مجزرة صنعاء.. المعلم (عدنان الصعفاني) قتلته مليشيا الحوثي "مرتين"

منذ سنة

ما زالت جريمة مقتل المعلم عدنان الصعفاني تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، كأحد الضحايا، لما عرفت (إعلامياً) بحادثة التدافع من أجل الحصول على مبلغ مالي كمساعدة رمضانية من أحد رجال الأعمال، إلا أن الرجل كما يقول أغلب من اقترب من رواية تفاصيل حياته، بأن مليشيا الحوثي قتلته مرتين فما القصة؟ وأول سرديات الصعفاني المؤلمة، أن المليشيا مارست عليه سياسة تجويع وإفقار نالت كما نالت من مئات الآلاف من المعلمين، فاضطر مرغماً الأربعاء الماضي 19 أبريل/ نيسان لأن يكون مع كثيرين من المحتاجين، ليتسلم مساعدات من أجل العودة بها إلى أطفاله، إلا أنه قضى نحبه في تدافع مميت تسببت به أيضاً مليشيا الحوثي التي أطلقت الرصاص الحي مفرقة المتجمعين، ليموت مع عدنان ما يقارب من 84 شخصاً بينما تجاوز رقم الإصابات 200 إصابة

 هكذا كانت خاتمة المعلم الصعفاني، الذي أبى إلا أن يلخص المأساة اليمنية، التي تسببت بها المليشيا المدعومة من إيران، حيث ذهب ليبحث عن مقتنيات العيد لأطفاله، إلا أنه عاد جثة هامدة

 في الخمسينيات من عمره، وينحدر إلى مديرية صعفان بمحافظة صنعاء، وعمل مدرساً في عدد من مدارس الأرياف، كما يقول أقرباؤه، فقد عرف في اجتهاده في تأدية رسالته التعليمية، ونتيجة الإقصاء الحوثي، وعملها على تدمير قطاع التعليم، وتغيير مناهج الدراسية لكي تتلاءم مع سياستها الإرهابية أصبح عدنان بلا عمل كما أنه فقد راتبه وأصبح بلا مصدر دخل لإعالة أسرته

 وهو الأب لخمس بنات وولدين، ولم يستطع كحال أغلب اليمنيين من توفير أبسط مقومات الحياة لأسرته لتعيش بكرامة، كان أحد المتواجدين في مجزرة الصدقات في مدرسة معين والتي توافق حدوثها مع يوم الثامن والعشرين من رمضان، والتي ما زالت تتواصل أصداء ألمها، كونها حولت عيد صنعاء إلى مأتم كبير

 وفاة المعلم الصعفاني بهذه الطريقة وجد تفاعلاً كبيراً كونه تربوياً تغيرت حياته تماماً مع انقلاب المليشيا الحوثي التي استحوذت أولاً على راتبه ثم حياته لا لشيء إلا من أجل أن تتحكم بصرف المساعدات حتى التي تقدم من التجار

 المغردون تداولوا صور الرجل، قبل أعوام حين كان في وظيفته، إلا أن المليشيا دفعت به لأن يكون في طوابير الباحثين عن المساعدات، وهي صورة عن ما وصل إليه حال الموظفين ومنهم المعلمون، بعد أن نهبت حقوقهم، فذهبوا إلى المجهول ليواجهوا عجزهم عن فعل أيّ شيء لأنفسهم وأبنائهم في أعظم فترات حياتهم عجزًا وقهراً

 بينما أكد آخرون إلى أن الصعفاني هو نموذج للموظفين، ممن قدموا جلّ أعمارهم، في خدمة وطنهم، إلا أن مصيرهم سيكون أولاً موجعاً من الناحية المادية، لتصل بهم الحال إلى الانهيار وفقدان الثقة في كونهم موظفي دولة، في ظل انقلاب إرهاب، كما هو وضع جعلهم يعاركون مصيرهم ويبحثون عن صدقات فاعلي الخير لمواجهة مصاعب ومتطلبات العيش

 الصعفاني انتظر أطفاله عودته محملاً بالفرحة إليهم، إلا أن ما وصل إليهم هو الخبر المفجع عنه، بعد أن فارق الحياة، شهيداً في سبيل البحث عن إسعادهم، فكتب لهم حينها الحرمان أيضاً من السعادة المنتظرة، أو الناقصة التي ربما كان سينجح والدهم بجلبها إليهم لولا الحادثة المقدرة لأن يموت فيها وبهذه الطريقة

 وقع المأساة على أسرة الصعفاني كان شديداً والتي سارعت إلى التعبير عن سخطها، محملة المليشيا الحادثة، كونها المشرفة على توزيع الصدقات في مدرسة معين الكائنة في باب اليمن، وهي الصدقات المقدمة من الكبوس رجل الأعمال المعروف

 وعبر عن هذا السخط شقيق الصعفاني الذي كتب على صفحته في الفيسبوك هذه السنة ضعوا صدقاتكم في صناديق القمامة بدلاً من الجهات الرسمية حتى يتمكن الفقراء من الحصول عليها بيسر

 واستهجن خالد الصعفاني قيام مليشيا الحوثي بأخذ الصدقات وتوزيعها عن طريقها كما حدث في المجزرة التي لقي أخوه حتفه فيها

 بينما قال الصحفي الرياضي عبدالله الصعفاني في منشور له على صفحته في موقع التواصل الفيسبوك، هو معلم مكافح، اختار أن يمارس مهنته في مكان قصي من الريف اليمني

 وأضاف مات المعلم عدنان طمح الصعفاني في حادث مؤلم ضمن ضحايا الفقر والعبث، حادث أليم وخبر مؤسف