مصير مجهول لسجناء اختفت أصواتهم بعد المكالمة الأخيرة
منذ 2 سنوات
تعز – عبدالله المخلافي :منذ اندلاع الحرب في اليمن في آذار/ مارس 2015، اختطفت جماعة الحوثي واعتقلت المئات من المدنيين، منهم المهندسون والصحفيون والأكاديميون والعمال والطلاب
كان الاعتقال تعسفيًا، وكانت التهم التي تم إلصاقها بهم غير حقيقية
تعددت السجون ومراكز الاعتقال في العديد من المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة
واحد من أشهر هذه المعتقلات هو سجن مدينة الصالح الواقع في بأطراف مدينة تعز
لايزال الكثير من المختطفين يقبعون خلف القضبان في سجن مدينة الصالح، رغم صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، في أبريل 2023، وأُفرج عن المئات من الأسرى من الطرفين
تقول مصادر حقوقية لـ”المشاهد” إن ثمانية مختطفين فقط من سجن الصالح تم الإفراج عنهم في تلك الصفقة، وهُمش الكثير منهم، الأمر الذي زاد من قلق أهاليهم الذين ظلوا سنوات عدة يحلمون باللقاء بأبنائهم المسجونين
أحد السجناء المفرج عنهم يقول لـ”المشاهد” إنه تم اعتقاله بتاريخ 15/6/2016، وتعرض للتعذيب وسوء المعاملة في سجن مدينة الصالح، جيث كان السجانون يقومون بضربه بالسلاسل الحديدية حتى تسيل الدماء
ويضيف: “كانوا يدخلون علينا بعد الساعة الحادية عشرة ليلًا ونحن نيام، ويقومون بضربنا بدون أي سبب، ويضعون أقدامهم على رقابنا”
المرض والتعذيبخلال الأعوام الأولى من الحرب، انتشرت الأمراض الجلدية، وذلك بسبب عدم النظافة، وقلة المياه، بحسب الكثير من المختطفين المفرج عنهم، إذ قالوا بأن المياه كانت تدخل ملوثة
كان السجناء يستخدمون ملابسهم لتصفية هذه المياه، وهو ما أدى إلى إصابة العديد منهم بالفشل الكلوي وغيره من الأمراض، بحسب رابطة أمهات المختطفين
يقول تقرير صادر عن رابطة أمهات المختطفين إن جماعة الحوثي اختطفت 956 شخصًا، منهم 60 طفلًا، وتعرض 850 منهم للإخفاء القسري داخل سجن الصالح، إضافة إلى توثيق 714 مختطفًا تعرضوا للتعذيب الجسدي، وتعرض 860 منهم للضرب وسوء المعاملة
يشير التقرير إلى وفاة 7 مختطفين، حيث تنوعت أسباب الوفاة بين التعذيب والإهمال الطبي بعد خروجهم بأيام، وهم في حالة صحية حرجة
محمد عبدالله الصنوي، أحد السجناء الذين لايزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن
في 2015، خرج الصنوي من مدينة تعز، متوجهًا إلى أسرته في القرية
لكنه لم يصل إلى منزله
السجناء الذين يقبعون خلف القضبان في سجن مدينة الصالح بتعز، ينتمون إلى عدة مديريات في المحافظة، حيث توضح التقارير الحقوقية أن عدد المختطفين من مديرية القاهرة أكثر من 64 مختطفًا، تليها مديرية المظهر (54)، وصالة (63)، والتعزية (112)، والسلام (65)، والرونة (38)، والشمايتين (24)، والمخا (14)، والمسراخ (48)، والوازعية (22)، وجبل حبشي (37)، وحيفان (38)، وخدير (45)، وسامع (8)، وماوية (50)، ومقبنة (70)، وموزع (36)
المكالمة الأخيرةأسماء الراعي، مديرة رابطة أمهات المختطفين بمدينة تعز، تقول حديثها لـ”المشاهد”، إن هناك إخفاء للكثير من الأبناء داخل معتقل الصالح لفترات طويلة، ونحن نعرف التعذيب الذي طال أبناءنا المختطفين، وحرمانهم من الحق في الحرية والحياة
بحسب الراعي، فإن بعضًا من السجناء الذين تعرضوا للتعذيب الشديد فارقوا الحياة، والبعض منهم فقدوا أجزاء من أجسامهم وخرجوا بعاهات تلازمهم مدى الحياة
وتضيف: “في السنتين الأخيرتين لم نستطع أن نقيد عدد السجناء الذين تعرضوا للتعذيب الجسدي، والذين منعوا من الغذاء والدواء، وكل أنواع التعذيب التي واجهوها داخل السجون”
محمد عبدالله الصنوي، أحد السجناء الذين لايزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن
في 2015، خرج الصنوي من مدينة تعز، متوجهًا إلى أسرته في القرية
لكنه لم يصل إلى منزله
تتذكر زوجته ذلك اليوم، وتقول لـ”المشاهد”: “تأخر محمد كثيرًا أثناء عودته إلى القرية ذلك اليوم
فجأة رن التلفون وهرولت غاضبة لأسأله عن سبب التأخير
جاء رده كالصاعقة حين قال إن جماعة الحوثي احتجزته
بعد تلك المكالمة، لم أسمع صوته أبدًا”
ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير