مزارعو البرتقال في اليمن: إنتاج وفير وأرباح ضئيلة
منذ 2 أشهر
مع بداية فصل الشتاء في اليمن، يبدأ مزارعو البرتقال في جني الفاكهة ، وتنتشر هذه الفاكهة في العديد من الأسواق اليمنية
تُحمل آلاف السلات من الحقول الزراعية في محافظتي الجوف ومأرب، وصعدة، وتُوزع في مختلف محافظات اليمن
على الرغم من الإنتاج الكبير للبرتقال في اليمن، إلا أن أرباح المزارعين ضئيلة والتحديات التي يواجهونها تزداد يومًا بعد يوم
المزارع يحيى عبيد من محافظة الجوف، الذي يزرع البرتقال على مساحة واسعة، يشير إلى أن مزرعته تنتج حوالي 2500 سلة من البرتقال في الموسم السنوي
ورغم هذا الإنتاج الكبير، لا تكفي العوائد لتغطية التكاليف الباهظة، مما يضع المزارعين في موقف صعب ويزيد من معاناتهم في مواجهة المشاكل التسويقية والمالية في ظل عدم وجود مخازن وبرادات مركزية لحفظ البرتقال، بما يسهم في توفره طوال أيام العام في الأسواق اليمنية
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عبيد: “قد يصل العائد المالي هذا العام إلى 13 أو 15 مليون ريال يمني بالعملة القديمة، لكن هذا المبلغ بالكاد يغطي تكاليف الإنتاج
”يفتقر المزارعون إلى آليات تسويق وتوزيع فعالة، الأمر الذي يعرضهم لخسائر كبيرة وكساد منتجاتهم
في الوقت الراهن، يبيع تجار الفواكه في صنعاء سلة البرتقال الواحدة بخمسة ألف ريال، ما يعني أن المزارع يبيع السلة الواحدة بقرابة ثلاثة ألف ريال أو أقل
تحتل محافظة مأرب وسط اليمن المرتبة الأولى بإنتاج البرتقال، بإنتاج وصل في 2021 إلى نحو 81 ألف طن، حسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2021، الصادر من وزارة الزراعة في صنعاء
وسجل إجمالي الإنتاج في نفس العام بحوالي 130 ألف طن
وفقًا لكتاب الإحصاء الزراعي، بلغت المساحة المزروعة بالبرتقال في اليمن في 2012، 8068 هكتارًا
سجلت محافظة مأرب في ذات العام أكثر من نصف المساحة الإجمالية للبرتقال، تقدر بنحو 4600 هكتارًا
وتلتها محافظة الجوف بمساحة 1650هكتارا، وجاءت محافظة أبين في المرتبة الثالثة بمساحة تقدر بحوالي 466 هكتارًا، ثم أخيرا محافظة صعدة بمساحة 315 هكتارًا
يعكس المزارع علي مقبل من محافظة مأرب جانبًا من معاناة مزارعي البرتقال في اليمن
يمتلك المزارع مقبل مزرعة تصل مساحتها إلى 200 لبنة (8,888 متر مربع)، ويشير إلى أن الإنتاج سنوي يبلغ 1000 سلة من البرتقال، لكنه يواجه تحديات كبيرة تؤثر على الجدوى الاقتصادية لمشروعه الزراعي
يقول مقبل لـ “المشاهد”: “ننفق الكثير من الأموال لشراء مادة الديزل لمضخات المياه، وأجور العمالة، وأعمال الحرث، ورش الأشجار، والحصاد، وهذه المصاريف تجعل العائد المالي من بيع المحصول غير كافٍ لتغطية النفقات
”عندما تصل الشاحنات التي تحمل البرتقال إلى سوق ذهبان في صنعاء، تُفرض عليهم رسوم تحت عدة مسميات، منها 2500 ريال على كل شاحنة، و500 ريال عن كل سلة للدلالين، بالإضافة إلى خصم 5% من قيمة البيع تحت بند “خدمات” دون أي توضيح لطبيعتها، وفقًا لعلي
يضيف: “هذه النفقات تزيد من الضغوط على المزارعين وتثقل كاهلهم
”بكيل طاهر، مدير إدارة التسويق في الاتحاد التعاوني الزراعي في صنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن السوق الزراعية في اليمن تعاني من سوء التنظيم، مما يترك تأثيرًا سلبيًا على المزارعين والمستهلكين على حد سواء
ويشير طاهر إلى أن المزارعين يواجهون تحديات كبيرة، مثل تأخير تسديد مستحقاتهم من قبل الوكلاء، مما يعمق أزمتهم المالية، بالإضافة إلى الرسوم المرتفعة التي تُفرض عليهم في الأسواق
يضيف: “الحل لهذه المشكلة يكمن في تنظيم الأسواق بشكل فعال وتعزيز الرقابة الحكومية لضمان حقوق المزارعين، بما يضمن استدامة الإنتاج الزراعي وتوفير منتجات الفواكه في السوق بسعر معقول للمستهلك
”خلال سنوات الحرب التي اندلعت عام 2015، تعرض القطاع الزراعي لخسائر فادحة، حيث أوضحت وزارة الزراعة والري في حكومة صنعاء أن خسائر بالقطاع الزراعي بلغت نحو 111
3مليار دولار
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير