محمد عبدالله القادري : استعادة 26 سبتمبر تأتي من الجنوب

منذ سنة

محمد عبدالله القادري كان لجنوب اليمن دور محوري في تحقيق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة عام 1962 ، تمثل في ايواء الثوار  الفارون من ملاحقة الامامة في الشمال وتقديم الدعم المادي واللوجستي واستمر محتشداً حتى حصار السبعين يوماً ، وان كان هذا الدور سراً عمل بشكل مخفي في البداية بسبب الظروف التي كان يعيشها الجنوب كمحتل من قبل بريطانيا التي كانت سلطتها على تعاون تام مع سلطة الامامة في الشمال ، إلا ان ذلك يعني ان الجنوب ساند تحرير الشمال وهو في أحلك الظروف

لا تستهينوا بالضالع

كانت الامامة أذكى من الانجليز في نظرتها لمنطقة الضالع التي تشكل أقوى خطر يهدد عرشها في صنعاء ، بينما الانجليز لا يدركون أنها أيضاً تهدد عرش احتلالهم في عدن

وكانت نظرة الامامة قائمة على أساس جغرافي وعرقي وتأربخي

موقع الضالع الذي يفرض توحد مع المناطق الوسطى قعطبة دمت السدة النادرة الرضمة يريم ، يشكل عامل قوة ، وانتفاضتها تفقد إب وتعز عن سيطرة  الامامة ثم تنطلق بعد ذلك  نحو صنعاء لاسقاط عرش الامامة او  نحو تهامة لضمها مع مناطق الوسط بسهولة وتشكيل سلطة منفصلة

عرقياً قبائل المناطق يعود أصولها نحو المناطق السفلى ، وتوحدها يسعى لايجاد تكتل ضم قبائل تعز وإب وتهامة والجنوب لحج والضالع ، وهو الأمر الأمر الذي سيفقد سلطة السلالة في هذه المناطق ، ثم يقود  بعد ذلك للتوحد مع قبائل بكيل وحاشد والتخلص من الامامة في صنعاء وما جاورها

تأريخياً الدول التي وحدت اليمن والتي كان مركزها الوسط كيحصب وظفار وغيرها ، كانت تمتلك سند من الوسط والجنوب

بينما بقاء دول الائمة في الشمال لمدة طويلة  وعدم نجاح الثورات ضدها ، كان بسبب افتقادها لمساندة من الجنوب ، كثورة الفقيه سعيد التي انطلقت من إب وساندتها تعز وتهامة وافتقدت مساندة الجنوب ، وهو الأمر الذي جعلها تسقط أمام  الأئمة وتفشل بسرعة

القضاء على مشروع دولة الائمة في شمال اليمن يتطلب توحد الجنوب مع الوسط والسعي نحو صنعاء لتحريرها وتخليص قبائل حاشد وبكيل من التبعية وجعلهم ملتفون ومتوحدون مع الوسط والجنوب ضد السلالة التي اظهرتهم   كأداة تستخدمهم  ضد الوسط والجنوب

ولذا سعت الامامة عبر اتفاقها مع بريطانيا لضم الضالع نحو الجنوب مقابل انضمام البيضاء للشمال ، والهدف تأمين عرش الامامة في صنعاء من أكبر خطر يهددها في الشمال