مصير مفاوضات الحوثيين مع السعودية

منذ سنة

أعلنت جماعة الحوثيين عودة وفدها المفاوض من الرياض بعد خمسة أيام قضاها في العاصمة السعودية لإجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب السعودي الذي يقدم نفسه كوسيط، ومع عودة الوفد الحوثي من الرياض لم يتم الكشف عن نتائج الزيارة التي اكتفى الحوثيون بوصفها بأنها إيجابية

وقال رئيس المجلس السياسي لحكومة صنعاء مهدي المشاط في خطاب متلفز يوم الأربعاء 20 سبتمبر إ”ن ما نقله وفدنا عن القيادة السعودية من الناحية النظرية لا شك يعتبر رسائل وتأكيدات إيجابية ونضعها موضع الترحيب المشروط بسرعة العمل على وضعها موضع التنفيذ

” مشيرا إلى أن نقاشات الوفد الحوثي في الرياض وصفت بالإيجابية وقد سرنا ما نقله الوفد عن القيادة السعودية باعتبارها قيادة التحالف الذي نشتبك معه في حرب دامية منذ العام 2015″

وأضاف المشاط إن صنعاء جاهزة لمعالجة أية مخاوف لدى الرياض بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء ولن تكون صنعاء إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وبلدان أمتها”

ضبابية المشهد الناتج عن المفاوضات الأخيرة في الرياض فرضت التساؤل عن السيناريوهات المحتملة في الجانب السياسي والعسكري في حال تم الإعلان رسميا عن فشل هذه المفاوضات، التي يتوقع بعض المحللين السياسيين فشلها بينما يرى البعض الآخر أن نجاحها بات محسوما

الفشل غير واردالكاتبة ميساء شجاع الدين قالت لـ”المشاهد” لا أتوقع فشل المفاوضات، والفشل أمر غير وارد، لأن الأمر انتهى، السعودية أخذت قرارها بضرورة إنهاء الملف اليمني، واتفقت مع إيران، وإيران تستخدم كل ثقلها للضغط على الحوثيين أصلا لعدم تهديد السعودية، وبالتالي لا يوجد أي مؤشرات على الفشل، فالأمور متجهة في إطار اتفاق بين السعودية والحوثيين، وليس بالضرورة بين اليمنيين وهكذا تقول المؤشرات”

من جهته، الكاتب الصحفي خليل العمري، قال لـ”المشاهد” إن كل المؤشرات تتحدث عن بوادر مهمة للتوقيع على اتفاق سياسي بين الحوثيين والحكومة الشرعية، لأن طرفي الاتفاق (الحوثي والسعودية ) بحاجة ماسة إليه خاصة مع رؤية السعودية الجديدة، ورغبتها في التحول لمركز مالي عالمي، وكذلك تزايد الضغط الشعبي على الحوثيين ومطالبتهم بتسليم رواتب الموظفين”

اتفاق الرياض وطهرانويعتقد العمري أن السيناريوهات في حال فشل الاتفاق وهو احتمال ضئيل أغلبها سيناريوهات محدودة لن تؤدي لعودة الهجمات الحوثية على السعودية، خاصة وأن الإتفاق السعودي الإيراني في بكين في مارس الماضي أعطى ضمانات أمنية للسعودية بعدم تعرضها لأي هجمات، الأمر الذي عطل خيارات الحوثي الأخرى، وقلل من قدرته على المناورة السياسية والعسكرية، صحيح أن الحوثي قد اكتسب خبرة عسكرية في تقنية الطيران المسير والصواريخ، لكنها تبقى صناعة إيرانية، وقرار إيراني، وهو غير قادر على شن أي هجمات على الرياض دون هذا الدعم والتأييد”

ويشير العمري إلى أن التغيرات الإقليمية والدولية التي ثبتت الهدنة التي تقترب من العامين لن تسمح للحوثي بإفشال الجهود الدولية لإيجاد مخرج للصراع في اليمن، أيضا العوامل الداخلية المتمثلة بحاجة الحوثي للمال لامتصاص غضب الشعب، وأيضا لحصوله على شرعية دولية سياسية واقتصادية تمكنه من ربط شبكات المالية والسياسية مع العالم كسلطة وليس البقاء كجماعة مسلحة تحت سوط العقوبات الدولية والحصار الإقليمي”

غياب تمثيل الحكومةفي السياق يرى البعض أن جماعة الحوثي تستخدم المفاوضات للمناورة السياسية لا أكثر، وأنها لن تصل لاتفاق، وتبقى المعضلة في غياب الشرعية عن المفاوضات، وغياب دورها الفاعل على الأرض

المحلل السياسي رماح الجبري، قال لـ”المشاهد” إن اليمنيين ولاسيما من يعيشون في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية فقدوا الثقة في الحكومة الشرعية بأنها ستحرر العاصمة صنعاء وتنقذهم من سطوة المليشيا الحوثية وجرائمها، لأسباب كثيرة أبرزها حالة الخلاف داخل الشرعية، وتضارب أجندتها ومصالحها، وكذا أجندة إقليمية أضعفت موقفها، وبات أقرب خيارات الشعب اليمني هو الانتفاضة أو الثورة ضد المليشيا الحوثية، وربما ضد جميع الأطراف، والشعب اليمني ولّاد ومنتج للقادة والأبطال”

ويرى الجبري “أن السعودية أصبحت طرفا وسيطا، ومؤخرا بدأت تتعامل مع جميع الأطراف بما فيها المليشيا الحوثية، وفي حال فشلت جهود السلام وهذا أمر مؤكد وهو ما يجعل اليمنيين يستعدون لمرحلة كفاح مسلح لمواجهة المليشيا الحوثية في معركة يمنية خالصة، يستند فيها اليمنيون لعدالة قضيتهم وإسناد الملايين من خلفهم الرافضين للمليشيات الحوثية ومشروع إيران في اليمن”

ويضيف الجبري “أن القمع والسلاح الحوثي لن يجدي في مواجهة عامة الشعب، لاسيما وأن المليشيا الحوثية قدمت نفسها خلال السنوات الماضية كعصابة وجماعة لصوصية تستند ألى الطبقية والعنصرية في أدبياتها، وتقدم مصالح إيران على مصالح اليمنيين

”مضيفا “المؤكد أيضا أن السعوديه لن تتخلى عن مصالحها وأمنها القومي، وتسلم مصير اليمنيين بيد إيران، ويبدو أنها حاليا بحاجة إلى إنهاء تدخلها المعلن في إطار تحالف دعم الشرعية لتخفيف ضغوط المجتمع الدولي، لأن تخلي السعودية عن حلفائها يمكن أن يترك المجال مفتوحا لأطراف أخرى لتقديم الدعم لتيارات يمكن أن تشكل خطرا آخرا على أمن واستقرار المنطقة”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير