيرة في اليمنمهدي المشاط يلتقي رئيس مكون الحراك الجنوبي والأخير: الوحدة اليمنية حدث عظيم في تاريخ اليمنرئيس جماعة صعدة: الوحدة اليمنية قدر! ووحّدتها في كيان جمهوري واحد بعد الاستقلال المجيد
لو افترضنا أن هناك كيانا من تلك الكيانات الثلاثة و العشرين راح يسخط و ينقم على توحيدها و وحدتها في كيان واحد بحجة أن ذلك الإجراء كان خاطئا و فاشلا
الخ
ما يمكن أن يقول
لكان الرد الصحيح الفصيح أن وحدة صف تلك الكيانات في كيان واحدٍ موحد يبقى هدفا استراتيجيا، و منجزا تاريخيا عملاقا، لا غبار عليه، و في المقابل يجب فرضا لازما إنهاء عوامل الفشل، و إزالة كل مظاهر و أسباب الخطأ أو الأخطاء
إن أي مشروع عملاق- يتطلع إليه شعب و وطن- تم تحقيقه و لكنه تعثر، أو لحقته أخطاء، أو مظاهر فشل، فإنه من ناحية وطنية، وعروبيا و إسلاميا و إنسانيا؛ لا يكون الحل في هدم المشروع أو محاربته، و لكن الحل بمواجهة مكامن الفشل و إنهائها تماما
على العرب أجمعين أن يقرؤوا بعناية ما كتبه رجل يهودي، هو روبرت كابلان في كتابه انتقام الجغرافيا، والذي دعا فيه إلى إعادة توحيد أوروبا، و على النقيض يجب تفتيت العالم العربي و الاسلامي
وهذا ما استشهد به هنري كيسنجر من أنه يتماشى مع استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحدث عنهاكيسنجر في إحدى محاضراته: أن مصلحة أمريكا كان ذات يوم يتمثل بتحويل القبيلة العربية إلى دولة، و أن مصلحة أمريكا اليوم أن تعيد الدول العربية إلى قبائل، و أن علينا كأمريكيين أن نعمل على مزيد من توحيد أوروبا، بمقابل أن نعمل على مزيد من تفكيك العرب
!! إن على العرب أن يدركوا بوعي واسع أن مؤدى هذا القول، هو نفس ما فعلته بريطانيا في تفكيك ما كان يعرف بالشطر الجنوبي إلى ثلاثة و عشرين كيانا
فهل تستطيع أن تفعل المشاريع التي تجوس خلال الديار سواء المشروع الصفوي الذي يحاول التمدد بنَفَس كسروي فارسي، أو المشروع الصهيوني الذي يعتمد في وجوده على مخططات المشيئة الصليبية، ذات الرغبة الاستعمارية الجامحة، و التي تحاول التخفي و التستر بعبارات حقوقية مهترئة؟ هل تستطيع هذه المشاريع البائسة أن تحقق أغراضها و أهدافها
؟ من كان وراء غياب هتاف: شعب عربي واحد
!! هل كان الاستعمار هو وراء ذلك؟ أم كان وراءه أطراف الاستبداد و التبعية؟ أم تضافرا معا؟ أيا كان الأمر؛ فإن على العرب، و في المقدمة الجانب الرسمي العمل برؤية موحدة، و بوحدة و اتحاد، و اصطفاف حقيقي، يعمل بجد على وحدة الصف و توحيده، لإفشال المخططات المشبوهة التي تجوس خلال الديار، و أن الوحدة و الاتحاد أهم أهداف الأمة المحورية الجوهرية، و ليست مجرد أمنيات ثانوية
إن عزة و مجد اليمن، كما هو عزة و مجد العرب أجمعين في الوحدة و الاتحاد، و المضي بنبل نحو: شعب عربي واحد