مصير المطارات المحلية في اليمن

منذ 8 ساعات

عدن – بديع سلطانلم تغلق الحرب في اليمن المنافذ البرية فحسب

بل أتت حتى على المطارات والمنافذ الجوية، التي توقفت فيها الحركة منذ أكثر من عقد

تضاعفت خلالها معاناة اليمنيين، الذين وجدوا صعوبةً في حرية الحركة والتنقل، سواءً داخليًا بين المحافظات أو السفر خارج البلاد

وحال استمرار التوتر العسكري خلال سنين الحرب؛ دون استئناف عمل المطارات المحلية تحديدًا، بالمحافظات الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا

أبرز تلك المطارات، كان مطار عتق بمحافظة شبوة، والذي تأخر استئناف العمل فيه، رغم الاستقرار النسبي للوضع العسكري هناك

وظل المطار مغلقًا لمدة تجاوزت عقدًا كاملًا، ولم يعد إلى الحياة إلا منتصف سبتمبر الجاري

تشغيل مطار عتق مؤخرًا، حظيّ بتغطية إعلامية ضخمة، أغفلت تناول أسباب التأخر في تشغيله

رغم إعلان هيئة الطيران المدني، منذ ثمانية شهور، جهوزية المطار إداريًا وفنيًا؛ لاستقبال الرحلات المدنية

كما قام نائب رئيس المجلس الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزُبيدي، في مارس الماضي، بتدشين العمل في المطار بشكل رسمي

لكن الرحلات المدنية لم تنتظم إلا في سبتمبر

وأرجع ناشطون على منصات التواصل، أسباب تأخير تشغيل المطار لما أسموه “خلايا خفية” منعت استئناف عمل المطار

لكن تشغيل المطار مؤخرًا دحض كل تلك المزاعم، وحصر الأسباب في الترتيبات الإدارية والفنية

تم إنشاء مطار عتق، وهو مطار محلي “للرحلات الداخلية”، عام 1987؛ نتيجة التعاون العسكري بين دولة اليمن الجنوبي (سابقا)، والإتحاد السوڤييتي السابق “روسيا”

وشيّد لأغراض عسكرية ومراقبة الحدود الصحراوية مع المملكة العربية السعودية ودولة شمال اليمن

واستقبل المطار أول رحلاته المدنية عام 1988، قادمة من عدن، عاصمة اليمن الجنوبي حينها

لكن مطار عتق لم يكن هو المطار الأول في محافظة شبوة، حيث سبقه مطار بيحان، غرب المحافظة

وكانت قد شيدته السلطات البريطانية مطلع ستينيات القرن العشرين، لأغراض عسكرية كذلك

السلطة المحلية في محافظة شبوة، رأت في إعادة تشغيل المطار فرصًا خدمية وتنموية غير منقطعة، خاصةً في الجانب النفطي والاستثماري

وقال مستشار محافظ شبوة، محسن الحاج في تصريح خاص لـ”المشاهد”: “إن تشغيل المطار سيحدث حراكًا اقتصاديًا وتجاريًا”

كما سيعمل على تسهيل تنقل ووصول المستثمرين ورجال الأعمال المحليين والدوليين إلى شبوة

بالإضافة إلى تسهيل وصول موظفي ومديري الشركات النفطية والمعدنية، سواء العاملة في شبوة سابقًا أو الشركات النفطية الجديدة

وأشار الحاج إلى أن مطار عتق لا يقدم خدماته لأبناء شبوة فقط، ولكن لكافة اليمنيين

وأوضح أن المطار يمتاز بموقع جغرافي يتوسط المحافظات اليمنية، فلا يبعد عن مطارات المكلا، عدن، مأرب، وسيئون، سوى بـ400 كيلومتر

كما لا يبعد عن مطار صنعاء بأكثر من 500 كيلومتر؛ ما يجعله موقعًا حيويًا، بحسب الحاج

وطالب مستشار محافظ شبوة، في ختام تصريحه بتسيير رحلات دولية “ترانزيت” إلى مطارات جدة، الرياض، والقاهرة

لافتًا إلى إمكانية ذلك عبر مطارات عدن، سيئون، والريان بالمكلا

ويرى مسؤول الإعلام بوزارة النقل، بالحكومة اليمنية المعترف بها، وديد ملطوف، أن إعادة تشغيل مطار عتق سينعكس إيجابيًا على المواطنين

موضحًا خلال حديثه لـ”المشاهد” أن تشغيل المطار يقلص مشقة السفر البري على المواطنين ويوسّع خيارات الخدمات الصحية والتعليمية والتجارية

ووصف هذه الخطوة المهمة بـ”الإنجاز”، كونها تعزز التنمية الاقتصادية وتسهّل حركة المواطنين، خاصة أبناء شبوة

وتعمل على توفير خدمات سفر آمنة ومباشرة تسهم في تحفيز الاستثمارات وتسهيل التنقل بين المحافظات الأخرى

وتطرق ملطوف إلى جهود وزارة النقل، ممثلة بمعالي الوزير الدكتور عبدالسلام حُميد، التي بذلت جهودًا كبيرة لإعادة تشغيل مطار عتق

يأتي ذلك عقب استكمال الترتيبات الفنية والإدارية اللازمة، عبر الهيئة العامة للطيران المدني وطيران اليمنية وبالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة

إعادة تشغيل مطار عتق، فتح المجال للحديث عن مصير مطارات محلية استحدثت مؤخرًا، مثل مطار المخا، غربي محافظة تعز

فبحسب مدير عام مطار المخا الدولي، خالد عبداللطيف، فإن التجهيزات الإدارية والفنية لتدشين العمل بمطار المخا “مكتملة”، منذ أبريل 2024

مرجًعا أسباب تأخر تشغيل المطار إلى تعذر طيران “اليمنية” بعدم وجود طائرات كافية لجدولة رحلات جديدة من وإلى مطار المخا

وفي هذا الشأن، يقول وديد ملطوف: “بالنسبة لمطار المخا فالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد أعلنت استكمال تجهيزات تشغيله في أبريل 2024

موضحًا أن تأخر تشغيل المطار يعود إلى عدم وجود طلبات تشغيل من شركات الطيران

وتابع: “إضافة إلى أزمة الطائرات التي واجهت الخطوط الجوية اليمنية عقب استيلاء الحوثيين على أربع طائرات”

مبيًنًا أن تعزيز أسطول “اليمنية” مؤخرًا، ساعد الشركة على جدولة الرحلات إلى مطار عتق

وعبّر ملطوف عن أمله في أن يتبع ذلك تشغيل رحلات من وإلى مطار المخا خدمةً لمواطني تلك المنطقة

مذكرًا -في ختام تصريحه لـ”المشاهد”- أن مطار المخا يستقبل بين الحين والآخر بعض الرحلات الخاصة

سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير