ما المتوقع من الحوثيين بعد اتفاق السلام في «غزة»؟
منذ 8 ساعات
صنعاء – موسى ثابت بعد إعلان حركة حماس موافقتها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كان المواطنون في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي يترقبون كيف ستكون ردود أفعال الجماعة تجاه تلك الموافقة
لكن الانتظار لم يطل بسبب التحركات التي نفذتها الجماعة الحوثية في الميدان
إذ أوعزت إلى مشرفيها بتكثيف دورات تعليم السلاح؛ بهدف جذب أكبر عدد من المواطنين للقتال في جبهات الحوثي، كما كثّفت الجماعة خطابها الإعلامي المشكك بجدوى نجاح واستمرار خطة ترمب
وتعليقًا على الاتفاق، قال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي التابع لأنصار الله الحوثيين، في منشور له على حسابه بمنصة “إكس”، إن “العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة تمثل ورقة ضغط بيد المفاوض الفلسطيني”، وأن “سلاح صنعاء هو سلاح حماس، وسيعاد تفعيله بطلب منها”
وبحسب الإعلام التابع للجماعة الحوثية فقد نفذت الجماعة 1835 عملية، ما بين إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية، وطائرات مسيّرة، وزوارق حربية، ضد إسرائيل ومصالح تابعة لها، منذ بدء الحرب في غزة
وخلال الأيام القليلة الفاصلة بين رد المفاوضين في حركة حماس والتوقيع على اتفاق السلام في شرم الشيخ يوم الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت جماعة الحوثي تهديدات لإسرائيل باستهدافها في حال نقض تل أبيب للاتفاق
آخر تلك التهديدات جاءت على لسان عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة، الذي قال: “إن عدم تحقق النتائج المرجوة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكون دافعًا لمواصلة ما سمّاه “مسار الدعم والإسناد”
محذرًا من توجه إسرائيل لعمل عسكري جديد، وهو ما يستدعي -وفق قوله- استمرار الإعداد لجولات مقبلة من الصراع، رغم إعلان وقف إطلاق النار، وعدّ ما جرى خلال العامين الماضيين جولةً واحدة منه
الحوثيون: عملياتنا العسكرية المساندة لغزة تمثل ورقة ضغط بيد المفاوض الفلسطيني، وسلاح صنعاء هو سلاح حماس وسيعاد تفعيله متى طلب منها، وعدم تحقق النتائج المرجوة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكون دافعًا لمواصلة “مسار الدعم والإسناد”في حديثه مع “المشاهد” يرى المحلل السياسي عبدالمجيد الصلاحي، أن “الحرب على غزة منحت الجماعة الحوثية مظلةً واسعة للتحشيد والتجنيد، ومبررًا دينيًا ووطنيًا لاستمرار السيطرة والجباية، فضلًا عن توظيفها لتعزيز القدرات العسكرية والتصنيع الحربي تحت شعار نصرة فلسطين”
من صنعاء وعقب التوقيع على اتفاق السلام في شرم الشيخ حذّر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، حزام الأسد، إسرائيل من هجمات وصفها بـ”الأشد قوة” إذا انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقال الأسد لوكالة “سبوتنيك” الروسية: إن “جماعته ستوقف الهجمات ضد إسرائيل إذا التزمتْ تل أبيب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة”
تشكك الصحافة العبرية من جدوى توقف جماعة الحوثي عن ضرب المصالح الإسرائيلية، وتشير صحيفة “كالكاليست” العبرية إلى ذلك في تقرير نقلته عنها شبكة الجزيرة، بأن الحوثيين لم يكونوا طرفًا في اتفاق غزة الأخير؛ مما يجعل مطلب انسحابهم من الممر البحري غائبًا تمامًا عن نصوص الاتفاق، في إشارة إلى الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي على سفن مرتبطة بإسرائيل في مضيق باب المندب، بالبحر الأحمر
وترى “كالكاليست” أن الخيار الوحيد المتاح أمام الحكومة الإسرائيلية هو “معالجة الملف الحوثي جذريًا، على غرار العملية التي نفذتها ضد الإيرانيين”
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن شنّ عملية عسكرية ضد الحوثيين يفتح الطريق أمام عودة عمل ميناء “إيلات”
يشير الإعلام العبري إلى أن الخسائر المباشرة لميناء “إيلات” -جنوب إسرائيل- تجاوزت مليار دولار شهريًا، وأن شركات التأمين الدولية ترفض تغطية السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية
وفي هذا الصدد يلفت عبدالمجيد الصلاحي أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر مرشحة للتراجع أو التوقف مؤقتًا، لكن الصلاحي أوضح أن وقف الهجمات مرهون بعاملين خارجيين: الأول، الموقف الأميركي والإسرائيلي تجاه إيران، ومدى اتساع أو تقلّص هامش التصعيد ضدها؛ والتعامل مع الحوثي كأداة ضمن الماكينة الإيرانية، ولم تتعامل معه مطلقًا ضمن سياق الحرب على غزة
عبدالمجيد الصلاحي: وقف الهجمات في البحر الأحمر أو على المدن الإسرائيلية مرهون بالموقف الأمريكي والإسرائيلي تجاه إيران، ومدى اتساع أو تقليص هامش التصعيد ضدها، باعتبار الحوثيين آداة لإيران، كما أنه مرهون برؤية إيران لجدوى المناورة بالحوثيين كورقة تفاوضية تعرقل أي تحرك عسكري ضدهاوالعامل الثاني، بحسب الصلاحي، هو المدى الذي ترى فيه طهران جدوى المناورة بالحوثي كورقة تفاوضية تُبطئ أو تُعقّد أي تحرك عسكري محتمل ضدها
فتحركات الحوثي في البحر الأحمر -من وجهة نظر الصلاحي- كانت ولا تزال وظيفة مرتبطة بالإيقاع الإيراني الإقليمي أكثر من كونها قرارًا ذاتيًا
كل المؤشرات، الميدانية والإعلامية، تدل على استعدادات الحوثيين لبدء جولة جديدة من النزاع سواءً داخليًا من خلال فتح جبهات جديدة في اليمن، أو نزاع من نوع آخر مع الكيان الصهيوني
يقول أحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة صنعاء، لـ”المشاهد”، رفض الكشف عن اسمه: “ما يزال الحوثيون يعملون داخل الجامعات وفي الأحياء والحارات على تحشيد المجتمع والتأكيد على نيتها في استمرار الحرب”
ويؤيده في هذا الطرح الدكتور فارس البيل، رئيس مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية، إذ يرى في حديثه مع “المشاهد”، أن جماعة الحوثي ستستمر في حربها ضد الكيان الصهيوني وإن لم تجد الفرصة في ذلك، فإنها ستفتعل حروبًا جديدة في الداخل اليمني أو التهديد الدائم لدول الجوار كالسعودية
ويقول البيل: “لن تذهب جماعة الحوثي للسلام
ولن تتوقف عن مغامراتها
ولن تمنح اليمنيين أي فرصة للحياة”
فارس البيل: جناعة الحوثي لن تذهب إلى السلام، ولن تتوقف عن مغامراتها ولن تمنح اليمنيين أي فرصة للحياة، وتهدد بمهاجمة دول الجوارويدلل البيل على ما ذهب إليه من استنتاجات بالتصريحات الأخيرة لقيادات حوثية، إذ هدّد القيادي في الجماعة، حزام الأسد، يوم الرابع عشر من أكتوبر الجاري بأن جماعته ستقصف “أرامكو” و”نيوم” متهمًا السعودية بـ”التملص من التزاماتها”
لكن الدكتور عادل الشجاع، أستاذ العلوم السياسة، يرى خلال حديثه مع “المشاهد”، أنه لا يمكن التنبؤ بردود أفعال جماعة الحوثي تجاه اتفاق شرم الشيخ؛ لأن جماعة الحوثي -من وجهة نظره- لم تتخذ أي موقف واضح حتى الوقت الراهن
فيما يؤكد الباحث والمحلل السياسي عبدالمجيد الصلاحي لـ”المشاهد”، أن جماعة الحوثي خسرت كثيرًا بتوقف الحرب في غزة، سواءً على مستوى الاستثمار الدعائي والشعبي، أو على مستوى التحشيد والتعبئة العامة، وحتى في الجبايات التي كان يبررها بـ”دعم المقاومة”، وهو الأمر الذي يعني وجود مشاكل داخلية في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، سواءً من المواطنين المطالبين بالمرتبات أو من بعض أتباع الجماعة أنفسهم الذين تلقوا وعودًا في الفترات السابقة بتحسين أوضاعهم الوظيفية والاقتصادية
ويرى الصلاحي أنه بعد إعلان اتفاق وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتوقيع اتفاق السلام في شرم الشيخ يبدو أن الجماعة الحوثية أمام مسار إجباري للعودة إلى خارطة الطريق الأممية، والتي توقفت عمليًا مع بداية الحرب على غزة
فعودة المسار الأممي تعني عودة جماعة الحوثي إلى المربع القديم: التصعيد المحلي والابتزاز الإقليمي، بحسب الصلاحي
وتوقع في ختام حديثه مع “المشاهد”، أن يشهد الداخل اليمني تصعيدًا ميدانيًا في جبهات تعز ومأرب، مع تكثيف نشاط الطيران المسيّر باتجاه المنشآت الحيوية في المحافظات المحررة
وفي المقابل، سيصعّد الحوثي من خطابه الإعلامي تجاه دول الخليج، والسعودية تحديدًا، كأداة ضغط وابتزاز سياسي للحصول على مكاسب في مسار التسوية
ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comكن أول من يتلقى آخر الأخبار والتحديثات مباشرة على بريدك الإلكتروني
منصة يمنية تهتم بالقصة الخبرية بلغة سهلة ومهنية، عبر فريق من المحررين المنتشرين في كافة المدن اليمنية
نحرص على تغطية دقيقة وموضوعية بالنص والصورة والفيديو
جميع الحقوق محفوظة © المشاهد نت 2022