محمد الحزمي : الإصلاح ما كان يومًا خصمًا للمملكة.. ولن يكون
منذ 2 ساعات
محمد الحزمي ما برح بعضُ المفسبكين وبعض مَن يُسمَّون بالنُّشطاء الإعلاميين يبذلون الوسع في دقِّ الإسفين بين المملكة العربية السعودية والتجمع اليمني للإصلاح؛ محاولاتٌ قديمة المولد، تتجدّد صورتها بتجدّد الأحداث، وتستمدّ مادتها من نزغٍ سياسيٍّ سقيم، قائمٍ على تقارير مختلقة وروايات لا نصيب لها من الحقيقة، بل هي محض كيدٍ مموَّه وسوء طَويَّة
غير أنّ التجمع اليمني للإصلاح- بنسيجه القيادي، وتركيبته الاجتماعية، وعمقه القبلي والعلمي- كان ولا يزال من أقرب المكوّنات اليمنية إلى المملكة
فقد جمع منذ تأسيسه بين العلماء والمشايخ ووجوه المجتمع، وترأسه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر- رحمه الله- صاحب الصلة المتينة بالمملكة، تلك الصلة التي يعرفها كل مَن عرف تاريخ البلدين ومجريات العلاقة بينهما
ثم إنّ مرجعيته الإسلامية، وجذوره اليمنية الضاربة في كل مدينة ووادٍ وقبيلة، تجعل من العبث أن تُتوهَّم خصومة بينه وبين المملكة؛ فعلاقتهما قائمة على وشائج الدين، ونُبل الجوار، ورحم القربى، والمصالح المشتركة بين اليمن والمملكة وما الإصلاح إلا جزء من اليمن، هذه العلاقة التي رسّختها سنون طويلة من التعاون والتآخي
والمملكة- بحمد الله- كانت ولا تزال مظلة كريمة لليمنيين في طلب الرزق والعلم، ومنه الإصلاح الذي يحمل ما يحمله غيره من الوفاء والعرفان
ولم يزل الإصلاح، عبر مشاركته في الحياة السياسية، يُعمّق جسور التواصل بين اليمن والمملكة، ولم يُعرف عنه يومًا أنه خاصمها في أدبياته، أو نازعها في مواقفه، أو أساء اليها في إعلامه؛ بل ظلّ ثابتًا على خطّ المودّة، محافظًا على نهج الحكمة، مدركًا مكانة المملكة ودورها في محيطها
وزادت هذه الروابط رسوخًا بعد الانقلاب الحوثي، إذ لم يجد قادة الإصلاح وكوادره- شأنهم شأن غيرهم من أبناء اليمن- ملاذًا أرحب ولا سندًا أوثق من المملكة التي آوت ونصرت، وكانت- بحق- نعم المضيف ونعم الأخ
وسمع القادمون إليها من قيادة الإصلاح ما هو أطيب وأعدل وأصفى مما كان يُشاع عنهم في حملات التشويه
وعليه، فكل محاولة لدقّ إسفين تحت أي اسم أو لافتة إنما هي محاولة عقيمة، مفضوحة، لا تقوم على عقل ولا على واقع، ولن تغيّر من حقائق التاريخ، ولا من طبيعة العلاقة الممتدة بين المملكة والإصلاح
فالإصلاح سيظل- كما كان- رافعة خير لليمن، وسندًا لجيرانه، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية التي بذلت وما تزال تبذل الأغلى والأسمى من أجل اليمن وأمنه واستقراره
وهي علاقةٌ لا تهزّها الشائعات، ولا تنال منها الدعايات، ولا تنقضها ألسنة المغرضين مهما طال نفَسهم