مروان ذمرين : نحو جيلٍ جديد من الإلكترونيات المرنة التي تدمج الإنسان بالتقنية
منذ 3 ساعات
مروان ذمرين يبدو أن اليابان تعيد رسم حدود العلاقة بين المادة والآلة، بين الجسد والإشارة، لتقود العالم نحو مستقبلٍ تتوحّد فيه التكنولوجيا مع الإنسان، على الاقل لتربح جزءً من السباق مع الصين
أعلنت شركة Murata Co
, Ltd
اليابانية، الرائدة في عالم المكوّنات الإلكترونية الدقيقة، عن تطويرها لتقنية جديدة تحت اسم الدوائر المطبوعة القابلة للتمدد (Stretchable Printed Circuit – SPC)، والتي تمثل نقلةً نوعية في مجال الأجهزة الطبية القابلة للارتداء
تعتمد الدوائر الجديدة على أنواع خاصة من الأحبار الموصلة القابلة للتمدد وتقنيات طباعة دقيقة على بوليمرات مرنة بسماكةٍ تقارب 100 ميكرومتر، تسمح بانحناء الدائرة أو تمددها أو التوائها مع الحفاظ على الأداء الكهربائي للمكونات الدقيقة مثل الحساسات وأجهزة القياس الحيوي مثل مراقبة النشاط القلبي والدماغي والعضلي (ECG, EEG, EMG)، والتي تتطلّب التصاقاً مريحاً ودقةً عالية أثناء الحركة
ويُتوقّع أن تسهم هذه التقنية في فتح أسواق جديدة ضمن قطاع الأجهزة القابلة للارتداء، الذي تشير التقديرات إلى أنه سيصل إلى نحو 85 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2034
وفي المستقبل القريب، قد تُدمج هذه الدوائر في الأقمشة الذكية أو الروبوتات المرنة أو حتى الأجهزة الطبية المزروعة داخل الجسم للرعاية الصحية المنزلية والتشخيص المستمر
كما يُتوقّع أن تتكامل هذه التطورات مع الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الحيوي (Bio-IoT) لتكوّن منظومةً رقمية ترصد المؤشرات الصحية لحظةً بلحظة، وتتعلّم سلوك المستخدم لتقديم رعايةٍ مخصّصة تلقائياً
أما في الأفق الأبعد، فمن المحتمل أن تمهّد هذه التقنية الطريق نحو أجهزةٍ ذاتية التغذية بالطاقة تعتمد على استشعار الحركة أو حرارة الجسم، مما يجعلها تعمل دون بطاريات تقليدية، وهو ما ينسجم مع الاتجاه العالمي نحو الطاقة المستدامة والذكاء الحيوي المتكامل
انه اتجاهٌ استراتيجي نحو الجيل القادم من الأجهزة التي “تعيش” مع الإنسان وتعمل معه بتناغمٍ وانسجام