مزايدة الحوثيين بالقضية الفلسطينية تعرّيهم أمام أبناء الشعب اليمني

منذ سنة

 تتوالى أقنعة ميليشيا الحوثي الإرهابية بالسقوط من على وجهها مع مرور الأيام وتجدد الأحداث في داخل اليمن وخارجه

القضية الفلسطينية والموقف من كيان الاحتلال الإسرائيلي، شعارات رنانة استمر الحوثيون بالتغني بها وترديدها منذ استيلائهم على السلطة، إلا أن الواقع أكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم مسلطين فقط لجلد أبناء الشعب اليمني

الحرب المستعرة التي شنها كيان العدو الاسرائيلي على غزة وأبناء فلسطين تستمر في حصاد ارواحهم، في حين يستمر كذب وخداع المليشيات لأبناء الشعب اليمني ومزايدتها عليهم بالقضية الفلسطينية

حالة من السخط والسخرية سادت الشارع اليمني تجاه برود المليشيات الحوثية التي طالما وعدت بالتدخل العسكري في حال نشوب حرب مباشرة بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وتزيد تلك الحالة مع استمرار المزايدة الحوثية

الميليشيا الحوثية تستمر في استغلال أحداث غزة لمواصلة استغفال اليمنيين وكسب ثقة أنصارها؛ إلا أن الخطاب الأخير لزعيمها أثار التهكم والاستنكار، حيث تأكد للشارع اليمني أن القضية الفلسطينية بالنسبة للجماعة ليست سوى بروتوكل سياسي لكسب تعاطفهم معها

هذه الحالة من السخط تسللت إلى أوساط أتباع الحوثي، ففي الوقت الذي كانوا فيه ينتظرون إشارة من زعيم الميليشيا لبدء الحرب على إسرائيل دعماً لحركة حماس والفصائل الفلسطينية، فوجئوا بالتبريرات الكاذبة التي صرح بها

الحوثي هدد بالدخول في أحداث غزة وقصف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، في حال تحقّق شرطين، الأول هو تدخل الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر في الحرب، والثاني تجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء، دون أن يوضح ماهية تلك الخطوط

القناع الذي طالما خبأت الميليشيا وجهها الحقيقي خلفه سقط تماما وبشكل كلي، فمنذ نشأتها وصعودها رفعت شعار الموت لأميركا وإسرائيل، وتحته مارست كل الفظائع والجرائم بحق أبناء الشعب، وأغرقت البلد في حرب وأزمات لا حصر ولا نهاية لها

ولم تكتف المليشيات بذلك السقوط المدوي، بل اقدمت على اختطاف العشرات من الشباب الذين خرجوا الجمعة الفائتة للتظاهر واعلان التضامن مع الفلسطينيين بشكل عفوي ومستقل، خارج إطار ما تسميها الميليشيا لجنتها المنظمة للفعاليات

كما أثار خروج الالاف في العاصمة المختطفة صنعاء وعدد من المحافظات غير المحررة ليلة أمس للتنديد بجريمة العدو الإسرائيلي التي استهدفت مستشفى المعمداني، قلق المليشيات واضطرها إلى نشر عناصرها واطقمها والياتها العسكرية في مختلف الشوارع خوفا من انتفاضة باتت وشيكة في وجهها، بفعل استمرار بطشها وصلفها بالمواطنين ومصادرة حقوقهم ورواتبهم

الحوثيون أثبتوا للشعب وللعالم أن سوطهم مسلط فقط لجلد اليمنيين خدمة لسياسات واجندات الدول الراعية والداعمة لهم وعلى رأسها إيران، التي بدورها لم تحرك ساكنا تجاه ما يحدث من إبادة جماعية وشاملة لأبناء فلسطين وتحديدا في قطاع غزة