محلل سعودي: تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي حوّلت جغرافيا اليمن إلى عامل استنزاف للمملكة

منذ 4 ساعات

قال رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث، المحلل السياسي السعودي الدكتور تركي القبلان، إن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو/أيار 2017 شكّل نقطة انعطاف استراتيجية في مسار الحرب اليمنية، مشيرًا إلى أن هذا الحدث أسهم في إعادة توجيه الجغرافيا اليمنية من كونها عامل ضغط فاعل على ميليشيا الحوثي إلى عامل استنزاف مباشر للمملكة العربية السعودية

وأوضح القبلان، في منشور على حسابه بمنصة «إكس»، أن الجغرافيا اليمنية، التي كان يُفترض توظيفها كرافعة للحسم العسكري والسياسي، جرى منذ ذلك التاريخ إعادة هندستها سياسيًا وأمنيًا لتتحول إلى مساحة مفتوحة لإدارة الأزمات وتدوير الصراع، بدلًا من إنهائه أو حسمه

وأضاف القبلان، أن هذا المسار أفضى إلى تلاقٍ غير معلن بين ما وصفه بـ«المشروع الانتقالي» و«المشروع الحوثي» المدعوم من إيران، عند تفضيل استراتيجية «الاستقرار المُدار» باعتبارها خيارًا أقل كلفة على مشاريع النفوذ، مقارنة بخيار «الحسم الكامل» الذي كان سيقود – بحسب تعبيره – إلى استعادة الدولة اليمنية كوحدة سيادية متماسكة

وأشار القبلان إلى أن هذا التلاقي، رغم تعارض المشاريع في ظاهرها، جاء منسجمًا مع حالة الانقسام داخل معسكر الشرعية، وأسهم في إنتاج بيئة صراع مُجزأة، استُنزفت فيها الموارد، وتآكلت الأولويات، وتباطأ معها مسار التحرير، في وقت ظل فيه الحوثيون المستفيد الأكبر من عامل الزمن ومن تفكك الجبهة المقابلة

وختم القبلان بالإشارة إلى أن نتائج هذا المسار تمثلت في تقليص المساحة السياسية والجغرافية المتاحة أمام الشرعية بشكل منهجي، ما أدى إلى تحولها من مشروع لاستعادة الدولة إلى سلطة محاصَرة بوقائع مفروضة على الأرض