مرُضك لن يُشفى.. عندما تمتلئ صيدليات صنعاء بالأدوية المهربة والمزورة (تقرير خاص)

منذ سنة

باتت صيدليات ومخازن الأدوية في العاصمة صنعاء، خالية من الأدوية الأصلية، والمصنعة في شركات عالمية موثوقة، في الوقت الذي أصبحت تمتلئ بالأدوية المهربة، والأخرى المزورة التي تصنع في معامل بدائية دون أية رقابة

 يقول ذلك صيدلي مرموق، في صنعاء، له باع طويل في عالم الصيدلة كما عرّف عن نفسه لـ العاصمة أونلاين سارداً قائمة الأدوية التي لا يجدها المريض في سوق الدواء، في حين أصبحت المليشيا متهمة بأنها من ترعى التهريب والتزوير في مدينة يقطنها أكثر ملايين السكان، كما أن مشافيها يأتي إليها اليمنيون من محافظات أخرى كثيرة

 أدوية مميتة وأوضح أن تلك الأدوية منها منقذة للحياة وفق تعبيره، وأن التقليد هو ما يصل إلى الصيدليات ومخازن الأدوية، أي أن المهربين المسؤولين عن توفيرها، ومنها أدوية الأورام واللقاحات وأدوية مرضى الفشل الكلوي، والأنسولينات

 الصيدلي اتهم وزارة الصحة الحوثية، بأن لها اليد الكبيرة في عملية التهريب ووصول الأدوية المميتة إلى صنعاء، عبر قيادات عليا، ترى توفر الأدوية الأصلية خسارة لها، كونها ممن تتاجر بالأدوية المزورة والمهربة

 ونتيجة ذلك أكد أن الصحة، التي على رأسها القيادي الحوثي طه المتوكل لا تعمل على تقديم أي تسهيلات للمستوردين التي من الواجب أن توفر الأصناف الأصلية، مشيراً إلى أن كثيراً من الشركات الطبية التي تحترم نفسها لديها الاستعداد لاستيراد الأدوية المنقذة للحياة

 وعند تنقلك إلى مختلف الصيدليات في صنعاء، محاولاً استفسار العاملين فيها عن أنواع الأدوية فيها، وأين دول تصنيعها، ومدى الرقابة عليها لا تجد إجابة كون هذه الأدوية تفي بالغرض وهي لا تختلف عن الأدوية المعروفة

 سوق رائجة محرر العاصمة أونلاين التقى عدداً من الصيادلة، تضمنت إجاباتهم أن الشركات العالمية غادرت منذ انقلاب المليشيا الحوثية وسيطرتها على صنعاء، وأن الحاجة للعلاج، جعل ملاك الصيدليات يتعاملون مع أي مسوّق يوفر لهم الأصناف المطلوبة

 في سياق متصل يشكو الصيادلة من أن الدواء أصبح سوقاً رائجة للمليشيا التي دفعت تجاراً موالين لها، إلى الاشتغال فيها بتهريب الأدوية، والسماح للمهرب منها في الوصول إلى صنعاء، كما أن المليشيا في اتجاه آخر تمارس الابتزاز على شركات الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل مستمر

 محرر العاصمة أونلاين بدوره استفسر مسؤولين في مستشفيات حكومية أكدوا بدورهم أن ما نسبته 95% من الصيدليات، هي أدوية مهربة ومزورة، مشيرة إلى أن معامل التزوير منتشرة في صنعاء وبرعاية نافذين حوثيين

 ولفتوا أن هناك شركات طبية نشأت في السنوات الأخيرة، عند البحث عن مالكيها، تجدهم قيادات حوثية، وآخرين يتربعون على مناصب عليا في وزارة الصحة والهيئة العليا للأدوية

 وعن الممارسات الحوثية الخاطئة أكد المسؤولون أن الجهات الصحية، لم تعمل على توفير البدائل، لأصناف الشركات التي غادرت، كما أن تلك الجهات غضت الطرف عن الأدوية المهربة

 وعن حملات التفتيش التي تنفذها لجان الحوثي في وزارة الصحة، بين الحين والآخر أفاد مصدر، كان يعمل في الهيئة العليا للأدوية، بأن تلك الحملات لهدف الابتزاز لملاك الصيدليات والمخازن، أو لوكلاء الشركات، مشيراً أن قيادات المليشيا ولجانها لا تهما أمر الدواء كان مهرباً أو مزوراً

 مهددة للحياة المصدر قال إن هناك أصنافاً دوائية، تصنف ضمن المخدرات مثل البيثدين والمورفين يتم تهريبها من دول القرن الأفريقي إلى صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة للمليشيا، عبر مهربين معروفين ويتم بيعها في الصيدليات دون حسيب أو رقيب

 وأضاف ساخراً أن تلك الأدوية المهددة للحياة تصل صنعاء خلال أيام، وبالتنسيق مع الجهات الحوثية التي تعتبر نفسها رسمية بينما أدوية الوكلاء تستغرق أحياناً أكثر من ثلاثة أشهر للوصول من عدن إلى صنعاء

 تزوير برعاية حوثية أمر آخر أشار إليه مصدر صيدلي بأن عمليات التزوير لأصناف الدواء، تكون للمصنعة من شركات عالمية، ويكون تزويرها بالأشكال والأحجام والألوان نفسها، ويتم إدخالها للبلاد عبر مهربين

 وأكد أن الأصناف المزورة تظل متوفرة طيلة العام، دون انقطاع وأنها تباع في أغلب الصيدليات مستدركاً بقوله هناك غموض كبير حولها

 وقال إن كثيراً من المستلزمات الطبية ومساحيق التجميل ومعاجين الأسنان يتم تقليدها في معامل خارج البلاد، وتسوق في اليمن على أنها أصلية، كاشفاً أن منطقة عصر في العاصمة صنعاء تحوي عدداً من المعامل المختصة بتزوير الأدوية

 ابتزاز مستمر في سياق متصل، يؤكد ملاك للصيدليات إنهم لم يسلموا من عمليات الابتزاز والجبايات التي تنفذها مكاتب صحة الحوثيين، كما أن الابتزاز يتم عبر مكاتب أخرى متعددة، ترى في الصيدليات مصدراً للجباية شبه اليومية

 من الملاك محمد العزعزي تحدث أولاً عن الأدوية الأصلية، بأنه لا وجود لها، قائلاً نضطر إلى شراء المهرب من الأدوية، من قيادات تعمل في وزارة الصحة مضيفاً نتعرض لحملات تفتيش مستمرة للابتزاز من قبل مكتب الصحة برغم معرفتهم ان معظم الادوية الهامة مهربة

 ولفت إلى أنه تتواجد في السوق مئات الأصناف المزورة، والتي نتحاشى شراءها، كون مضرتها كبيرة جداً، ولا نعلم الجهة التي أتت منها، وهل صنعت وفق مواصفات ومقاييس