محمد مصطفى العمراني : خاتم الكذبة الذهبية.. كيف تحولت مفاجأتي الرومانسية إلى قرض طويل الأمد!

منذ 9 ساعات

محمد مصطفى العمراني مللت من عتاب زوجتي لي كلما عدت من العمل، أكون في غاية التعب والإرهاق، أرتمي فوق أقرب مقعد، ألتقط أنفاسي وأمسح عرقي

بعد أن تتأكد أنني عدت خالي الوفاض تسمعني أسطوانة كل يوم:_ الزوج الرومانسي يعود إلى زوجته بهدية

 _ نفسي يوم ترجع لي بهدية حتى وردة

 _ متى سترجع من شغلك ومعك لي مفاجئة حلوة؟! ـ متى ستفرحني ولو بخاتم صغير؟! تذكرت هذا العتاب المرير الذي أسمعه كل يوم منذ أن حصلت على هذه الوظيفة فقررت أن أفاجئها بهدية لعلها تريحني من العتاب الذي أسمعه كمقرر رسمي كل يوم

سأشتري لها خاتم  ولو بالتقسيط، وفي طريقي إلى سوق الذهب دفعتني نفسي الأمارة بالسوء إلى حيلة ظننت وبعض الظن إثم أنني بها سأضرب عصفورين بحجر واحد فقلت لنفسي:_ سأفرح زوجتي وفي الوقت نفسه لن أدفع إلا مبلغ بسيط جدا

ثلاثة ألف ريال يمني (ما يقارب 6 دولارات)

 ذهبت إلى صائغ ذهب أعرفه جيدا وطلبت منه خاتم بريطاني مطلي بذهب يبدو كأنه ذهب حقيقي، وأخبرته أنني أريد أن أفرح الزوجة وحين تتيسر أموري سوف أشتري لها ذهب حقيقي بإذن الله

كنت قد زرت هذا الصائغ مرارا برفقة الزوجة

أحيانا تشتري ذهب وأحيانا تستبدل وأحيانا تبيع إذا احتجنا، وبالفعل أعطاني الخاتم المزيف

 كان يبدو مثل الذهب الحقيقي ولا يستطيع أن يميزه عن الذهب الأصلي إلا صائغ ذو خبرة كبيرة

ولكي أضبط الخطة من كافة الجوانب جعلته يكتب لي فاتورة بأن قيمة الخاتم 90 ألف ريال ولثقته بي كتب لي فاتورة ووقعها وعدت إلى زوجتي فرأت في وجهي إبتسامة غريبة فأدركت فورا أنني أخبئ لها مفاجأة

أخرجت العلبة من جيبي وفتحتها أمامها مقدما لها الخاتم كما يفعل من يتقدم لخطبة إحداهن في فيلم رومانسي

زغردت عيناها من الفرحة وسألتني عن قيمة الخاتم فقلت: ـ بـ 100 ألف ريال لكن الصائغ خفض لي السعر إلى 90 ألف ريال (ما يقارب 150 دولار حينها)

ولكي تتأكد أكثر أخرجت الفاتورة وسلمتها إياها

وفعلا فرحت الزوجة ولم يخطر على بالها أنني لعبت عليها هذه اللعبة لكي أفرحها

كان ضميري يؤنبني بشدة ولكننني خدرته ووعدته بأنني قد مللت من عتابها وسوف أشتري لها خاتم ذهب أصلي في أقرب فرصة ثم أعترف لها بالحقيقة فاستراح ضميري مؤقتا

! ومر أسبوع وشهر وأشهر وعام

ثم مررنا بظروف صعبة جدا لدرجة أنه لم يبق في جيبي حتى قيمة كعكة

 حاولت الاقتراض أو استلام الراتب في منتصف الشهر ولكني فشلت، وحين رأت زوجتي ما أعاني من غم وهم خلعت الخاتم من أصبعها وسلمتني إياها قائلة:_ بيعه نمشي أمورنا حتى يفرجها الله

وأضافت: _ أكيد الأن قد زادت قيمته

قدرت تضحية زوجتي المخلصة وأخذت الخاتم وذهبت إلى الصائغ وما ان رآه حتى ضحك قائلا : ـ يبدو أنك من كثرة انشغال ذهنك يا أستاذ قد نسيت قصة هذا الخاتم؟!فعلا لقد نسيت الأمر تماما

ولما فشلت في فهم ما يقصد سألته: _أي قصة تقصد؟وصعقني قائلا: _ هذا الخاتم المزيف الذي اشتريته مني بـ 3 ألف ريال من أجل تسكت زوجتك

_ أوباااا

فعلا

لقد تذكرت الآن

وضحكت كثيرا ولكنه ضحكا كالبكاء

غادرت محل الذهب وأنا أفكر وأسأل نفسي: _ من أين سأعود للزوجة بـ 100 ألف ريال قيمة الخاتم؟! ورطة مدخنة

! ليتني لم أكذب عليها ولم أفرحها بخاتم مزيف، ليتني اشتريت لها في ذلك اليوم وردة

واتصلت بي قائلة: _ لماذا تأخرت؟! أنت ستبيع الخاتم وتعود

_ أنا جاي، جاي في الطريق

الآن لو أخبرتها بالحقيقة وأنني كذبت عليها وخدعتها فلن تسكت، ستشمت بي وستتحول إلى شهيدة الكذب والخديعة، وسأتحول إلى شيطان رجيم

!_ هيا وكيف ستحلها يا عمراني؟! _ الأفضل أن أقترض المبلغ من سكات

_ طيب من الذي سيقرضني؟! وبعد تفكير عميق وطنانة أبو أسد ذهبت إلى صديق ميسور فقصصت عليه القصص فضحك حتى كاد يشترغ ثم أقرضني 100 ألف ريال

وبقيت لفترة طويلة أدفع ثمن تلك الكذبة